المرصد السوري لحقوق الإنسان: شركة تابعة لـ”فاغنر” تكثّف تجنيد مرتزقة سوريين… إلى أين ترسلهم؟

22
أعادت شركة أمنية سورية تابعة لمجموعة “فاغنر” العسكرية الروسية خلال الأيام الماضية تكثيف نشاطها في استقطاب أعداد جديدة من المرتزقة السوريين، لم تتضح الوجهة التي سيتم إرسال هؤلاء المجندين الجدد إليها، وسط توقعات تشير إلى ليبيا وأوكرانيا من دون إسقاط احتمال أن يتم الزجّ بهم في المواجهات التي تشهدها البادية السورية ضد فلول تنظيم “داعش”.
وتركزت عملية التجنيد في محافظة حمص، حيث تولت “شركة الصياد الأمنية” إدارة العملية من دون أن يتواكب ذلك مع أي نشاط ملحوظ لشركات أمنية أخرى في غيرها من المحافظات.
وعبر قناتها على تلغرام أعلنت “شركة الصياد” يوم الأحد الماضي عن فتح باب التجنيد لإجراء اختبارات وتحديد المقبولين جسدياً وصحياً. وأشارت إلى أن الأوراق المطلوبة هي صوّر وبطاقة شخصية وبيان وضع تجنيدي، مشترطة أن يكون عمر المتقدم بين 22 و46 عاماً.
وفور نشر الإعلان توافد مئات السوريين من مختلف المحافظات السورية، إلى منطقة الصايد في ريف حمص، الأحد الماضي، للتسجيل في شركة الصياد، التي تعدّ واجهة مجموعة فاغنر الروسيّة في سوريا.
وتجمع حوالى ألفي شخص منذ مساء السبت الماضي، أمام مقر
شركة الصياد، ولم ينجح إلّا بضع مئات منهم في تسجيل أسمائهم، بعد توقف العملية الساعة الثامنة صباحاً، والبدء بإجراء الاختبار الصحي والرياضي، الذي يعد المرحلة الثانية قبل قبول المنتسبين، وفق ما نقل تقرير لشبكة “السويداء 24” المحلية.
إرسال مرتزقة سوريين إلى أوكرانيا
تأسست شركة الصياد الأمنية عام 2017 ومقرها يقع في مدينة السقيلبية بمدينة حماة، وسط سوريا، وتقدّم خدمات الحراسة والحماية المحدودة تحت إشراف مجموعة “فاغنر” الروسية، وتعمل على حماية المصالح الروسية (الفوسفات والغاز وتأمين المواقع النفطية) في سوريا. وتعتبر الشركة مسؤولة مباشرة عن تجنيد السوريين للقتال إلى جانب القوات الروسية في أوكرانيا، وفق اتهام موجه إلى الشركة من الاتحاد الأوروبي الذي فرض عقوبات بحقها العام الماضي.
ويدير الشركة فواز ميخائيل جرجس الذي يعتبره الاتحاد الأوروبي المسؤول عن تجنيد مرتزقة سوريين للقتال في أوكرانيا.
واشتهرت شركة الصياد الأمنية في بداية تأسيسها بالعمل على ملاحقة فلول مقاتلي تنظيم “داعش” ضمن البادية السورية في ريف حمص الشرقي ودير الزور الغربي، تحت مسمى “صائدو داعش”، قبل أن تبدأ العمل بالتنسيق مع القوات العسكرية الروسية المتواجدة في سوريا لرفد قواتها المتواجدة في ليبيا بالعناصر البشرية لحماية المنشآت النفطية.
وأصدرت منظمة “سوريون من أجل الحقيقة والعدالة”، تقريراً في شهر أيار (مايو) الماضي كشف نقل ما لا يقل عن 500 مقاتل سوري خلال شهري آذار (مارس) ونيسان (أبريل) الماضيين، بينهم جنود من اللواء الثامن المدعوم روسياً، وآخرون من شركة الصياد الأمنية.
وبحسب التقرير، نُقل ما لا يقل عن 100 مقاتل من أبناء وسط وجنوب سوريا إلى جبهات القتال في شرق أوكرانيا، وذلك بعد تجنيدهم من قبل الشركة والقوات الروسية، لقاء أجور مالية شهرية متفاوتة بين ألف دولار أميركي وحتى 1500 دولار، ووعد بالعودة للالتحاق بالكتيبة الأساسية في سوريا بعد إنهاء المهمة.
وفي شهر تموز (يوليو) الماضي أعلن الاتحاد الأوروبي إدراج عدد من القادة في نظام الأسد، ضمن قائمته السوداء، بسبب مشاركتهم في تجنيد سوريين للقتال في أوكرانيا، إلى جانب روسيا، ومن بين المعاقبين شركة الصياد ومديرها.
ليبيا الوجهة المحتملة
ووفقاً لـ”السويداء 24″ فإنّ شركة الصياد لم تبلغ المنتسبين الجدد بشكل رسمي أين ستكون وجهتهم، إلا أنّ الشركة نشطت على مدار السنوات الماضية في إرسال السوريين إلى ليبيا، ليخضعوا لدورات عسكرية هناك، ثم يتم فرزهم كحرّاس منشآت إلى مواقع عسكرية أو نفطية، تتواجد فيها قوات روسية، رسمية وغير رسمية.
وفتحت الشركة في العام 2022 باب الانتساب للراغبين في القتال إلى جانب القوات الروسية في أوكرانيا، مع بداية الغزو الروسي هناك، لكن الأشخاص الذين سجلوا للسفر إلى أوكرانيا عبر الشركة، لم يتم تبليغهم بموعد السفر حتى اليوم، ليقتصر نشاطها على ليبيا.
ورغم تقليص روسيا لأعداد المرتزقة في ليبيا العام الماضي، وتخفيض عدد الرحلات التي كانت تنقل مقاتلين سوريين شهرياً، إلّا أن عمليات التجنيد لم تتوقف، لكنها باتت محدودة العدد.
وذكر “المرصد السوري لحقوق الإنسان” أنه وعلى الرغم من عدم تحديد الوجهة التي سيتم نقل العناصر المقبولين في صفوفها إلا أن حركة الإقبال كانت كبيرة للانضمام، نظراً لسوء الأوضاع المعيشية التي يعاني منها الشبان في مناطق سيطرة النظام في الداخل السوري.
كيفية استقطاب المرتزقة
تملك شركة “الصياد” قناة على تطبيق تلغرام تستقطب المقاتلين من خلاله، وكانت أعلنت عبر القناة فتح باب التجنيد يوم الأحد 16 نيسان (أبريل)، لإجراء اختبار القبول وتحديد المقبولين جسدياً وصحياً.
وأكدت الشركة المتخصصة بتجنيد المرتزقة أن مقرها الوحيد في منطقة الصايد بريف حمص وليس لديها أي وكلاء أو وسطاء أو مكاتب في أي منطقة أو مدينة أو محافظة في سوريا.
وحذرت الشركة من أن من يدّعي تمثيلها أو يختار أو يستقطب لصالحها عناصر أو ينشر إعلانات هي عمليات نصب واحتيال وابتزاز للراغبين. ولم تحدد الشركة طبيعة المهمة أو مكانها.

المصدر:  النهار العربي