المرصد السوري لحقوق الإنسان: قصف على أطراف «حميميم»… وتعزيزات تركية إلى جنوب إدلب

21

تواصل التصعيد على عديد المحاور في حلب وإدلب من جانب روسيا، وجيش النظام السوري من جانب، وتركيا والفصائل الموالية لها من جانب آخر، قبل 48 ساعة من لقاء مرتقب بين الرئيسين التركي رجب طيب إردوغان والروسي فلاديمير بوتين، في سوتشي، غداً (الأربعاء)، سيركز على بحث التطورات في إدلب والملف السوري في المجمل.
وعبر إردوغان عن أمله في أن تعمل الولايات المتحدة وروسيا وإيران وتركيا معاً من أجل تحقيق السلام والاستقرار، سواء في سوريا أو في العراق، مطالباً الولايات المتحدة بأن تقرر هل ستتحرك مع ما سماه بـ«التنظيمات الإرهابية»، في إشارة إلى «وحدات حماية الشعب» الكردية، أكبر مكونات «قسد»، التي تعتبرها تركيا امتداداً لـ«حزب العمال الكردستاني» الذي تصنفه «منظمة إرهابية»، أم مع تركيا حليفتها في حلف شمال الأطلسي (ناتو).
وعبر إردوغان، في مقابلة مع شبكة «سي بي إس» الأميركية، بثت الليلة قبل الماضية، عن اعتقاده بضرورة انسحاب الولايات المتحدة من سوريا والعراق، مثلما انسحبت من أفغانستان، قائلاً: «إذا كنا سنخدم السلام في جميع أنحاء العالم، لم يعد من المجدي البقاء في تلك الأجزاء من العالم، يمكننا فقط ترك الشعوب والإدارات لاتخاذ قراراتهم بأنفسهم».
أما عن التدخل التركي في سوريا، فقال إردوغان، «سأكون واضحاً وصريحاً للغاية، لن نبقى أبداً حيث لا نريد، ولن نكون حاضرين في مكان ليس مرحباً بنا فيه. في سوريا، نبني حالياً 100 ألف وحدة سكنية، تم تهجير الناس والعائلات وطردهم من وطنهم، ونحن نبني هذه الوحدات لهم هناك، وأتساءل ما الذي تفعله الدول الأخرى؟».
وأرسلت تركيا تعزيزات عسكرية جديدة إلى إدلب، التي تشهد تصعيداً متواصلاً، على مدى أسابيع من جانب الطيران الروسي وطيران النظام، إلى جانب التصعيد الروسي في عفرين الخاضعة لسيطرة تركيا والفصائل السورية الموالية لها، حيث سقط 5 من عناصر «فرقة الحمزة»، قتلى، وأصيب آخرون، إلى جانب ما لا يقل عن 12 مدنياً، أول من أمس.
وقال الناشط بريف إدلب، محمد الأسمر، إن رتلاً عسكرياً تابعاً للقوات العسكرية التركية دخل الأراضي السورية عبر معبر كفر لوسين الحدودي شمال إدلب، وتابع مسيره باتجاه القواعد العسكرية التركية في جبل الزاوية وريف إدلب الشرقي، حيث يضم الرتل عدداً من المدافع الثقيلة والدبابات وآليات وعربات مصفحة، بالإضافة إلى أعداد من الجنود.
ويتابع، الوضع الحالي في الشمال السوري «ليس كما قبل، حيث الاستعدادات العسكرية من قبل فصائل المعارضة على خطوط التماس مع قوات النظام، وبدء عمليات القصف المتبادل بين الطرفين على أكثر من محور بريف إدلب وريف حلب، تزامناً مع دفع تعزيزات عسكرية ومقاتلين للفصائل إلى النقاط العسكرية القريبة من خط التماس، أمور تشير إلى أنه هناك ثمة مواجهات عسكرية بين الطرفين سيشهدها الريف الإدلبي الجنوبي في الأيام المقبلة، نظراً لاستعداد الطرفين».
إلى ذلك، أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، أمس، عن «انفجارات دوت في منطقة القاعدة الروسية الأكبر في سوريا – قاعدة حميميم – ناجمة عن تصدي الدفاع الجوية الروسية لهجوم صاروخي على القاعدة الواقعة بريف اللاذقية، حيث سقطت صواريخ ضمن أراض زراعية بريفي القرداحة وجبلة، ما أدى لأضرار مادية، دون معلومات عن خسائر بشرية، ولم ترد معلومات عن سقوط أي صاروخ داخل القاعدة حتى اللحظة».
كان «المرصد» أشار في 26 يونيو (حزيران) إلى «اندلاع حرائق قرب قاعدة حميميم الروسية بريف اللاذقية، نتيجة سقوط ملحقات أحد الصواريخ التي أطلقتها القاعدة، على أهداف مجهولة، حيث تعمل فرق الدفاع المدني وفوج الإطفاء على إخماد تلك الحرائق والسيطرة عليها».
في موازاة ذلك، جُرح 9 مدنيين بقصف مدفعي متجدد لقوات النظام على ريفي إدلب وحلب، وجرت اشتباكات عنيفة بين فصائل المعارضة السورية المسلحة من جهة، وقوات النظام والميليشيات الإيرانية من جهة ثانية شمال غربي سوريا، ودخول قوات عسكرية تركية جديدة إلى إدلب، حسب «المرصد» وناشطين.
وقال «المرصد»، أن قصفاً مدفعياً وصاروخياً مصدره قوات النظام والميليشيات المساندة على ريف حلب الغربي، وتسبب بجرح 5 مواطنين بينهم امرأة.
من جهته، قال أبو البراء وهو ضابط منشق عن قوات النظام ويشغل منصباً قيادياً في فصائل المعارضة المدعومة من تركيا، «تمكنت فصائل المعارضة من قتل اثنين من عناصر قوات النظام والميليشيات المساندة بعد استهدافهم بصاروخ موجه على محاور التماس بناحية شيراوا ضمن مناطق ريف حلب الشمالي الغربي، رداً على القصف الجوي الروسي على مقر ومعسكر لـ(فرقة الحمزة) الموالية لتركيا في قرية براد بريف عفرين، وخلف نحو 25 قتيلاً وجريحاً».

 

 

المصدر :الشرق الاوسط