المرصد السوري لحقوق الإنسان: «لواء فاطميون» ينسحب من الميادين وسط تحليق مكثّف لطيران «التحالف»

20

 

بينما شهد جنوب سوريا عمليات اغتيال جديدة طالت متعاوناً مع قوات النظام وضابطاً ومدنياً، أفيد بأن ميليشيات مرتبطة بإيران واصلت، أمس، ولليوم الثاني، انسحابها من مواقعها في مدينة الميادين بمحافظة دير الزور شرق سوريا. ولم يتضح هل لهذا الانسحاب علاقة بمخاوف من تنفيذ التحالف الدولي ضربات جديدة ضدها.
وأكد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن شاحنات يقودها سائقون لبنانيون غادرت الميادين محملة بالعناصر والعتاد، واتجهت نحو مدينة دير الزور، مشيراً إلى أن غالبية العناصر المنسحبة تتبع لواء «فاطميون» الأفغاني. ولفت إلى تحليق مكثف للطائرات المروحية التابعة لـ«التحالف الدولي»، في أجواء المعابر المقامة على نهر الفرات الفاصل بين مناطق «قوات سوريا الديمقراطية» ومناطق نفوذ الميليشيات الموالية لإيران في الميادين، تزامناً مع استنفار أمني كبير للميليشيات في هذه المدينة التي توصف بأنها «عاصمة» فصائل «الحرس الثوري»، شرق سوريا.
وكان «المرصد» قد أشار، أول من أمس، إلى أن فصائل من الميليشيات الموالية لإيران أفرغت بعض مقراتها من عناصرها في الميادين، متحدثاً عن مغادرة لواء «فاطميون» الأفغاني مقراته في شارع الأربعين بالميادين، من دون أن تتضح الوجهة التي انتقل إليها المنسحبون.
وكانت الميليشيات قد أجرت أخيراً تدريبات عسكرية في معسكر «الحرس الثوري» الإيراني، بمنطقة مزارع الحيدرية ومزار عين علي ومزارع عيسى بالميادين بريف دير الزور الشرقي. وأوضح «المرصد» أن التدريبات شملت قرابة 100 عنصر، ضمن دورة تدريبية لعناصر من «فوج السيدة زينب»، و«فوج القوات الخاصة»، و«الفوج 47»، مشيراً إلى أن التدريبات جاءت عقب وصول قائد للميليشيات من جنسية لبنانية إلى المنطقة.
وتأتي هذه التحركات العسكرية لميليشيات إيران، بعدما اختفت كلياً خلال الأسبوعين الأخيرين. وبحسب «المرصد»، أزالت الميليشيات المظاهر العسكرية في مدينة الميادين، في 19 سبتمبر (أيلول) الماضي، خوفاً من استهداف «التحالف الدولي» لها.
في غضون ذلك، أُفيد، أمس، بأن القوات التركية قصفت قريتين بريف الحسكة (شمال شرقي سوريا)، ما أسفر عن أضرار بالبني التحتية. وأوضح «المرصد» أن قصفاً عنيفاً بالمدفعية الثقيلة نفذته القوات التركية الموجودة ضمن منطقة «نبع السلام»، على قريتي أم الكيف وتل جمعة، شمال غربي الحسكة، مشيراً إلى سقوط قذائف عدة على محطة تحويل الكهرباء في تل تمر، ما أدى إلى خروجها عن الخدمة. وأكدت الحكومة السورية بالفعل خروج محطة الكهرباء عن العمل نتيجة القصف التركي.
وأعلنت وزارة الداخلية السورية، أمس (السبت)، أن دوريات مشتركة من قيادة شرطة حلب و«فرع الأمن السياسي»، تمكنت من القبض على «أحد أخطر المطلوبين» في المحافظة، عندما كان يرتدي حزاماً ناسفاً، ويقوم بسلب المواطنين وإرهابهم. وفي جنوب سوريا، ذكر «المرصد السوري»، أمس، أن مسلحين مجهولين استهدفوا بالرصاص المباشر مواطناً من أبناء نوى، متهماً بالتعاون مع قوات النظام، على الطريق الواصل بين بلدتي تسيل وسحم الجولان بريف درعا الغربي، مما أدى إلى مقتله على الفور.
وأشار إلى أن هذه هي حادثة الاغتيال الثانية في محافظة درعا خلال اليوم ذاته، إذ استهدف مسلحون مجهولون، صباحاً، مواطناً آخر بإطلاق النار عليه بشكل مباشر في منطقة حوض اليرموك بريف درعا الغربي. وأكد أن القتيل «مدني يعمل بتجارة المواشي ولم ينضم لأي جهة عسكرية».
وتزامن اغتيال الرجلين مع تقرير عن مقتل ضابط من قوات الحكومة السورية، برصاص مجهولين، في محافظة القنيطرة، جنوب غربي البلاد. وأوضح «المرصد السوري» أنّ الاستهداف وقع على طريق خان أرنبة – جبا، ضمن محافظة القنيطرة قرب الجولان السوري المحتل، مشيراً إلى أنّ المنطقة شهدت استنفاراً أمنياً للقوات الحكومية. ولفت «المرصد» إلى أن المنطقة المحاذية للجولان في القنيطرة شهدت مؤخّراً تفجيراتٍ عدّة بعبوات ناسفة، وسط اتهاماتٍ لفصائلَ تابعة لإيران وجماعة «حزب الله» اللبناني بالمسؤولية عنها.

 

 

المصدر:   الشرق الأوسط