المرصد السوري لحقوق الانسان: في إدلب.. أطفال رضع على قارعة الطريق

16

كان الجو ماطراً عندما لمح عمر الحسين (35عاماً)، وهو اسم مستعار لنازح في مدينة سلقين شمال غرب إدلب، طفلاً حديث الولادة مغطى بكيس نايلون ومرمياً على حافة الطريق في البلدة.

وعلى الرغم من قتامة المشهد إلا أن حرمان “الحسين” وزوجته من الإنجاب جعلاهما يتمسكان بالطفل، بعد أن يئسا من معرفة أي شيء عن ذويه.

لكن تدهور صحة الطفل الذي لم يكن قد مر على ولادته سوى ساعات، اضطراهما لنقله إلى قسم الحواضن في أحد المشافي التخصصية حتى استعاد عافيته بعد نحو أسبوع.

ومؤخراً، تزايدت حوادث التخلي عن الأطفال الرضع ورميهم على أرصفة الطرقات وأمام المساجد في العديد من المناطق شمال غربي البلاد.

وخلال العام الفائت، وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان، نحو 70 حالة لأطفالٍ حديثي الولادة “مجهولي النسب” تم العثور عليهم في مناطق متفرقة في إدلب.

وتنتشر هذه المشكلة في منطقة إدلب بشكل عام، وفي المخيمات الحدودية بشكل خاص، حيث الكثافة السكانية العالية، وذلك في ظلِ ظروف معيشية صعبة يعيشها النازحون والمهجرون في المخيمات.

وبلغ عدد النازحين في هذه المخيمات، وفق إحصائيات لفريق “منسقو استجابة سوريا” نحو مليون و49 ألف نازح، موزعين على 1304 مخيمات.

ويرتبط انتشار الحالات ارتباطاً وثيقاً مع طول سنوات الحرب في سوريا، وما خلفته من أوضاع اقتصادية صعبة وفقر مدقع بات يحاصر الكثيرين وفقاً لحقوقيين.

وأجبر ذلك الحال العديد من السكان على التخلي عن أطفالهم لعدم قدرتهم على تحمل أعبائهم، بالإضافة لانتشار العلاقات “غير الشرعية”، التي ازدادت “بسبب الأوضاع المعيشية المأساوية وهو ما أدى لانتشار الأطفال اللقطاء”، بحسب هؤلاء.

ويعرف مجهول النسب بأنه الطفل الذي عثر عليه ولم يعرف والده، أو الأطفال الذين لم يثبت نسبهم وليس لديهم معيل.

 

 

المصدر: صدى المجتمع المدني