الناشطة الحقوقية راقية الشاعر: صوت السلاح أصبح الأعلى في سورية.. والتاريخ السوري شاهد على قوة المرأة السورية

53

تحلم السوريات بمستقبل أفضل يعلو فيه صوت العلم والمعرفة بدل صوت القصف والسلاح.. مستقبل بألوان زاهية لا بلون الدم والسواد القاتم.
ترى الناشطة الحقوقية بالمنظمة العربية لحقوق الإنسان في سورية، راقية الشاعر، في حوار مع المرصد السوري لحقوق الإنسان أنّها غير متفائلة من أن تنصف العدالة الانتقالية النساء ، معتبرة أنهن قوة ناعمة قادرة على إنصاف أنفسهن بالنضال وبفهم حقوقهن والتمسك بها مهما كانت العراقيل.

س-كثيرا ما تتداول التقارير أخبار اللاجئين بصفة عامة بدون تخصيص حيز واقعي للنساء اللاجئات، في حين أنهن الفئة الأكثر تعرضا للمعاناة والأكثر التزاما بمسؤولياتهن الحياتية تجاه أسرهن في ظلّ حرب السلاح فيها أصبح مستباحا.. ماحقيقة معاناة النساء اللاجئات في المخيمات وبلدان اللجوء؟

ج- المعاناة الحقيقية التي تعانيها النساء السوريات اللاجئات في المخيمات وبلدان اللجوء تتمحور في التعنيف الذي يتعرضن له بشقيه الجسدي والنفسي وذلك باعتبارهن سلعة للاتجار الرخيص وتعرضهن للمساومة على أجسادهن وأيضاً بيعهن تحت مسميات عديدة كزواج المتعة وغيره بالإضافة إلى الأعباء التي يتحملنها وخاصة في فصل الشتاء بمخيمات الزعتري بالأردن أو على الحدود اللبنانية والتركية هذا بالإضافة إلى حوادث الاغتصاب التي يتعرضن لها دون حسيب أو رقيب.

 

س- هل نجحت اليوم المرأة السورية في ظل الحرب في تخطي حاجز الخوف وإيصال معاناتها إلى المجتمع الدولي لمناصرتها في تجاوز هذه المآسي التي تعيشها؟

ج- المرأة السورية معروفة عبر التاريخ بكونها قوية وباستطاعتها تحمّل المسؤولية التامة وقد ظهرت هذه القوة بفترة الحرب الطاحنة التي أتت على الحجر والبشر واستطاعت المرأة السورية أن توصل صوتها إلى العالم أجمع وحملت تلك الجرائم الإنسانية بغية محاربتها وإيقاف نزيف القتل والدم.

 

س-صنفت سورية السنة الفارطة كأخطر دولة على النساء، هل ظلم التصنيف سورية أم أنه تفسير حقيقي لواقع المرأة؟ وما حقيقة الوضع؟

ج- هو تفسير حقيقي، والواقع الفعلي أسوأ بكثير مما نراه ونشاهده عبر وسائل التواصل والإعلام المتنوعة.

 

س-هل أنت راضية عن حجم وجود المرأة في مراكز القرار وأجسام  المعارضة، أم أنها لا تزال تُستغل للترويج لصورة  مغالطة للواقع؟

ج-للأسف أنا شخصياً لم أرَ تمركزا للمرأة بمراكز القرار أو بأجسام المعارضة المتنوعة سوى أنها تكملة عدد، ووجودها لم يغن ولم يسمن ولم يغير شيئا.. هي فعلا موجودة  كديكور أو زينة لإيصال صورة مغالطة للعالم،  برغم أنّ النساء في سورية لعبن دورا مهما في الحراك الثوري على الأرض ومواقع التواصل الاجتماعي، ولكن يبدو أن مختلف أطياف المعارضة لم تُعرهنّ الاهتمام الكافي في مشاريعها للفترة الانتقالية، برغم أن الشارع لم يكن آمنا بفعل تزايد الخوف من التعرض للاغتصاب إلا أنهن تمسكن بحقهن في العيش ضمن دولة ديمقراطية متقدمة لكن نضالاتهن جوبهت باللامبالاة، إلا أننا على ثقة بأن المستقبل سيكون أفضل في المراحل المقبلة تكون فيه النساء فاعلات بقوة ويُردّ لهن الاعتبار.

 

-س- ولكن من ينصفهن في استرداد حقوقهن المسلوبة بسبب الحرب ، ومن يرد لهن الاعتبار؟

ج-لا يوجد من ينصف المرأة سوى المرأة نفسها لأننا نعيش في مجتمع ذكوري تسيطر عليه العقلية البالية.. لذلك لايردّ اعتبارنا كنساء سوريات طحنتنا الحرب وأتعبتنا سوى قوتنا نحن وتسلُّحِنا بالعلم ومعرفة حقوقنا والدفاع عنها  وإيماننا بأننا قوة تغيير  حقيقية وفاعلة تنتزع حقوقها كاملة وتناضل من أجل حياة أفضل.

 

س-تعرضت النساء  السوريات للتعذيب بالصعق بالكهرباء والضرب، إضافة إلى وضعهن في سجون مختلطة مما يعرضهن للاغتصاب بشكل يومي، كما لم تكن هناك أي محاكمات أو دوافع قانونية لاعتقالهن أصلا.. ماهو دور المنظمة العربية لحقوق الإنسان هنا، وهل أبدت استعدادها لمحاكمة  مرتكبي هذه الجرائم الفظيعة ؟

ج- المنظمة العربية لحقوق الإنسان لم يكن لها أي دور في الدفاع عن المرأة أو المطالبة بمحاكمة مرتكبي جرائم التعنيف والاغتصاب بحجة عدم تدخلها بالأمور السياسية وكون عملها إنسانيا فقط .

 

س- تعلمين أن الجماعات الإرهابية لجأت إلى العنف الجنسي كآلية لفرض النظام الاجتماعي وفق روايات مروعة من الضحايا فضلا عن استغلال أشكال العنف الجنسي، عند نقاط التفتيش، وفي أثناء الاحتجاز، وفي الشوارع وداخل المنازل في جميع أنحاء سورية لتخويفهن وإذلالهن ومعاقبتهن.. هل من الممكن أن تنصف العدالة الإنتقالية هؤلاء الضحايا من النساء؟ ومن يعطل مسار هذه العدالة؟

ج- لا أعتقد أن المجتمعات الشرق أوسطية والعربية خصوصاً لديها نية إنصاف المرأة مهما كان شكل الحكم الانتقالي، وكما ذكرت سابقا لا ينصفنا إلا تسلّحنا بالمعرفة والعلم ومعرفة مايحقّ لنا والمطالبة به والدفاع عنه.

– في وقت أصبح فيه صوت السلاح الأعلى والوحيد في سورية، يجب بالفعل أن نتّحد كنساء.