((بالصوت والصورة)) تصاعد الاستياء الأهلي في مدينة الباب والسكان السابقون لجبل الشيخ عقيل يتهمون القوات التركية بتجريف منازل تعود لأكثر من 450 عائلة كانت تقطن الجبل

16

علم المرصد السوري لحقوق الإنسان من عدد من المصادر الموثوقة أن الاستياء يتصاعد في مدينة الباب الواقعة في الريف الشمالي الشرقي لمدينة حلب، من قبل العائلات التي كانت تقطن في جبل الشيخ عقيل بأطراف المدينة، تجاه استيلاء القوات التركية على منازل تعود لأكثر من 450 عائلة كانت تقطن جبل الشيخ عقيل، وحصل المرصد السوري لحقوق الإنسان على نسخة من شريط مصور وردت إليه لمظاهرة خرجت اليوم الجمعة الـ 26 من أيار / مايو الجاري، ضمَّت العشرات من أبناء اجبل الشيخ عقيل بمدينة الباب، طالب فيها المدنيون بـ “حقوقهم في جبل الشيخ عقيل”، وظهر رجل مسن في الشريط المصور مؤكداً أن المنازل والمساكن على جبل الشيخ عقيل “لم تهدم بالقصف وإنما جرى تجريفها من قبل الجرافات التركية، والجيش التركين بعد خروج داعش، وأن هناك صور تثبت ذلك” وتابع قائلاً “خرجنا لنطالب بحقوقنا مما فعله الجيش التركي المجرم، من تهديم منازلنا بأساساتها ووثائفنا، وإذا كان ليس له ماضي فنحن لنا ماضي، وهو هدم الماضي لدينا، ونحن أبناء جبل عقيل، أبناء الشعب الحر، ولا نركع إلا لله، وسنستمر بالمطالبة السلمية حتى تتأمن حقوقنا وحقوق أولادنا بالكامل بعد أن شُرِّدنا”

وكانت أبلغت مصادر أهلية من مدينة الباب المرصد السوري لحقوق الإنسان أن مظاهرة خرجت يوم الجمعة الـ 19 من أيار / مايو الجاري، في أطراف منطقة الشيخ عقيل الواقعة بمدينة الباب، التي تسيطر عليها القوات التركية والفصائل المقاتلة والإسلامية العاملة في “درع الفرات”، وضمت المظاهرة عشرات المواطنين الذين رفعوا لافتات وشعارات نادوا فيها “الله أكبر عالظالم، يا أردوغان اسمع اسمع..جيشك ظالم لا يُطاع، هي لنا هي لنا..أرض الجبل هي لنا””.

المصادر الأهلية أكدت للمرصد السوري أن المظاهرة جرت على مقربة من القوات التركية المتمركزة على جبل الشيخ عقيل، وهو الجبل الذي شهد محيطه، الهزيمة الأولى للقوات التركية في الـ 21 من كانون الأول / ديسمبر من العام المنصرم 2016، حيث أبلغ أهالي من المدينة المرصد السوري، أن المظاهرة جاءت على خلفية قيام القوات التركية في منطقة جبل الشيخ عقيل، بتهديم معظمهم ما تبقى من منازل ومساكن كانت موجودة فوق الجبل، المطل على مدينة الباب بريف حلب الشمالي الشرقي، حيث عمدت القوات التركية إلى تهديمها والتمركز بقواتها على هذا الجبل، الأمر الذي أثار غضب واستياء أهالي المدينة، والمواطنين الذين كانوا قاطنين في المساكن المبنية على الجبل هذا قبل بدء معارك الباب، واتهم أهالي القوات التركية بتهديم المنازل التي بلغت أعدادها المئات، بما فيها من محتويات وثبوتيات، وعدم السماح للأهالي بالاقتراب حتى من أنقاض منازلهم.

الاستياء والغضب زادا كذلك نتيجة ما اشتكى منه مواطنون للمرصد السوري لحقوق الإنسان، من عدم قدرتهم حتى على استئجار منازل في مدينة الباب الخارجة من الحرب بدمار، خلفه القصف التركي المكثف والقصف من قبل طائراتها الحربية، بالإضافة للقصف السابق من قبل طائرات النظام وقواتها، والدمار الناجم كذلك عن التفجيرات وانفجار الألغام، بسبب ارتفاع آجار المنزل الواحد، وعدم وجود أعداد كافية من المنازل لاستيعاب من تبقى في المدينة، التي دمِّرت أجزاء واسعة منها خلال عملية السيطرة عليها من قبل القوات التركية وقوات عملية “درع الفرات” في الأشهر الفائتة.

جدير بالذكر أن المرصد السوري لحقوق الإنسان وثق استشهاد نحو 505 مواطنين مدنيين بينهم 123 طفلاً دون سن الثامنة عشر و79 مواطنة فوق سن الـ 18، جراء القصف من قبل القوات التركية وطائراتها على منطقة الباب ومدينتها، منذ دخول القوات التركية وقوات “درع الفرات” إلى سوريا في الـ 24 من آب / أغسطس من العام الفائت 2016، ويتضمن المجموع السابق للخسائر البشرية 451 مدني على الأقل، بينهم 97 طفلاً دون سن الثامنة عشر، و59 مواطنة فوق سن الـ 18، استشهدوا جراء القصف التركي على مدينة الباب وريفها وبلدتي بزاعة وتادف، منذ الـ 13 من تشرين الثاني / نوفمبر من العام الفائت 2016، تاريخ وصول عملية “درع الفرات” لتخوم مدينة الباب، كما أن هذه الضربات الجوية والمدفعية التي ارتفعت وتيرتها بعد أول هزيمة تلقتها القوات التركية على يد التنظيم، أسفرت عن إصابة أكثر من 3250 شخص بجراح متفاوتة الخطورة، بعضهم تعرض لإعاقات دائمة، فيما تشهد مدينة الباب دماراً في مساحات واسعة من الأبنية والمرافق العامة وممتلكات المواطنين.

مظاهرة تضم عشرات المواطنين من سكان جبل الشيخ عقيل في أطراف مدينة الباب يتهمون فيها القوات التركية بتجريف منازلهم والاستيلاء على الجبل وعدم السماح لهم بالرجوع إليها أو الاقتراب من الجبل، كما يطالبون بإعادة حقهم إليهم.