(بالصوت والصورة) من مخيمات الشمال السوري… نحو 100 ألف عائلة تعاني من كارثة العواصف المطرية والأخيرة تخرِّب أكثر من 1400 خيمة وتضرر ما يزيد عن 15500 عائلة

48

تتصاعد المأساة في كل مرة وفقاً لمقدمات مختلفة، فيما تبقى النتيجة واحدة، كوارث ومآسي وآلام، أمام أنظار المجتمع الدولي الذي لا يزال يتعامى عن حجم المأساة ويتمنع عن تقديم المساعدة المطلوبة، ليخنق هذا الصد النازحين والمهجرين من أبناء الشعب السوري، وآخر هذه المأساة ما شهدته مخيمات الشمال السوري من عواصف مطرية ألحقت الخراب والدمار في عشرات المخيمات المنتشرة في شمال سورية، خصوصاً تلك الواقعة على الشريط الحدودي بين سوريا وتركيا، حيث رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان أعداد المخيمات التي تضررت جراء السيول المطرية الجارفة، وأعداد العائلات التي تضررت فيها، غالبية هذه المخيمات تتواجد في ريفي محافظة إدلب الشمالي والغربي، إذ تفاوتت نسب الضرر الحاصل في كل مخيم، وذلك بحسب ارتفاع المخيم عن أرض من عدمه، أو لسبب آخر يعود إلى قوة التحصين والبناء لكل مخيم، فهي تتفاوت في تاريخ الإنشاء وجودة الخيم، والأرضية المبنية عليها

ويتواجد في هذه المخيمات آلاف العائلات النازحة من شتى المناطق السورية ، حيث رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان أعداد العائلات التي تقطن في كل مخيم منها ، وذلك على الشكل التالي : تجمع مخيمات دركوش يوجد فيه 1400 عائلة، تجمع مخيمات كفرلوسين يوجد فيه 5200 عائلة، تجمع مخيمات أطمة الجنوبي يوجد فيه 13 ألف عائلة، تجمع مخميات أطمة الشمالي يوجد فيه 7635 عائلة، تجمع مخيمات الزوف يوجد فيه 3500 عائلة، تجمع مخيمات خربة الجوز يوجد فيه 5000 عائلة، تجمع مخيمات سلقين يوجد فيه 2200 عائلة، تجمع مخيمات معرشورين يوجد فيه 780 عائلة، تجمع مخيمات حارم يوجد فيها 1500 عائلة، مخيم ” باتنتا شمال بلدة معرة مصرين يوجد فيه 120 عائلة، القرية الطينية شمال بلدة معرة مصرين يوجد فيها 180 عائلة، مخيم عزمارين يوجد فيه 150 عائلة، كما ويتواجد في مخيم الهول أكثر من 25 ألف عائلة، وفي مخيم الركبان أكثر من 11 ألف عائلة، وفي مخيمات الشهباء نحو 20 ألف عائلة من منطقة عفرين يقطنون المخيمات، وأكثر من 2300 عائلة في مخيمات بشرق الفرات

في حين كانت الأضرار على الشكل التالي وفق ما رصدها المرصد السوري لحقوق الإنسان:: مخيمات أطمة الشمالي تضررت بها نحو 75 مخيم، مخيمات أطمة الجنوبي تضررت بها 93 مخيم، تجمع مخيمات سرمدا تضررت بها 45 مخيم، تجمع مخيمات دير حسان تضرر بها 24 مخيماً، تجمع مخيمات كفر لوسين تضرر بها 62 مخيم، تجمع مخيمات الكرامة تضررت بها 50 مخيم، تجمع مخيمات الرحمة تضررت بها 15 مخيم، تجمع مخيمات السلام تضررت بها 13 مخيم، تجمع مخيمات لأجلكم تضررت بها 23 مخيم، تجمع مخيمات خربة الجوز تضررت بها 40 مخيم، تجمع مخيمات دركوش تضررت بها 20 مخيم، تجمع مخيمات عين البيضا تضررت بها 15 مخيم، تجمع مخيمات الزوف تضررت بها نحو 30 مخيم، كما تضررت عدد من المخيمات الأخرى في مناطق مختلفة مثل منطقة ريف إدلب الجنوبي، وريف حلب الغربي، بالإضافة لأكثر من 200 خيمة تضررت في ريف حلب الشمالي والتي يقطنها نازحون من منطقة عفرين، وما يزيد عن 500 خيمة في الهول وشرق الفرات، وما يزيد عن 200 خيمة في مخيم الركبان

المصادر الموثوقة أكدت للمرصد السوري لحقوق الإنسان أنه تعاني معظم هذه المخيمات منذ فترة طويلة من حالة إنسانية حرجة، من نقص كبير في المواد الغذائية وشح المساعدات، كما تعاني من أزمة الصرف الصحي، إضافة للنقص الحاد في مواد المحروقات، بالإضافة لكون معظم هذه المخيمات قديمة جداً، ولم يتم استبدال الخيم فيها منذ فترة طويلة، بالإضافة لوجود معظمها وخصوصاً مخيمات ريف محافظة إدلب الشمالي، مثل “أطمة” ضمن أراضي زراعية الأمر الذي زاد من الصعوبات التي يواجهها القاطنون فيها، بعد حدوث الفيضانات، وصعوبة خروجهم من المخيمات بعد غرقها، كما أن مخيم ” ضيوف الشرقية ” في ريف محافظة حلب الشرقي، أيضاً كان له نصيب وافر من هذه الفيضانات، حيث تسببت باقتلاع معظم خيامه والبالغ عددها نحو 52 خيمة، إضافة لإخلاء سكانها منها، بالإضافة أيضاً إلى مخيم “المرج” الواقع غربي بلدة احتميلات في ريف محافظة حلب الشمالي، الذي طالته العاصفة المطرية أيضاً وتسببت بتضرر أكثر من 5 آلاف نازح من سكانه.

أما عن أعداد المتضررين نتيجة لهذه الفيضانات في مخيمات الشمال السوري فقد رصدها المرصد السوري لحقوق الإنسان على الشكل التالي : مخيمات أطمة الشمالي 1960 عائلة، مخيمات أطما الجنوبي 2670 عائلة، تجمع مخيمات سرمدا 866 عائلة، تجمع مخيمات دير حسان 355 عائلة، تجمع مخيمات كفرلوسين 250 عائلة، تجمع مخيمات الكرامة 460 عائلة، تجمع مخيمات الرحمة 200 عائلة، تجمع مخيمات السلام 240 عائلة، تجمع مخيمات لأجلكم 216 عائلة، تجمع مخيمات خربة الجوز 182 عائلة، تجمع مخيمات دركوش 123 عائلة، تجمع مخيمات عين البيضا 200 عائلة، تجمع مخيمات الزوف 70 عائلة، كما وتضررت أكثر من 300 عائلة، من مخيمات متفرقة أخرى في كل من ريف محافظة إدلب الجنوبي وريف حلب الجنوبي، إضافة لتضرر نحو 3000 عائلة في مخيمات مهجري عفرين في ريف حلب الشمالي، وأكثر من 2200 عائلة في مخيم الركبان، وتضرر أكثر من 2450 عائلة في مخيم الهول بريف الحسكة الجنوبي الشرقي، كما أكدت المصادر الموثوقة للمرصد السوري لحقوق الإنسان أن العائلات هذه اختلفت وجهة نزوحها من هذه المخيمات، فالكثير منها انتقل إلى مخيمات أخرى أقل تضرراً، وأما البقية فمنهم من يحاول إعادة بناء خيمته ومن استطاع أن يخرج بها، وحتى من بينهم من افترش الأرض منظراً تدخلاً من قبل المنظمات الإنسانية المعنية، ونسبة من هؤلاء لا يزال محاصراً في المخيمات، ولم يتسنى له الخروج منها لظروف خاصة، وتحتاج هذه المخيمات جميعها إلى إعادة ترميم من جيد واستبدال الخيام بأخرى جديدة وصالحة للسكن، كما أكدت المصادر الموثوقة أن المخيمات تحتاج بشكل عاجل، لإخراج المياه منها عن طريق شفطها خارجاً أو تصريفها، وإنشاء شبكة مياه للصرف الصحي بدل من المتواجدة حالياً في أغلب المخيمات، والتي تعاني من تصدع كبير فيها وتسبب لقاطني هذه المخمات العديد من المتاعب، والجدير ذكره أن هذه الحادثة ليست الأولى من نوعها، بل تعرضت المخيمات في الشمال السوري مع بداية فصل الشتاء الجاري، لموجة أمطار غزيرة جداً وحدوث فيضانات وسيول، تضررت على إثرها العشرات من المخيمات وتشردت مئات العائلات.

المرصد السوري لحقوق الإنسان رصد إطلاق عدد من المسؤولين عن المخيمات، نداءات عاجلة قبيل قدوم فصل الشتاء الجاري، وجهوا فيها المنظمات الإنسانية والجهات المعنية إلى ضرورة التحرك لوضع خطة وقائية، لمنع حدوث مثل هكذا حوادث، أو الحد منها على أقل تقدير، وذلك عبر سلسلة من الإجراءات، منها رفع الخيام عن مستوى سطح الأرض بعوازل إسمنتية، وتبحيص أرضية المخيمات الطينية، واستبدال الخيام التالفة بأخرى جديدة، وتزويد المخيمات بعوازل مطرية، ولكن لم تتلقى هذه النداءات أي ردود فعلية من قبل المنظمات العاملة وبكثرة في الشمال السوري، والتي يشتكي قاطنوها منذ بدء إقامتها من عدم توفر مقومات للحياة فيها، ومعاناتها من حالة معيشية كبيرة، وأكد سكان للمرصد السوري أنه لم يعد من الممكن أن نطلق عليها حتى اسم مخيمات، فهي لا تحوي على أي نوع من مقومات الحياة الطبيعية، حيث يعاني السكان منذ دخولهم في هذه المخيمات من حالة معيشية صعبة جداً، فلا وجود لأي مساعدات إنسانية تذكر، إلا عبر منظمات قليلة وبدعم شحيح وعلى فترات متباعدة جداً، كما أن الكثير من سكان هذه المخيمات، يحاولون إرسال أفراد عوائلهم حتى الأطفال منهم عبر التهريب إلى تركيا للعمل، حتى يتمكنون من الاستمرار في العيش في المخيمات مع أسرته، وعدم تعريض حياتهم للخطر، ومع دخول فصل الشتاء من كل عام تتكرر المعاناة ذاتها، من طوفان المخيمات وتشرد سكانها، وخراب كبير يلحق بها، ولكن هذا العام كان من أصعب الأعوام التي مرت على سكان المخيمات، فقد تعرضت المخيمات لعاصفة مطرية في بداية فصل الشتاء الجاري، مع العلم أن سكان المخيمات لم يشاهدوا أي تغيير في الخيم ولا حتى تزويدها بما يمكن أن يساعد في تحدي موجة مطرية جديدة، فكانت العاصفة الأخيرة، حيث خرج المئات باتجاه الشريط الحدودي، ومناطق أخرى، والبعض منهم توجه إلى أقاربه في مخيمات أقل تضرراً، وسط ترقب من قبل السكان للمنظمات الإنسانية وفرق الإنقاذ حتى تقوم بالمساعدة لتجاوز هذه الكارثة الإنسانية التي حلت بقاطنيه المخيمات، غير أن السكان أكدوا أن الاستجابة من قبل هذه المنظمات كانت خجولة جداً، نظراً للأعداد الكبيرة من المدنيين ومن بينهم نساء وأطفال وكبار في السن قد خرجوا من المخيمات بسبب تضررها الكبير جراء السيول والأمطار، وناشد السكان لوضع حلول مستقبلية لتفادي وقوع مثل هذه الحالة الإنسانية الصعبة لاحقاً، خصوصاً مع عدم توفر حلول جذرية لمشكلة المهجرين والنازحين داخلياً واستمرار وتيرة القصف اليومي

صور خاصة للمرصد السوري لحقوق الإنسان ترصد الأوضاع الكارثية ضمن مخيمات أطمة عند الحدود مع لواء اسكندرون في ظل تردي الأحوال الجوية والأمطار والعواصف التي تشهدها المنطقة.

صور خاصة للمرصد السوري لحقوق الإنسان ترصد الأوضاع الكارثية ضمن مخيمات أطمة عند الحدود مع لواء اسكندرون في ظل تردي الأحوال الجوية والأمطار والعواصف التي تشهدها المنطقة.

شريط مصور للمرصد السوري لحقوق الإنسان، يرصد الأحوال المأساوية والكارثية التي يعاني منها سكان المخيمات الشمال السوري، نتيجة العاصفة المطرية التي ضربت المنطقة خلال الأيام الأخيرة وتسببت بتخريب ودمار مئات الخيم وتشرين الآلاف