بدران جيا كرد: اجتماعات الرباعي هي مضيعة للوقت ورهان خاسر 

43

قال بدران جيا كرد  الرئيس المشترك لدائرة العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، في حديث مع المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن مسار التطبيع يشهد منذ فترة حراكاً إقليمياً وعربياً مع النظام السوري حيث تختلف أهداف التطبيع من دولة إلى أخرى حسب الأولوية السياسية والأمنية والاقتصادية لكل حكومة، معتبرا أن الاجتماع الرباعي الأخير في موسكو  بين ممثلي الدول (روسيا -إيران -تركيا -سورية) يأتي في سياق تمهيدي لرفع مستوى العلاقات الدبلوماسية بين النظامين للتفاعل أكثر حول الملفات التي تهم الشأن التركي الداخلي بشكل خاص وهي محاولات حثيثة لدعم أردوغان وحكومته حيث وضعه الداخلي صعب وحرج في هذه المرحلة الانتخابية خاصة في دعم حلفاؤه في مجموعة أستانا بمعنى آخر  كل هذا استمرار لاجتماعات أستانا ولكن بنسختها السياسية الجديدة بمشاركة حكومة دمشق عوضاً عن المجموعات المسلحة المرتزقة التي تدعمها تركيا في اجتماعات أستانة السابقة. 

وتابع: ليس للشعب السوري طموحا تنتظره من هكذا اجتماعات لكون الأزمة السورية بات لها بعد دولي وأممي ولا يمكن للقاءات ثنائية أو ثلاثية أن تحدد الملامح الأساسية للحل السياسي النهائي وبشكل خاص إذا كان القرار السوري غائبا أو مغتصباً”. 

وأفاد جيا كرد بأنه في ظل غياب مبادئ ومعايير واضحة للحل السياسي الشامل للوضع السوري من قبل المجتمعين فإن أي توافق في مثل هذه الاجتماعات سيؤدي  لشرعنة الاحتلال التركي سياسياً، بالإضافة إلى وضع أهداف مزيفة من قبل تركيا وإشراك الآخرين لمحاربته، كما  الحال استهداف الإدارة الذاتية في كل الاجتماعات التي تشارك فيها تركيا وهذه محاولة أخرى لدفع سوريا باتجاه حرب داخلية أكثر دموية. 

 ودعا محدثنا جميع الأطراف إلى توخي الحذر لعدم الانجرار نحو المخططات التركية الخطيرة، موضحا أن “هذه الاجتماعات هي مضيعة للوقت و رهان خاسر على عامل الوقت لكسب المزيد من النفوذ والسلطة، لا يمكن لمثل هذه الاجتماعات المشبوهة أن  تأتي بحل سياسي تضمن حقوق جميع السوريين بل ستزيد من  تعقيد الواقع الموجود، وسيكون سبباً  وتجذيراً للازمة  في ظل الدور التخريبي والسلبي الذي لعبته تركيا تجاه سورية منذ عقد من الزمن، حيث لا يمكنها أن  تتحول بين ليلة وضحاها إلى عامل إستقرار والبحث عن الحلول في ظل استمرارها وإصرارها على مشاريعها الاحتلالية والدعم اللامتناهي للمجموعات الارهابية والمتطرفة التي ترتكب يوميا مجازر بحق شعبنا في المناطق التي تحتلها”. 

وأكد أن الإدارة الذاتية تتفق مع الرأي الذي يدعو إلى انسحاب تركي كامل من الأراضي السورية والكف عن التدخل في الشأن الداخلي لسورية وبالتالي أي عملية مصالحة والتطبيع يجب أن تتم وفق القانون الدولي والمعايير الناظمة للعلاقات بين الدول، أما  غير ذلك فهي شرعنة للاحتلال. وفرضه على السوريين. 

وتابع: في ظل مثل هذه الظروف المناخ غير ناضج والظروف غير مهيئة لمثل هذه المحادثات في ظل الاحتلال  بل من الأجدر أن  يلتفت النظام السوري إلى الداخل ويفتح  أبواب الحوار الحقيقي مع جميع الأطياف السورية، سيكون ذلك  خطوة باتجاه إنهاء الاحتلال والفوضى”.   

وإعتبر جيا كرد  أن أي عملية تطبيع لاتستند إلى اتخاذ مواقف السوريين والواقع المعاش بعين الاعتبار ودون الحديث عن عملية سياسية شاملة ستكون بمثابة إعادة الصراع والنزاع في سورية إلى المربع الأول وإطالة لعمر الأزمة السورية لعقود أخرى وسيكون لذلك تداعيات خطيرة ونتائج غير محمودة.