بسام إسحاق: رؤى المعارضة غير المتناسقة أفادت النظام ولم تخدم ثورة “الشعب المقهور”

48

قال القيادي في مجلس سوريا الديمقراطي بواشنطن، بسام إسحاق، في حوار مع المرصد السوري لحقوق الإنسان، إنّ المعارضة السوري كانت لديها رؤى لا تلامس الواقع السوري ومن الصعب تطوير رؤية مشتركة بين أحزاب ذات رؤى متنافرة لا تلامس حاجات الشعب، لافتا إلى ّأن ضعف الرؤى أفاد النظام بشكل كبير.

 

س-قال ألكسندر لافرينتيف، مبعوث الرئيس الروسي الخاص إلى سورية، إن العمل جارٍ بشكل مكثف على تطبيع العلاقات بين سورية وتركيا، وسيبلغ رؤساء الدول عند الانتهاء لتحديد تفاصيل وتاريخ لقاء الرئيسين التركي رجب طيب أردوغان والسوري بشار الأسد، ما مدى تأثير هذا اللقاء المرتقب على الحل في سورية؟

ج- لقاء الرئيس التركي ورئيس النظام السوري لا يكفي للوصول إلى حل للقضية السورية، هناك عقبات كبيرة أمام الاتفاق بينهما و إن توصلا إلى توافقات يبقى من الصعب تطبيق أي اتفاق يؤثر على واقع الأرض شرق الفرات بدون موافقة الولايات المتحدة، كيف سيحلا موضوع اللاجئين السوريين في تركيا والأسد في الحقيقة لا يريدهم واردوغان متمسك بهم خدمةً لمشروع تركيا في التغيير الديمغرافي في شمال سورية، اردوغان يريد حصر الأقليات بحزام عرقي و طائفي حسب مصالحه.

س- ما ردكم على الاتهامات الموجّهة لقسد الجناح العسكري للإدارة الذاتية بإرسال قواتها للمشاركة في الحرب في أوكرانيا؟

ج كلام عار من الصحة و جزء من الحملات الإعلامية المستمرة لشيطنة قسد في أعين السوريين والمجتمع الدولي.

 

س-تستمر موسكو في اتهام أمريكا بعرقلة الحل في سورية برفضها التطبيع مع الأسد، وقال مبعوث موسكو إلى سورية أنه لولا الوجود العسكري الأمريكي في سورية لتحسنت الأوضاع هناك، متهما واشنطن بنهب خيرات سورية لتغطية نفقات قواتها هناك، ما تعليقك ؟

ج-موسكو تريد أن تعود آبار النفط السورية لحضن حليفها الأسد وتستخدم النظام من زمن طويل لشيطنة الولايات المتحدة و هذا جزء من التنافس بين الدولتين وهو لا يعنينا، الولايات المتحدة تملك أكبر إقتصاد في العالم وتكلفة دعم محاربة الإرهاب في شرق الفرات نقطة في بحر من ميزانيتها، والدخل الذي يعود إلى الإدارة الذاتية من النفط يستثمر في الشعب السوري سواءً في دعم قسد أو الإدارة الذاتية وخدماتها للسكان و للعاملين المحليين في الإدارة الذاتية ولاننسى أن هذه المناطق كانت تعتبر من المناطق النائية وهي محرومة من دخل النفط لعقود طويلة و من أي استثمار للحكومات السورية المتعاقبة في مناطقهم.

 

س-برغم ترحيب هيئة التنسيق الوطنية بمذكرة التفاهم مع مجلس سوريا الديمقراطي إلا أن المبادرة لا تزال تلاقي الرفض والنقد، لماذا هذا الإصرار على إقصاء مسد وإبعادها وعدم تشريكها في مختلف المبادرات؟
ج-الإصرار على إبعاد مسد يتمثّل في خطورة المشروع الذي يقوم على التعددية في المشاريع الاستبدادية سواءً كان مشروع النظام السوري وحلفائه أو مشاريع الدول الإقليمية الكبيرة التي تتنافس على كسب النفوذ في سورية،
لذلك نرى مثلاً إصرار تركيا والنظام على إقصاء مسد من أي حل سياسي محتمل، لدى تركيا رهاب من تقديم أي تنازلات لأكراد سورية لما قد ينعكس على القضية الكردية في تركيا، النظام يريد آبار النفط لنفسه كما الماضي ويريد إقصاء المكونات العرقية و القول إن سورية عربية وانه يدافع عن هويتها دون أن ننسى أنّ شرق الفرات وبشكل خاص الرقة ودير الزور أغلبية عربية وعانوا من إهمال وإقصاء النظام لعقود طويلة.

 

س-في هذه المرحلة التي تمر بها سورية ومع موجة التطبيع مع دمشق، تكثر التساؤلات عن دور المعارضة في بلورة الحل السياسي وتقديم رؤية واضحة، وسط اتهامات بتفككها وعدم قدرتها على تقديم حلول واقعية، ماتعليقك؟؟

ج -المعارضة السورية وبعد سنوات طويلة من ضغط النظام عليها لم تستطع أن تتبلور إلى حالة انسجام فكري جامع وكانت في أغلبها أسيرة ايديولوجيات مختلفة أكثر من أن تكون ذات طابع محلي سوري جامع، حتى حراك الإسلام السياسي كانت رؤيته تتجاوز سورية وتشكّل بالتالي إشكالية والأحزاب القومية في سورية كانت رؤيتها تتجاوز البلد وهويتها السياسية السورية على أرض الواقع. في كل الأحوال كانت رؤى لا تلامس الواقع السوري ومن الصعب تطوير رؤية مشتركة بين أحزاب ذات رؤى متنافرة لا تلامس حاجات الشعب، الثورة السورية لم تطلقها الأحزاب المعارضة بل أطلقها شعب مقهور يبحث عن التحرر وعن دولة وطنية تحفظ كرامة الجميع و لذلك لم تستطع هذه الأحزاب السورية التقليدية إلى اليوم الوصول إلى حالة وحدة حول قواسم مشتركة تقود إلى الدولة التي يتطلع إليها الحراك الثوري، إلى اليوم لا يوجد رؤية مشتركة و إلى اليوم الثقة مفقودة بين أحزاب المعارضة، و النظام استفاد من هذه الحالة إلى اليوم ولكنه متزعزع الآن و تطوير رؤية سياسية لسورية المستقبل مقبولة من الحراك السوري الشعبي وشرائح المجتمع السوري و مطمئنة للخارج و مصالحه ستقضي عليه.

 

س-استخدمت روسيا حق النقض (الفيتو) للاعتراض على تجديد عملية ضخمة للأمم المتحدة لإرسال مساعدات إلى شمال غرب سورية من تركيا، لمدة 9 أشهر، ماذا تريد روسيا من وراء قطع الإعانات التي تعتبر مصدر عيش ملايين بشمال غرب سورية؟

ج- روسيا ترى شمال غرب سورية كبؤرة معارضة لحليفها النظام السوري و تصفهم بالإرهابيين، الواقع أن غالبية الشعب السوري هناك هو أسير تنظيمات مسلحة وبحاجة للمساعدات الإنسانية بغض النظر عن الوضع السياسي، كل لاعب دولي او إقليمي في الشأن السوري يستخدم أوراقه للضغط على باقي اللاعبين والشعب السوري يدفع ثمن هذا التنافس السياسي.