بعد التفجير الدامي…منبج تشهد عودة الهدوء الحذر إليها واستخبارات مجلسها العسكري تعتقل خلية تعمل بـ “توجيهات من فصائل درع الفرات والأتراك”

22

محافظة حلب – المرصد السوري لحقوق الإنسان:: عاد الهدوء الحذر إلى مدينة منبج الواقعة في القطاع الشمالي الشرقي من ريف حلب، والتي تسيطر عليها قوات مجلس منبج العسكري وتتواجد فيها قوات أمريكية ومن التحالف الدولي، وجاء الهدوء في أعقاب تفجير ضرب ظهر يوم أمس الأربعاء الـ 16 من كانون الثاني / يناير من العام الجاري 2019، مطعم الأمراء في وسط المدينة، والذي استهدف دورية لقوات التحالف الدولي، ما تسبب بقتل 4 عناصر من الدورية و5 من مرافقيهم من المقاتلين في القوات المحلية إضافة لاستشهاد 10 مواطنين مدنيين تواجدوا في المكان ذاته، كما تسبب التفجير بوقوع عدد من الجرحى ممن تعرضوا لإصابات متفاوتة الخطورة، وشهدت المدينة بعد التفجير استنفاراً وحالة من التوتر والاستنفار الأمني تحسباً من وجود هجمات مماثلة، قد توقع مزيداً من الخسائر البشرية.

المرصد السوري لحقوق الإنسان علم أن الاستخبارات التابعة لمجلس منبج العسكري، 7 أشخاص شكلوا خلية سرية لتنفيذ عمليات تفجير واغتيالات في منطقة منبج، وأكدت المصادر المتقاطعة أن أعضاء الخلية اعترفوا بـ “العمل بتوجيه من الفصائل العاملة في عملية درع الفرات والاستخبارات التركية”، كما جرى الاستيلاء على أسلحة ومعدات عسكرية متواجدة داخل أحد المنازل التي يتواجدون فيها، وأكدت المصادر كذلك للمرصد السوري أن الخلية اعتقلت الأشخاص السبعة، في وقت سابق، كما أن المرصد السوري نشر في الـ 20 من تشرين الثاني / نوفمبر الفائت من العام 2018، أن السلطات التركية تعمد للإشراف على تشكيل خلايا نائمة تنشط ضمن مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية في شرق الفرات، وفي التفاصيل التي حصل عليها المرصد السوري فإن السلطات التركية تقوم بإنشاء خلايا بإشراف من مخابراتها، مكونة من في غالبها من أبناء محافظتي الرقة ودير الزور، وتشرف على تدريبهم في معسكرات تدريبية سرية ضمن مناطق سيطرة قوات عملية “درع الفرات” وفي منطقة عفرين وريف حلب الشمالي، حيث تجري عمليات التدريب على التفجيرات والاغتيالات وتنفيذها بشكل دقيق وسريع، وأكدت المصادر أن عملية تشكيل الخلايا وإرسالها إلى مناطق شرق الفرات، يأتي بناء على استغلال المخابرات التركية للبطاقات الشخصية للسوريين المعروفة باسم “الكيملك”، والتي يجري تسليمها من قبل المواطنين السوريين عند مغادرة الأراضي التركية، نحو أي دولة مجاورة، حيث يجري استخدام بطاقات لمواطنين سوريين وإرسال هذه الخلايا بواسطتها إلى مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية في شرق الفرات، كذلك فإن المصادر الموثوقة أكدت للمرصد السوري أن عشرات آلاف السوريين الذين غادروا تركيا خلال الأشهر والسنوات الأخيرة، جرى الاحتفاظ ببطاقاتهم الشخصية المستخرجة في تركيا، وأودعت لدى السجلات التركية، فيما يجري استخدامها لتمرير هذه الخلايا بذريعة زيارة ذويهم، فيما تعمل الخلايا هذه على تنفيذ اغتيالات لشخصيات قيادية وسياسية وعسكرية بالإضافة لمحاولة خلق فتنة بين المكونات ضمن منطقة شرق الفرات، وكان المرصد السوري نشر في الـ 30 من تشرين الأول / أكتوبر الفائت من العام الجاري 2018، أن السلطات التركية ومخابراتها، أخفقت في خلق فتنة عشائرية في ريف الرقة، والذي تمثل أحد أشكاله، بمحاولة 8 أشخاص من عشيرة الهنادي، خلق فتنة مع عشيرة البوعساف، عبر اختطاف أحد أفراد العشيرة الأخيرة، وضربه وإهانته، باسم عشيرة الهنادي في منطقة البوز بريف تل أبيض، لتعمد قوات الأمن الداخلي الكردي “الآسايش” لاعتقالهم، والتحقيق معهم، حيث أكدت المصادر الموثوقة أنهم اعترفوا بأنهم مدفوعون من قبل تركيا لخلق فتنة عشائرية، في محاولة لخلق فوضى في المنطقة، بالتزامن مع التحضيرات التركية لعملية عسكرية ضد منطقة شرق الفرات، التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية، وانتشر الشريط المصور الذي يظهر الشبان وهم يعذبون الرجل من عشيرة البوعساف ويكيلون له الشتائم والإهانات، إلا أن تدخل أعيان ووجهاء وقوات الأمن الداخلي الكردي بين العشيرتين، أوضح وجبهات النظر بينهما وقربها، وحال دون اقتتال عشائري كان يهدف عناصر الخلايا النائمة لزرعه بين أبناء العشائر.