بعد منع أبو بكر البغدادي له… تنظيم “الدولة الإسلامية” يقرر إزالة “الستلايت” من المنازل ويدعو “رعاياه” لتسليمها لأفرع “الحسبة”

34

محافظة دير الزور- المرصد السوري لحقوق الإنسان:: نفذت طائرات حربية عدة غارات على مناطق في محيط دوار البانوراما وجبال الثردة وحي الصناعة بمدينة دير الزور، ما أدى لاضرار مادية، بينما استشهد شاب جراء قصف الطيران الحربي على مناطق في حي الحميدية بمدينة دير الزور يوم أمس، في حين أبلغت مصادر موثوقة، نشطاء المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن تنظيم “الدولة الإسلامية” أعدم رجلاً من بلدة البصيرة وذلك عقب اعتقاله منذ نحو شهرين بتهمة “التعامل مع الجيش الحر في تركيا”، بينما أصدر التنظيم قرار “إزالة اجهزة استقبال البث الفضائي الستلايت” من المنازل، جاء فيه “تطهير بيوت المسلمين من اجهزة استقبال البث الفضائي… إلحاقا لتعميم ديوان الحسبة ذي الرقم 14 بتاريخ 22/2 1437 بشان منع أجهزة استقبال البث الفضائي في أراضي الدولة الإسلامية، عليه فقد تقرر بعون الله تعالى البدء في إزالتها من بيوت عامة المسلمين وأهل الذمة من رعايا دولة الإسلام، لذا فإننا في ديوان الحسبة ندعو الجميع لتسليم ما لديهم من أجهزة استقبال البث الفضائي، لأقرب فرع للحسبة في المنطقة وهي (الصحن- الراس- الريسيفير)، ويسمح لمن أراد الاستفادة من القاعدة الحديدية ببيعها لمحلات الحدادة وغيرها على أن يكون تاريخ 30-8-1438 هو آخر موعد للتسليم ونهيب بجميع المسلمين، وأهل الذمة التعاون مع المحتسبين في تطهير بيوتهم من هذا الرجس وسيؤخذ في الاعتبار بإذن الله من يبادر بتسليم ما لديه من أجهزة وأما من يتأخر عن تسليمها، فسيعرض نفسه للمحاسبة والعقوبة والله تعالي هو الموفق والهادي الى سواء السبيل”.

 

وكان المرصد نشر قبل نحو أسبوع، أن تنظيم “الدولة الإسلامية” أنذر أصحاب المحال التجارية المختصة ببيع وإصلاح أجهزة “الستلايت والريسيفر” بالإضافة للتفزيونات، بوجوب إغلاقها، وأمهل الأهالي في “ولاية الخير” حتى قبيل بدء شهر رمضان لإزالة أجهزة “الريسيفر والستلايت” من منازلهم.

 

جدير بالذكر أن المرصد السوري لحقوق الإنسان نشر في الـ 10 من شهر أيار / مايو الجاري، في مدن وبلدات وقرى محافظة دير الزور، قيام عناصر من تنظيم “الدولة الإسلامية” بتوزيع مطويات بعنوان “لماذا علي أن أحطم الدش “الستالايت”، وذلك في مساجد وأسواق وشوارع المدن والبلدات والقرى، والتي تحتوي على “تنبيه للناس” بوجوب تحطيم أجهزة التقاط البث الفضائي “ريسيفر ستلايت”، واحتوت المطويات على “20 سبباً” قال التنظيم أنها تدعو “المسلمين لحمل الفأس وتحطيم الستلايت وملحقاته”، حيث جاء في أسباب المنع:: “”لأن القنوات الفضائية تروج للكفر والشر والبدع وتعرض صور الكفار وحياتهم ومخترعاتهم بطريقة تدعو للإعجاب بهم وتنتقص الموحدين والمجاهدين، ولأن مشاهدة الكفار بالصورة التي يعرضونها تورث التشبه بهم، وتظهر الشعائر الإسلامية بصورة تكره بها المشاهد وتعلم المشاهدين جرائم القتل والسرقة والاغتصاب وغيرها، وتعرض الكفر والمعاصي””.

 

كما جاء في الفقرة السابعة في أسباب المنع “لأن أولياء الأمور أمروا بمنعه فخليفة المسلمين اليوم الإمام إبراهيم البدري (حفظه الله) أمر بمنع اقتناء ومشاهدة هذا الجهاز لما فيه من المضار والمحرمات، ومن قبله كان أمير المؤمنين أبو عمر البغدادي ( رحمه الله) يرى حرمته وينادي بمنعه””،  كما ذكرت أسباب أخرى للمنع وصلت لـ 20 سبباً، في حين حذر التنظيم في مطوياته، بأن من لم يحطم هذا الجهاز، فإن “”لعناصر الحسبة معه مقال وفعال””، كذلك فقد اكدت عدة مصادر موثوقة للمرصد أن خطب الجمعة الفائتة، كانت تتحدث عن هذا الأمر، وعن منعه وأسبابه وتحث المواطنين على تحطيم الأجهزة الموجودة في ممتلكاتهم.

 

كما كان قد حصل المرصد السوري لحقوق الإنسان في نهاية شهر كانون الأول من العام الفائت 2015، على نسخة من صورة لمنشور قام تنظيم “الدولة الإسلامية” بتوزيعه على محال تجارية في مدينة الرقة، المعقل الرئيسي للتنظيم في سوريا، ويشرح هذا المنشور “أسباب منع” التنظيم المواطنين من استخدام “التلفاز وأجهزة الاستقبال الفضائي “ريسيفر ستلايت””  تحت عنوان “عدو من الداخل” وجاء فيه رسم يظهر جزء من مقدمة بندقية آلية بالاضافة لرسمين لجهاز الاستقبال الفضائي أحدهما باللون الاسود والآخر وضعت عليه أعلام دول العالم، وأحيط بالرسم الأخير دائرة تفرعت منها عدة خطوط وضع على كل خط منها عبارات وجمل تدل على مخاطر هذه الأجهزة، وجاء في هذه المخاطر وفقاً للصور::

“”الكذب على المجاهدين وتشويه صورهم، وبث الأخبار الكاذبة عليهم وتعكير جهادهم، والإرجاف بالمسلمين وتخذيلهم، وايقاع الفتنة بين عموم المسلمين والمجاهدين – نشر السحر والشعوذة والفلسفات العقلية التي تسمم العقول بأفكار الإلحاد والجرأة على الله – إفساد وتمييع الدين عبر البرامج المسمّاة (الدينية) التي تجعل الدين حسب طلبات المشاهدين، ويتم خلالها نشر الباطل والضلالات والبدع على أنها من الدين – سب الله عز وجل والاستهزاء بدينه وأوليائه عبر المسلسلات والمسرحيات الخبيثة، مما يسبب استمراء الناس لذلك – نشر دين الديموقراطية والعلمانية عبر ما ينشر في الأخبار والتحليلات والتغطيات وغيرها مما يبث في القنوات، وتكرار ذلك طول الوقت حتى يرسخ في أذهان المسلمين أن دين الديموقراطية الشركي هو الأمل الوحيد لتخليصهم من محنتهم – نشر الرذيلة والفسق والفجور من خلال عرض النساء والمردان والمعازف وغير ذلك، مما يثير الغرائز ويهون المعاصي في نفوس المسلمين، ويعلق قلوبهم بالفاجرين والفاجرات – لا يمكن التحكم بنوع المحتوى بشكل كامل فالخيار الوحيد هو التنقل بين الخبيث والأخبث””

كما ورد بنهاية المنشور مقتطف من “بيان لديوان الحسبة” وجاء فيه “” وإن ما يسمى بـ “القنوات الإسلامية” فيها من إفساد العقائد وحرب المجاهدين ما لا يخفى على ذي بصيرة، والقنوات الإخبارية فيها من الكفر والإرجاف والكذب والإفتراء ما لا يحصيه إلا الله، وأنه بناء على ما سبق تقرر منع وبيع أو تداول أو ترويج أو استعمال أو إصلاح أجهزة البث الفضائي(الدش) في كامل أراضي الدولة الإسلامية، صيانة لأبنائنا وبناتنا، وحفاظا على دين الناس من الإفساد، وكل من يخالف هذا فهو عاص لله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم ولولي أمر المسلمين وسيعرض نفسه للعقوبة والتعزير.””.

 

كما يشار إلى أن نشر المرصد نشر في الـ 19 من شهر كانون الأول / ديسمبر الفائت 2015، أن “ديوان الحسبة” في تنظيم “الدولة الإسلامية” أصدر تعميماً تمكن نشطاء المرصد السوري لحقوق الإنسان في مدينة دير الزور من الحصول على نسخة منه، وينص التعميم على “” منع بيع أو تداول أو ترويج أو استعمال أو إصلاح أجهزة الاستقبال الفضائي (الدش) في كامل أراضي الدولة الإسلامية””، وجاء في التعميم:: “” إن من أظهر أسباب إشاعة الفاحشة في زماننا انتشار أجهزة الاستقبال الفضائي المعروفة بـ “الدش” أو “الرسيفر”، فهي تبث ليل نهار ما فيه حرب لله جل جلاله ورسوله صلى الله عليه وسلم، وإشاعة الشبهات والدعاية للشهوات والمنكرات، وقد أمر الله تعالى بقطع أسباب الفساد وعدم اتباع خطوات الشيطان، فقال جل جلاله ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ ۚ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ ۚ))، وقال الآلوسي:: “” لا تتبعوا الشيطان في شيء من الأفاعيل التي في جملتها إشاعة الفاحشة وحبها””، وإن زعم زاعم أن في هذه الأجهزة متعة أو فائدة كالقنوات التي تسمى زوراً بـ “الإسلامية” أو القنوات الإخبارية، فقد قال الله جل جلاله “” يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا””، وقال ابن تيمية:: “”فإن الشريعة جاءت بتحصيل المصالح وتكميلها وتعطيل المفاسد وتقليلها بحسب الإمكان، ومطلوبها ترجيح خير الخيرين، إذا لم يمكن أن يجتمعا جميعاً ودفع شر الشرين إذا لم يندفعا جميعاً””.

 

وأضاف التعميم:: “” وإن ما يسمى بـ “القنوات الإسلامية” فيها من إفساد العقائد وحرب المجاهدين ما لا يخفى على كل ذي بصيرة، والقنوات الإخبارية فيها من الكفر والإرجاف والكذب والافتراء ما لا يحصيه إلى الله، فبناء على ما سبق، تقرر منع بيع أو تداول أو تريج أو استعمال إو إصلاح أجهزة الاستقبال الفضائي (الدش) في كامل أراضي الدولة الإسلامية، صيانة لأبنائنا وبناتنا، وحفاظاً على دين الناس من الإفساد، وكل من يخالف هذا فهو عاصٍ لله جل جلاله ورسوله صلى الله عليه وسلم ولولي أمر المسلمين وسيعرض نفسه للعقوبة والتعزير”.

 

كذلك كان قد علم نشطاء المرصد السوري لحقوق الإنسان في مدينة الميادين الواقعة بريف دير الزور الشرقي، في الفترة ذاتها، أن تنظيم “الدولة الإسلامية” أمر جميع عناصره بإخراج أجهزة “الرسيفير” من منازلهم والإبقاء على التلفاز، لمتابعة “إصدارات الدولة الإسلامية والدروس الدينية”، كما علم نشطاء المرصد حينها أن أحاديث كثيرة كان يتم تداولها بين عناصر التنظيم بالمدينة، عن أجهزة التقاط البث الفضائي ” الستلايت الرسيفر ومفاسده وأثره السلبي في الأخلاق والمجتمع ونظرة الشرع إليه””، بالإضافة لـ “فتاوى” بثت عبر إذاعة البيان الخاصة بتنظيم “الدولة الإسلامية”، تتحدث عن “حرمة استعمال الرسيفر”.

 

أيضاً أبلغت مصادر أخرى في الوقت ذاته، من مناطق سيطرة تنظيم “الدولة الإسلامية” في الريف الجنوبي والجنوبي الغربي للحسكة، نشطاء المرصد السوري لحقوق الإنسان، بأن تنظيم “الدولة الإسلامية” أصدر تعميماً مماثلاً لما سبق، وأنه ألزم عناصره وبدء بإلزام الأهالي بإخراج التقاط البث الفضائي ” ستلايت رسيفر” والإبقاء على أجهزة التلفاز”.