بعد 15 يوماً من الهجوم الأعنف ومقتل واستشهاد نحو 400 شخص…قوات النظام والطائرات الروسية المساندة لها تفشلان في استرجاع ما سيطر عليه تنظيم “الدولة الإسلامية”

25

عاد الهدوء النسبي ليسود مدينة دير الزور خلال الساعات الفائتة من حيث الاشتباكات، بعد المعارك العنيفة التي تصدرت الموقف في المدينة ومحيطها، بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، وتنظيم “الدولة الإسلامية” من جهة أخرى، والتي توزعت في محاور داخل مدينة دير الزور وفي محيط مطارها العسكري ومحيط اللواء 137 والمقابر، مترافقة مع غارات مكثفة وقصف مدفعي وصاروخي متبادل بين الجانبين.

 

الاشتباكات العنيفة التي رصدها المرصد السوري لحقوق الإنسان خلال الـ 15 يوماً المنصرمة، جاءت بعد تحضيرات واستعدادات عسكرية رافقت التحشدات التي بدأ بها تنظيم “الدولة الإسلامية” منذ مطلع العام الجاري 2017، من استقدام للتعزيزات والعتاد والذخيرة والمقاتلين والسيارات المفخخة، إضافة لإدخال الإطارات والوقود إلى المدينة وتوزيعها في الساحات الفارغة بالمدينة من أجل إضرام النيران فيها لتطلق دخاناً يساعد على التشويش على الطائرات.

 

ومع تمكن تنظيم “الدولة الإسلامية” من التقدم في الهجوم الأعنف منذ كانون الثاني من العام 2016، حين هاجم التنظيم المدينة وسيطر خلاله على أجزاء واسعة من منطقة البغيلية بشمال غرب مدينة دير الزور، وقتل وأعدم نحو 150 عنصراً من قوات النظام والمسلحين الموالين لها ومن عوائل عناصر من قوات الدفاع الوطني والجيش الوطني وأعضاء في حزب البعث من المدينة، بالإضافة لاختطاف أكثر من 400 شخص حينها من الحي ومن شمال غرب دير الزور، كانوا من المدنيين وعوائل المسلحين الموالين للنظام، إضافة إلى تمكن التنظيم خلال هجومه في العام 2017 من تحقيق هدف استراتيجي، وهو السيطرة على الجبل المطل على دير الزور والمنطقة التي سيطر عليها تنظيم “الدولة الإسلامية” وتمكنه من شطر المدينة إلى نصفين وحصار قوات النظام في مطار دير الزور العسكري وحصار أحياء مدينة دير الزور داخل حصار الأول الذي دخل عامه الثالث، إضافة لسيطرة وتقدمه في عدد من المواقع داخل مدينة دير الزور وفي محيطها.

 

قوات النظام المدعمة بالمسلحين الموالين لها، وبغطاء من القصف المدفعي والصاروخي  المكثف، ومن الغارات المكثفة التي بلغ تعدادها بالمئات للطائرات الروسية والطائرات التابعة لنظام بشار الأسد، وبالرغم من كافة الهجمات المعاكسة لقوات النظام واستماتتها لم تتمكن حتى الآن من تحقيق أي تقدم هام أو استعادة مواقع خسرتها لصالح تنظيم “الدولة الإسلامية”، وفشلت قوات النظام في محاولاتها المتكررة لفك الحصار الثاني الذي فرضه شطر المدينة لنصفين بعد السيطرة على الجبل المطل عليها.

 

كذلك وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان استشهاد ومقتل 381 شخصاً من مدنيين ومقاتلين وعناصر من تنظيم “الدولة الإسلامية، هم 87 مدني على الأقل من ضمنهم 19 طفلاً و18 مواطنة، حيث استشهد 49 بينهم 9 أطفال و12 مواطنة استشهدوا في قصف للطائرات الحربية على مدينة دير الزور وبلدتي موحسن والبوليل بريفها، و38 بينهم 10 أطفال و6 مواطنات استشهدوا في قصف لتنظيم “الدولة الإسلامية” على مناطق سيطرة قوات النظام في مدينة دير الزور، كذلك ارتفع إلى 104 بينهم عدد القتلى من عناصر وضباط قوات النظام والمسلحين الموالين لها، فيما ارتفع إلى 190 عدد عناصر تنظيم “الدولة الإسلامية” من جنسيات سورية وغير سورية، بينهم عدد من القادة الميدانيين أحدهم مسؤول العقارات في “ولاية الخير”، في حين أصيب العشرات من طرفي القتال بجراح متفاوتة الخطورة.