“بـ 400 دولار أمريكي غادر بلدك”.. مهربون بحماية أمنية من ضباط النظام السوري ينقلون الباحثين عن ملاذ آمن من سوريا إلى لبنان

1٬827

يقصد مئات السوريين يوميا الحدود البرية مع لبنان، منذ سنوات بعد تطبيق اتفاقية التسوية والمصالحة في حمص وحماة ودمشق ودرعا بين النظام والفصائل المحلية برعاية روسية.

وبات حديث الشباب الأول في مناطق النظام ومناطق أخرى، هو مغادرة البلاد، بطرق مختلفة محفوفة بالمخاطر هربا من الخدمتين الإلزامية والاحتياطية، يجمع المسافرين قاسم مشترك هو جحيم الوضع الاقتصادي في سورية، والبحث عن الاستقرار في لبنان أو للعبور إلى الدول الأخرى ودول الاتحاد الأوروبي، بوسائل متعددة أبرزها ركوب مراكب الموت للوصول إلى قبرص أو جزيرة صقلية.

وتعمل شبكات التهريب تحت حماية “حزب الله” اللبناني، ومتعاونين معهم من ضباط في قوات النظام والأجهزة الأمنية، وهم بالغالب من الفرقة الرابعة والأمن العسكري، مقابل نسبة النصف من قيمة المبلغ الذي يتقاضاه المهربين من الباحثين عن ملاذ آمن، مقابل تمريرهم من الحواجز العسكرية، دون أن يتم إيقافهم مطلقاً، حتى يصل إلى لبنان.

ويمر الهاربون من سوريا إلى لبنان عبر طريقين رئيسيين الأول من بوابة المصنع الحدودي، ويتقاضى المهربون نحو 200 دولار أمريكي من دمشق إلى لبنان و250 دولار من الرقة إلى لبنان وبالعكس، حيث يتم التفاف من خلف البوابة اللبنانية ليتم ادخال الباحثين عن ملاذ آمن عبر البوابة السورية بشكل نظامي ويتم تسوية أوضاع العابرين للنساء والأطفال والذين ليس لديهم اخراجات قيد واوراق ثبوتية للسفر.

والثاني من منطقة الهرمل اللبنانية، للمنشقين والعسكريين وجميع المطلوبين، ويتقاضى المهرب 400 دولار أمريكي من الرقة إلى بيروت، بينما تبلغ التكلفة 200 دولار أمريكي من حمص، ويصل إلى مبلغ 800 دولار أمريكي في بعض للحالات، دون أن يخضعوا للتفتيش أو التدقيق الأمني من قبل عناصر قوات النظام.

ويتجمع العشرات من الشبان والعائلات عند جسر تلبيسة بريف حمص الشمالي، قبل انطلاق رحلتهم إلى لبنان عبر شبكات التهريب “المحمية” من السلطات المحلية و الميليشياوية.

وتشرف الأجهزة الأمنية وقوات الفرقة الرابعة على عمليات تهريب البشر التي تتزعم تلك الشبكات ميليشيات “حزب الله” اللبناني، التي تسهل بدورها تنقل السوريين داخل لبنان للوصول إلى المكان المطلوب.

وتنطلق الرحلة إلى لبنان بسيارات من جسر تلبيسة بحمص، سالكين طرقات ريف حمص الغربي وصولا إلى تلكلخ وقرية ربلة ومنطقة وادي خالد التي اشتهرت منذ زمن طويل على أنها منطقة عبور غير شرعي بين سورية ولبنان، وتستغرق الرحلة من تلبيسة إلى منطقة بعلبك داخل الأراضي اللبنانية مع استراحات الطريق نحو 10 ساعات.

واستقبلت مديرية الأمن العام اللبناني، مطلع شباط الفائت، طلبات اللاجئين السوريين الراغبين بالعودة إلى بلادهم، ضمن إطار برنامج “العودة الطوعية”، وبدء التحضيرات لتجهيز قوافل العودة، كما افتتحت مركزا في بلدية عرسال اللبنانية لاستقبال طلبات السوريين، في إطار التضييق الأمني عليهم في غالبية المناطق وتركز على قاطني المخيمات، لإجبارهم على “العودة الطوعية”.

وبدأت السلطات اللبنانية، في عام 2017 إعادة اللاجئين السوريين إلى بلادهم على متن قافلات ضمن إطار برنامج “العودة الطوعية”، الذي توقف لفترة واستأنف في تشرين الأول 2023، وسجل المرصد السوري لحقوق الإنسان عشرات الحالات آنذاك.

وفي نيسان 2023، تصاعد التضييق بحق اللاجئين السوريين في لبنان، ونَفَّذَ الجيش اللبناني مداهمات لمنازل السوريين في لبنان، بقصد ترحيلهم إلى سوريا.

وشملت عمليات الترحيل نساء ورجالاً وأطفالاً من عدة مناطق لبنانية.

وتعتبر عمليات الترحيل القسري للاجئين السوريين دليلا على عدم احترام السلطات اللبنانية لحقوق اللاجئين بالحماية من العنف والملاحقة القضائية على النحو المنصوص عليه في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والقانون الدولي.