تركيا تسعى للهيمنة على شرق المتوسط من سوريا إلى ليبيا

25

كشفت صحيفة “الغارديان” البريطانية، عن أطماع النظام التركي المتمثلة بالهيمنة على شرق البحر المتوسط من إدلب في سوريا حتى طرابلس في ليبيا، موضحةً أن عمر هذا المشروع أربعة عشر عاماً ويشمل صراعاً طويل الأمد مع اليونان حول جزيرة قبرص، والتنقيب عن النفط والغاز قبالة سواحلها رغم معارضة الدول الإقليمية.
لم تعُد أطماع النظام التركي تخفى على أحدٍ، وباتَ ما كان سرَّاً منذ سنين عديدة مُعلناً، في صورة استعمارٍ عثمانيٍّ جديد، يمتدّ من سوريا إلى ليبيا، مروراً بجزيرة قبرص.

صحيفة “الغارديان” البريطانية، كشفت أن أطماع النظام التركي تهدف للهيمنة على شرق المتوسط من محافظة إدلب شمال غربي سوريا، إلى العاصمة الليبية طرابلس، في خطّةٍ تعرف باسم “الوطن الأزرق”، وذلك من خلال إرسال عشرة آلاف مرتزقٍ سوريٍّ إلى ليبيا لدعم حكومة الوفاق.

الصحيفة أوضحت أنّ مشروع النظام التركي عمره أربعة عشر عاماً، ويمتد ليشمل صراعاً طويل الأمد مع الجارة اليونان حول جزيرة قبرص المقسمة، والمنافسة مع أثينا والدول الإقليمية كمصر وإسرائيل ولبنان، حول حقوق التنقيب عن النفط والغاز.

وبحسب الغارديان، فإنّ ليبيا برزت كأكثر ملعبٍ واعدٍ للأطراف الإقليمة بعد ما يعرف بثورات الربيع العربي، إذ يتواجه على ساحتها القوميون العرب والملوك الإسلاميون السياسيون والعثمانيون الجُدد، في مزيجٍ قابلٍ للاشتعال يشمل النفط والمرتزقة والإيديولوجية والطموحات الجيوسياسية.

ولفتت الغارديان إلى أنّ رئيس النظام التركي رجب طيّب أردوغان، أعلن دعمه لحكومة الوفاق الليبية، بعد أن شعرت بقرب سيطرة الجيش الوطني اللبيبي على العاصمة طرابلس، ووقّع معها اتفاقياتٍ جديدةً بشأن الحدود البحرية والتعاون العسكري، ما لاقى رفضاً قاطعاً من أعدائها الاستراتيجيين في المتوسط.

ويرى مراقبون للشأن الليبي، أن حكومة الوفاق كانت تفتقر للدعم العسكري والدبلوماسي، لكنها لم تكن تفتقر لأموال النفط، ما دفع بالنظام التركي لاستغلال ذلك من خلال دعم طرابلس، للحصول على مليارات الدولارات من العقود غير المكتملة الموقّعة في عهد النظام السابق، والحصول على امتياز إعادة الإعمار في حال انتهاء القتال هناك.

المصدر: الغارديان

الآراء المنشورة في هذه المادة تعبر عن راي صاحبها ، و لاتعبر بالضرورة عن رأي المرصد.