تركيا لن تتخلى عن أربعة أهداف استراتيجية في سوريا

29

حدّد وزير الخارجية التركية مولود تشاووش أوغلو الثلاثاء، أربعة أهداف استراتيجية لن تتخلى عنها أنقرة في سوريا بالتزامن مع نيّتها التقارب مع النظام السوري، موضحاً أن نقل المحادثات مع الأخير إلى المستوى الدبلوماسي مرهون بوجود “بيئة مناسبة”.

وأوضح تشاووش أوغلو أمام لجنة التخطيط والميزانية في البرلمان التركي، إن بلاده تتمسك بأربعة أهداف رئيسية في سوريا هي الحفاظ على وحدة سوريا وسلامة أرضيها، والاستقرار الدائم القائم على أسس الحل السياسي، إضافة إلى تأمين العودة اللازمة والطوعية للسوريين إلى بلادهم، و”إزالة التهديد الإرهابي” من حدودها المشتركة مع تركيا، في إشارة إلى قوات سوريا الديمقراطية (قسد) وباقي الفصائل الكردية التي تعتبرها أنقرة امتداداً لحزب “العمال” الكردستاني المصنّف إرهابياً على لوائحها.

وحول رفع مستوى المحادثات مع النظام إلى المستوى الدبلوماسي قال الوزير التركي: “إذا كانت هناك بيئة مناسبة لنقل التواصل بين أجهزة مخابرات النظام السوري وجهاز مخابراتنا الوطني إلى المستوى الدبلوماسي، سنقوم بتقييم ذلك”.

ولم يخفِ أوغلو في مناسبات سابقة وجود محادثات بين جهازي المخابرات، وكذلك فعل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إلا أن الوزير التركي أكد أن لا نيّة لبلاده في فتح قنوات حوار مع النظام السوري على مستوى عالٍ، لكنه في الوقت نفسه، ترك الباب مفتوحاً لإمكان حدوثه، معلّقاً نقل المحادثات في المستقبل إلى ذاك المستوى بالعملية السياسية في سوريا وفق قرار مجلس الأمن الدولي 2254.

من جهة ثانية، قال أوغلو إن 530 ألف لاجئ سوري عادوا من تركيا إلى سوريا “بفضل الجهود المبذولة لضمان الاستقرار”، مضيفاً أن تركيا لاتزال “بجانب المظلومين في مختلف دول العالم من البلقان إلى الشرق الأوسط، بمن فيهم السوريون”.

وأخذ التطبيع التركي مع النظام السوري طابعاً تصاعدياً بعد القمتين اللتين حضرهما أردوغان في طهران مع الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والإيراني إبراهيم رئيسي، وفي سوتشي مطلع أب/أغسطس مع بوتين، إذ تمخض عنهما في ما بعد رغبةً من قبل اردوغان للقاء رئيس النظام السوري بشار الأسد لو كان الأخير حاضراً في قمة شنغهاي للتعاون وفق قوله، اتبعها بإمكان حدوث اللقاء وربطه بالوقت المناسب خلال مؤتمر صحافي في قمة “المجتمع السياسي الأوروبي” مطلع تشرين الأول/أكتوبر.

رغبة أردوغان، بدت صادمةً للجميع بعد نحو 11 عاماً على القطيعة بعد الثورة السورية، تخللها تراشق للأوصاف المختلفة بين مسؤولي الجانبين، لكن تشاووش اوغلو وصفها ب”الواضحة” وربطها برغبة أردوغان “عدم سفك المزيد من الدماء في سوريا”، فيما قال المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن إن الأرضية السياسية غير متاحة حالياً لعقد مثل ذلك الاجتماع بين أردوغان والأسد، مضيفاً أن اللقاء “قد يحدث وفقاً لمقتضيات المصلحة التركية في المستقبل”.

المصدر: جريدة المدن