تزامنا مع زيارة عون إلى دمشق: المرصد السوري يحذّر من التلاعب بملف اللاجئين

65

يؤدي الرئيس اللبناني ميشيل عون زيارة إلى سورية بعد 14 عاما من القطيعة وبعد آخر زيارة أداها لدمشق، أمام مخاوف سورية من التلاعب بملف اللاجئين في بيروت وإمكانية إعادتهم قسرا إلى سورية دون أي ضمانات حقيقية وقبل تطبيق القرارات الأممية وأبرزها القرار 2254 القائم على فرض الحل السياسي والدخول في مفاوضات رسمية تكون نتيجتها انتخابات نزيهة وشفافة تشارك فيها مختلف الأطراف دون اقصاء ودون سيطرة على الحكم من قبل الفرد الواحد .

ويتخوف السوريون من المتاجرة بملف اللاجئين الفارين من الحرب المسعورة التي دمرت فيها بيوتهم وقُصفت على عتبتها أحلامهم، سيما وأن بيروت كانت قد أكّدت سابقا على ضرورة ترحيل هؤلاء معتبرة أن الملف صارعبءً تسعى للتخلص منه، وقد رافق ذلك دعوات رسمية وحملات واسعة قادتها أطراف في الدولة وسياسيين ونقابيين وإعلاميين اجتمعوا حول ضرورة ترحيل اللاجئين عاجلا بعيدا عن الجانب الإنساني ومراعاة السبب الذي دفع بالسوريين إلى الفرار إلى هناك.

وبناءً على الزيارة التي يؤديها عون إلى دمشق ولقائه الأسد، يحذّر المرصد السوري لحقوق الإنسان من التلاعب بالملف ومن إمكانية الاتفاق على إعادة اللاجئين قسرا دون ضمانات دولية تضمن حقوقهم ولا تعرضهم للملاحقة الأمنية والتتبع القضائي لدى قضاء النظام بسبب معارضتهم .

ويدعو المرصد السوري المجتمع الدولي لمواصلة مساندة الشعب السوري ودعم اللاجئين بتوفير المناخ الآمن للعودة الطوعية لا العودة القسرية الإجبارية حتى لا تتعرض حياتهم للخطر.

ويؤكد المرصد على أنّه برغم أنّ العديد من المحافظات والمناطق السورية لم تشهد أي أعمال قتالية منذ سنوات، لازال البلد غير آمن من جميع النواحي لإعادة اللاجئين والفارين من الحرب سابقا ولازالت البنية التحتية مهترئة، ويدعو المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين التي أكدت مرارا أنها لن تسهّل عمليات العودة الجماعية في ظل غياب شروط الحماية الأساسية، إلى التمسك بهذا المبدأ مهما كان باب المصالحات مغريا ومفتوحا سواءً للنظام أو حلفائه.

وطالما توجه اللاجئون بصرخات استغاثة عبر المرصد السوري لحقوق الإنسان، جراء ما يتعرضون له من تنكيل و قمع وحملات عنصرية ومضايقات وترحيل قسري من قبل الجيش اللبناني وقوات الأمن اللبناني، حيث يمنعون من الخروج إلى الشوارع والتوجه للعمل، وسط معاناة كبيرة لهم.

ويؤكد المرصد السوري أّنه لا حل لملف اللاجئين السوريين دون حل سوري شامل ما دون ذلك هو اجحاف بحق المهجرين بفعل العمليات العسكرية.