تنظيم “الدولة الإسلامية” يرسل 900 من مقاتل في مدينة الرقة إلى جبهات القتال ويتحرك مستغلاً “الزي الأفغاني” مع تصاعد وتيرة التحضُّر للمعركة الكبرى

27

حصل المرصد السوري لحقوق الإنسان على معلومات من عدد من المصادر الموثوقة في مدينة الرقة، التي تعد معقل تنظيم “الدولة الإسلامية” في سوريا، عن قيام التنظيم بسحب المئات من مقاتليه من المدينة، وفي التفاصيل التي توثق منها المرصد السوري، فإن تنظيم “الدولة الإسلامية” عمد إلى سحب نحو 900 من مقاتليه من مدينة الرقة، وأرسلهم إلى جبهات القتال مع القوات الخاصة الأمريكية وقوات سوريا الديمقراطية وقوات النخبة العربية في ريف الرقة، فيما لم يتمكن نشطاء المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى الآن من التمكن من معرفة الوجهة التي جرى إرسال المقاتلين الـ 900 إليها.

عملية السحب هذه جاءت بالتزامن مع تصاعد وتيرة القتال بين قوات سوريا الديمقراطية وقوات النخبة العربية المدعمتين بالتحالف الدولي من جهة، وتنظيم “الدولة الإسلامية” على عدة جبهات بأرياف الرقة الشرقية والشمالية الشرقية والغربية، والتي توازت بدورها مع عملية تجهيز مدافع أمريكية ومرابضها إضافة لمرابض راجمات الصواريخ، في نطاق التحضير لمعركة الرقة الكبرى بعد استقدام قوات سوريا الديمقراطية والتحالف الدولي والقوات الأمريكية المرافقة للعملية، لتعزيزات من مقاتلين وآليات، وإدخال التحالف الدولي لمئات الآليات العسكرية مصحوبة بعتاد وذخيرة ومستشارين عسكريين والعشرات من الجنود في القوات الخاصة الأمريكية، للمشاركة في معركة الرقة الكبرى، حيث رصد نشطاء المرصد السوري مرور مئات الآليات العسكرية القادمة عبر معبر سيمالكا في الشرق والذي يربط بين الجزيرة السورية وإقليم كردستان العراق، متجهة نحو الرقة، وأثارت هذه التحضيرات حفيظة تنظيم “الدولة الإسلامية” الذي أعلن لمجموعات مقاتليه على محاور القتال مع قوات سوريا الديمقراطية والقوات الأمريكية المرافقة لها، عن جائزة نقدية تبلغ “20 دينار ذهبي” التي تعادل نحو 4 آلاف دولار أمريكي، لأية مجموعة تنجح في قتل مقاتل أمريكي أو أجنبي في صفوف قوات سوريا الديمقراطية والقوات الأمريكية التي ترافقها.

المصادر أكدت للمرصد السوري لحقوق الإنسان أن تنظيم “الدولة الإسلامية” استغل خلال الفترة المنصرمة، فرضه “الزي الأفغاني”، محتمياً بالمدنيين في مدينة الرقة ومتخذاً إياهم كـ “دروع بشرية” في تسهيل عملية تنقله داخل أحياء مدينة الرقة دون استهدافه من قبل التحالف الدولي وطائراته، ومن أجل تسهيل عملية تحرك هذه العناصر والقيادات من وإلى مدينة الرقة، عبر تمويه المدينة بإلباسها لباس عناصر تنظيم “الدولة الإسلامية”، حيث أثار التعميم الذي أصدره التنظيم في مدينة الرقة، مطلع الشهر الجاري آذار / مارس من العام 2017، حيث رصد نشطاء المرصد السوري لحقوق الإنسان حينها قيام تنظيم “الدولة الإسلامية” في المدينة بإصدار قرار يلزم المواطنين في معقله بسوريا، بارتداء لباس موحد وهو “اللباس الأفغاني”، وجرى استصدار القرار مطلع آذار الجاري، وأمهل التنظيم المواطنين في المدينة عدة أيام حتى يتم اقتناء اللباس، لتقوم بعدها بتسيير دوريات مكثفة في المدينة، واعتقال كل من يخالف التعميم والقرار، وإجباره على شراء اللباس وارتدئه، وتحدثت مصادر أهلية للمرصد السوري لحقوق الإنسان مع بداية تطبيق “قرار اللباس الأفغاني”، عن مخاوفها من قيام تنظيم “الدولة الإسلامية” باتخاذ المدنيين بشكل غير مباشر كدروع بشرية، عبر إيهام التحالف الدولي والطائرات الحربية والتحامي بالمدنيين، من خلال صبغ المدينة بصبغة لباس واحد، بعد أن كانت في وقت سابق عمدت لإجبار المواطنين على إطلاق لحاهم وحلق شواربهم، ويخشى الموطنون أن يتم استهداف المدينة من قبل الطائرات الحربية تحت ذريعة أنهم عناصر من التنظيم بسبب تشابه اللباس بينهما.

كذلك أكدت مصادر موثوقة المرصد السوري لحقوق الإنسان حينها، أن هذا القرار سيشكل مخاطر على حياة المواطنين الذين يحاولون الوصول إلى مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية بأرياف الرقة الشرقية والغربية والشمالية، بسبب تخوف المواطنين من استهدافهم من قبل قوات سوريا الديمقراطية في مناطق التماس بينها وبين التنظيم، فيما كان المرصد السوري لحقوق الإنسان وثق في فترات سابقة تنفيذ تنظيم “الدولة الإسلامية” لاعتقالات طالت عشرات المواطنين بتهم “مخالفة اللباس” أو مخالفة “الزي” الذي عمم التنظيم على المواطنين في مناطق سيطرته بوجوب ارتدائه.