حاجز “الفندق” سيء الصيت.. إتاوات بالملايين ومصدر رعب للمدنيين في دير الزور

53

تعد الحواجز العسكرية التابعة لقوات النظام والميليشيات المساندة له، من أبرز العوائق التي ترهق المدنيين وتقيد حريتهم ضمن مدينة دير الزور، ويعد حاجز “الفندق” المتموضع على الجهة الغربية من المدينة من أبرز هذه الحواجز وأكثرها إزعاجاً للمدنيين.

ويتبع الحاجز لكل من “الفرقة الرابعة”  والأمن العسكري والأمن السياسي، ويبلغ طول الحاجز قرابة 20 متر، ويتضمن الحاجز العديد من النقاط العسكرية، حيث يجب على المارة الخضوع للتفتيش عند كل نقطة منها، فضلاً عن فرض عناصر الحاجز لإتاوات مالية على المدنيين.

وأفاد نشطاء المرصد السوري لحقوق الإنسان، بأن الحاجز يقوم بالتنسيق عبر الهاتف مع النقاط العسكرية المنتشرة على نهر الفرات، ليتم إرغام جميع المدنيين الذين يعبرون النهر للذهاب لمدينة دير الزور، على المرور على حاجز “الفندق” سيء الصيت، وذلك بهدف جمع أكبر قدر من الإتاوات المالية، حيث تصل بعض الإتاوات التي تفرض لحد 6 ملايين ليرة سورية، وهذا المبلغ يفرض على أي شخص يشتبهون به، أو أنه متخلف عن “الخدمة الإلزامية” أو مطلوب “للاحتياط” لدى قوات النظام، أما الإتاوات التي تفرض على بقية المدنيين المارة فتصل لنحو 2000 ليرة سورية من كل شخص دون وجود أي مبرر.

وبحسب بعض الأهالي من المنطقة، فإن عناصر حاجز “الفندق” يقوم أيضاً بالتعرض للنساء اللواتي يدخلن المدينة من خلال هذا الحاجز، ويقصدون بشكل أساسي من يرتدين “النقاب” وذلك بالتفظ معهن بألفاظ قبيحة ومسيئة، كما أن العناصر يعترضون طريق السيارات التي تحمل خضار وفواكه للمزارعين القادمين من الريف الغربي، حيث يجبر صاحب السيارة على دفع إتاوات لجميع النقاط المنتشرة داخل الحاجز، ما دفع بالكثير من المزارعين بعدم التوجه لمدينة دير الزور لبيع محصول أرضه من الخضار بسبب هذه الإتاوات المالية الكبيرة التي تتسبب بخسارة المزارع لموسمه.

وفي حديثها مع المرصد السوري لحقوق الإنسان، تتحدث السيدة (خ.أ) قائلة، بأنها ذهبت منذ نحو أسبوعين برفقة والدها إلى مدينة دير الزور، عن طريق معبر “البغيلية”، لاستخراج بطاقة شخصية وبعض الأوراق الثبوتية وذلك بسبب عدم قبول النقاط العسكرية “بإخراج قيد” أو أي ورقة ثبوتية أخرى.

مضيفة، بأن عناصر الحاجز استمرو بتوقيفها برفقة والدها لمدة 5 ساعات، لعدم وجود أوراق ثبوتية معها، حيث كان على الحاجز أحد العناصر التي تمكنت من معرفة اسمه “صقر إدريس” من مدينة تلكلخ بحمص، وهو متطوع لدى “الأمن العسكري”، الذي بدأ يهددها بالاعتقال، وبحسب قوله أنه أصبح “يشم رائحة القادمين من مناطق شرق الفرات”.

ووفقاً للسيدة (خ.أ) فإن عناصر الحاجز فرضوا إتاوة على والدها قدرها مليون ليرة سورية بتهمة عدم وجود أوراق ثبوتية، فضلاً عن ترويعها بسبب ارتداء “النقاب” أيضاً.

أما الشاب (و.س)، من بلدة الخريطة بريف دير الزور الغربي، فيتحدث للمرصد السوري لحقوق الإنسان، قائلاً، بأنه يعمل سائق سيارة ويقوم بشكل يومي بنقل الخضار إلى حي الجورة في مدينة دير الزور، مؤكداً بأنه يدفع أسبوعياً مبلغ يقدر بنحو 600 ألف ليرة سورية لحاجز “الفندق، خوفاً من مصادرة سيارته، أو اتلاف حمولتها من خضار وفواكه بحجة تفتيشها.

يشار بأن معظم حواجز قوات النظام  المنتشرة في جميع المناطق الخاضعة لسيطرته ولاسيما الحواجز التابعة لـ”الفرقة الرابعة”، تنتهج ابتزاز المدنيين وفرض الإتاوات المالية عليهم وسرقة مابحوزتهم تحت ترهيب السلاح أو التهديد بالاعتقال أو السوق “للخدمة الإلزامية”.