خلال الشهر 73 من مشاركة الروس العسكرية في سورية: أكثر من 45 غارة جوية تستهدف منطقة “بوتين-أردوغان”.. وتوتر ودوريات اعتيادية شمال شرق البلاد

31

استكملت القوات الروسية الشهر الـ 73 من مشاركتها العسكرية في على الأراضي السورية، وشهد الشهر الأول من العام السابع سلسلة من التدخلات الروسية شملت أحداث عدة، رصدها وواكبها المرصد السوري لحقوق الإنسان جميعها.

ففي شمال شرق البلاد، سيرت القوات الروسية ونظيرتها التركية 4 دوريات خلال الشهر 73.

2 منها جرت بمحافظة حلب وتحديداً بريف عين العرب (كوباني) بتواريخ (11 و18) من شهر تشرين الأول، الأولى انطلاقاً من قرية آشمة غرب عين العرب (كوباني) وجابت الدورية قرى جارقلي فوقاني وقران وديكمداش وخورخوري وبوبان وسفتك وجول بك وصولًا إلى قرية تل شعير 4 كم غرب مدينة عين العرب (كوباني).

ثم عادت إلى نقطة الانطلاق في قرية آشمة، مرورًا بقرى سوسان وقولا وقره قوي تحتاني وبيندر ومشكو وجبنة وجارقلي فوقاني.

والثانية انطلاقاً من قرية غريب قرب البوابة الحدودية مع تركيا شرقي كوباني، وجابت قُرى وبلدات قره موغ، جيشان، خرابيسان تحتاني، ايتويران تحتاني، بغديك، وصولاً إلى قرية خانه بندرخان، في ريف تل أبيض الغربي، لتعود بعدها إلى نقطة الانطلاق في قرية غريب وعودة القوات الروسية إلى قاعدتها في منطقة الإذاعة غربي كوباني.

و2 في محافظة الحسكة بتواريخ (7، 18) من شهر تشرين الأول، الأولى انطلقت من معبر شيريك الحدودي مع تركيا بريف الدرباسية الغربي، وجابت الدورية قرى دليلك وملك والعباس والعالية وظهر العرب وصولا لحاجز كسرى جنوب أبو راسين (زركان) وسط تحليق مروحيتين روسيتين في أجواء المنطقة الحدودية.

والثانية انطلقت من قرية شيريك غرب الدرباسية وسط تحليق مروحيتين روسيتين في أجواء المنطقة، وجابت الدورية قرى بريف درباسية الجنوبي والشرقي قبل أن تعود إلى نقطة انطلاقها، وأثناء تسييرها توقفت على طريق الواصل بين مدينتي عامودا والدرباسية في ريف الحسكة، ليترجل عناصر الدورية التركية من عرباتهم و يقوموا بمسح عبارات مناهضة للرئيس التركي “أردوغان” وتركيا خطها مجهولون على الجدار الحدودي بين سوريا وتركيا من الجانب السوري.

وبالانتقال إلى شمال غرب سورية، وتحديداً منطقة “بوتين-أردوغان”، فقد واصلت المقاتلات الروسية تصعيدها على المنطقة بشكل أقل من الشهر الفائت، مستهدفة أرياف إدلب واللاذقية وحماة بأكثر من 45 غارة جوية على مدار 8 أيام، هي “1.3.7.12.19.23.24.27” من الشهر.

وطال القصف الجوي الروسي كل من الزيارة بسهل الغاب في ريف حماة الشمالي الغربي، ومحاور كبانة وتلت الخضر في جبل الأكراد بريف اللاذقية الشمالي، ومناطق البارة وكنصفرة والكندة وحرش بسنقول ومدينة جسر الشغور وأطراف الكفير ومنطقة قاح ضمن محافظة إدلب.

وتسبب القصف بسقوط جرحى مدنيين وأضرار مادية بالإضافة لمقتل عنصر في هيئة تحرير الشام بالقصف على حرش بسنقول في السابع من تشرين الأول.

وفي الرابع من تشرين الأول، سُمع دوي عدة انفجارت في في منطقة القاعدة الروسية “حميميم” بريف جبلة ضمن الساحل السوري، ناجمة عن تصدي الدفاعات الجوية الروسية لأجسام حاولت مهاجمة القاعدة، ولم يعرف طبيعة الهجوم إذا ماكان صاروخي أو عبر طائرات مسيّرة، دون ورود معلومات عن سقوط أي جسم داخل القاعدة حتى اللحظة.

كما شهد الشهر 73 من عمر التدخل الروسي في سورية، وتحديداً في السابع من تشرين الأول، تنفيذ الطيران الحربي الروسي 3 غارات جوية على محيط قاعدة تركية في منطقة التويس شرقي مدينة مارع في الريف الشمالي لحلب.

أما في البادية السورية، فقد وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان خلال الشهر الـ 73 من عمر دخول روسيا على خط العمليات العسكرية في سوريا، مقتل 31 عنصراً من تنظيم “الدولة الإسلامية” وإصابة 50 آخرين، جراء أكثر من 1200 ضربة جوية نفذتها طائرات حربية روسية، استهدفت نقاط انتشارهم في البادية السورية، غالبيتهم قتلوا ضمن بادية الرقة ودير الزور وحمص وبدرجة أقل مثلث حلب – حماة – الرقة.

في حين شهد يوم 21 تشرين الأول، تجمع لعشرات الشبان في قرية الجنينة الخاضعة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية بريف دير الزور الغربي، وإشعال الإطارات بعد إزالة السواتر الترابية من قِبل الروس وقوات سوريا الديمقراطية بهدف تمرير دورياتهم من المنطقة، لتقوم قوات مجلس “دير الزور العسكري” بجلب تعزيزات عسكرية إلى المنطقة ومنع الروس من دخول مناطقهم، حيث تتوسط قوات سوريا الديمقراطية لدى “مجلس دير الزور” العسكري بالسماح للدوريات الروسية بالعبور، الأمر الذي قوبل بالرفض من قِبل الأهالي وقوات “مجلس دير الزور” التي استنفرت قواتها في المنطقة، تزامنًا مع بدء تجمهر العشرات من أهالي قرية الحصان الرافضين لمرور الدوريات الروسية، وتتجمع القوات الروسية في قرية الحسينية الخاضعة لسيطرة النظام والفاصلة بين مناطق نفوذ النظام وقسد بريف دير الزور الغربي.

وفي اليوم الذي تلاه -أي 22 تشرين-، أفاد نشطاء المرصد السوري لحقوق الإنسان، بأن الرتل التابع للقوات الروسية الذي كان من المقرر أن يعبر من مناطق سيطرة قوات “مجلس دير الزور العسكري” وجرى منعه من العبور من قِبل الأهالي وقوات المجلس، عبر اليوم من معبر الصالحية الذي يفصل بين مناطق قسد ومناطق النظام شمالي مدينة دير الزور، حيث دخل الرتل الروسي بحماية قوات سوريا الديمقراطية إلى مناطق خالية من السكان ومر بطريق المزاد ومن ثم بادية أبو خشب وصولًا إلى الرقة.

وبحسب مصادر المرصد السوري، فإن قوات سوريا الديمقراطية أدخلت الرتل الروسي فجر اليوم الجمعة سرًا دون المرور بالمناطق التي شهدت احتجاجات من قِبل الأهالي واستنفار قوات “مجلس دير الزور العسكري” يوم أمس.

وفي 25 تشرين الأول، لغم أرضي استهدف مدرعة روسية أثناء على الطريق الدولي “دمشق – عمان” بين بلدتي صيدا وأم المياذن بالريف الشرقي لمحافظة درعا، ما أدى لإصابة عناصر من القوات الروسية ممن كانوا داخل المدرعة، وسط استنفار أمني لقوات النظام والروس تشهده المنطقة، دون معرفة هوية الجهة التي قامت بزرع اللغم على الطريق الدولية.

شهر آخر يمر ولا يزال الشعب السوري يعاني ويلات التدخل الروسي الذي يبدو وكأنه انتقام ضد السوريين لخروجهم على النظام الذي ارتكب الويلات بحق شعبه. وفي وقت تتغير فيه خريطة التحالفات وتوازنات القوى، باتت روسيا الرابح الأكبر في سلسلة الفوضى بعد أن نجحت في استعادة سيطرة “النظام” على نحو ثُلُثي البلاد بعد أن كان “النظام” فقد السيطرة على أغلب أراضيها. ومع التبدلات المستمرة في موازين القوى واستعادة قوات النظام السيطرة على مساحات واسعة من سورية، فإن المرصد السوري لحقوق الإنسان يجدد مناشداته للمجتمع الدولي للضغط على روسيا لوقف عدوانها على المدنيين السوريين، إضافة إلى الضغط من أجل التوصل لحل سياسي ينهي الأزمة السورية التي أكملت عامها العاشر على التوالي، دون حل يلوح في الأفق لوقف آلة القتل التي انطلقت لتسفك دماء آلاف السوريين وتشرد الملايين غيرهم داخليا وخارجيا.