خلال الشهر 84 من عمليات التحالف: 145 شاحنة تدخل شمال شرق البلاد في إطار استمرار التعزيزات.. والحملات الأمنية مع قسد تسفر عن اعتقال نحو 50 شخص

20

يواصل التحالف الدولي لمواجهة تنظيم “الدولة الإسلامية” عملياته في سورية للشهر الـ 84 على التوالي، حيث تتواصل عمليات إرسال التعزيزات العسكرية إلى مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية (قسد) وعمليات المداهمة والاعتقال والعمليات الأمنية المختلفة في مختلف مناطق سيطرة “قسد”، المرصد السوري لحقوق الإنسان بدوره واكب ورصد جميع عمليات وتحركات التحالف الدولي خلال الشهر الفائت.

فقد شهد الشهر 84، دخول 145 شاحنة وآلية تابعة للتحالف، تحمل معدات لوجستية وعسكرية، دخلت من إقليم كردستان العراق على 4 دفعات إلى قواعد التحالف الدولي في الحسكة ودير الزور ضمن منطقة شمال شرق سورية، الأولى بتاريخ 26 آب حين دخلت 50 آلية وشاحنة، والثانية بتاريخ 2 أيلول وتألفت من 30 آلية وشاحنة، والثالثة بتاريخ 9 أيلول وتألفت من 30 شاحنة وآلية، أما الأخيرة فكانت بتاريخ 12 أيلول وضمت 35 شاحنة وآلية.

في حين أجرت قوات التحالف الدولي دوريات منفردة بمناطق متفرقة من شمال شرق البلاد، تركزت بمجملها في ريف الحسكة قرب وعند الحدود مع تركيا.

كذلك أحصى المرصد السوري خلال الشهر الفائت، مشاركة التحالف الدولي في 7 عمليات “أمنية” مشتركة مع قوات سوريا الديمقراطية ضمن دير الزور والحسكة، تمثلت بمداهمات وإنزال جوي، وأسفرت العمليات تلك عن اعتقال 49 شخص بينهم قيادات في تنظيم “الدولة الإسلامية”، وذلك في ذيبان والعزبة وابريها وغيرها ضمن محافظة دير الزور، ومدينة الحسكة ومحيطها ومنطقة الشدادي بريفها.

على صعيد آخر، شهدت قواعد التحالف الدولي استهدافات خلال الشهر 84، حيث رصد نشطاء المرصد السوري في 31 آب، سقوط 3 قذائف صاروخية في حقل غاز “كونيكو” قرب القاعدة الأمريكية، مصدرها مناطق سيطرة قوات النظام والمليشيات الموالية لها في بلدة خشام، فيما حلقت طائرات “التحالف الدولي” في أجواء المنطقة بعد سقوط القذائف.

وفي 9 أيلول، سقطت قذيفتين اثنتين على الأقل، على أطراف القاعدة الأميركية في مدينة الشدادي بريف الحسكة الجنوبي، مصدرها البادية ويرجح أن خلايا تنظيم “الدولة الإسلامية” أطلقتها في محاولة لاستهداف القاعدة، دون معلومات عن خسائر بشرية، حيث استنفرت القوات بعدها وقامت بتفتيش المنطقة.

بينما استهدفت طائرة مسيرة تابعة للتحالف في 20 أيلول، سيارة نوع “كيا ريو” على الطريق الواصل بين مدينة إدلب ومدينة بنش، بريف إدلب، ما أدى لمقتل قياديين اثنين في فصيل مقرب من تنظيم القاعدة، إحداهما من جنسية تونسية.

المختطفين لدى تنظيم “الدولة الإسلامية”.. تجاهل مستمر دون حل في الأفق
رغم انقضاء 30 شهراً على الإعلان الرسمي للتحالف الدولي بالقضاء على تنظيم “الدولة الإسلامية” كقوة مسيطرة شرق نهر الفرات، وبرغم التطورات التي جرت على مدار الشهر الماضي، فإن الصمت يتواصل من قبل التحالف وقوات سوريا الديمقراطية حول قضية المختطفين لدى تنظيم “الدولة الإسلامية” دون تقديمها أي إجابة عن مصير آلاف المختطفين وعن نتائج التحقيق مع آلاف العناصر من التنظيم ممن اعتقلتهم قسد والتحالف شرق الفرات، حيث تتواصل المخاوف على حياة ومصير المختطفين ومنهم الأب باولو داولوليو والمطرانين يوحنا ابراهيم وبولس يازجي، وعبد الله الخليل وصحفي بريطاني وصحفي سكاي نيوز وصحفيين آخرين، إضافة لمئات المختطفين من أبناء منطقة عين العرب (كوباني) وعفرين، بالإضافة لأبناء دير الزور.

أيلول/سبتمبر 2021.. شهر آخر بلا شفافية
على الرغم من جهود ومناشدات المرصد السوري لحقوق الإنسان خلال الأشهر الماضية لكل الجهات الدولية والتحالف الدولي وقوات سوريا الديمقراطية، فإنه لم يتم إعلان نتائج التحقيقات مع معتقلي تنظيم “الدولة الإسلامية” والكشف عن مصير آلاف المختطفين. وكان “المرصد السوري” سبق وأن طالب المجتمع الدولي بالتحقيق في معلومات عن مقتل 200 شخص من عناصر تنظيم الدولة الإسلامية وعوائلهم من النساء والأطفال، في مجزرة ارتكبتها طائرات التحالف الدولي بقصف مخيم “الباغوز”، في 21 مارس/آذار 2019.

ووفقا للمعلومات التي حصل عليها “المرصد السوري” آنذاك، فقد جرى دفن الجثث الـ200 فجر ذلك اليوم، دون معلومات عما إذا كان التحالف الدولي كان على علم بوجود أطفال ونساء من عوائل التنظيم داخل المخيم أم لا. وعلى الرغم من كل تلك المناشدات، فإنها لم تلق صدى حتى الآن من قبل تلك الأطراف المسؤولة، وعلى هذا، يجدد المرصد السوري لحقوق الإنسان مناشداته لكافة الأطراف المسؤولة لإعلان الحقائق الكاملة ومحاسبة المسؤولين عن أي مجازر أو انتهاكات جرت على مدار تلك الفترة التي شارك فيها التحالف الدولي في الأزمة السورية، والتي تخطت خمس سنوات كاملة.
إن المرصد السوري لحقوق الإنسان وإذ يقدم رصدا وافيا لما جرى من تطورات فيما يتعلق بعمل قوات التحالف في سوريا، فإنه يؤكد أنه كان ممكنا تجنب الخسارة الفادحة في أرواح المدنيين السوريين إذا لم يكن التحالف الدولي قد صم آذانه عن دعوات “المرصد” لتحييد المدنيين عن عملياته العسكرية، حيث إن وجود عنصر من تنظيم “الدولة الإسلامية” أو من المجموعات الجهادية الأخرى في منطقة مدنية، لا يبرر بأي شكل من الأشكال قصف المنطقة وإزهاق أرواح المدنيين فيها. كما يطالب “المرصد السوري” قادة التحالف الدولي وقوات سوريا الديمقراطية، بإعلان نتائج التحقيقات مع معتقلي تنظيم “الدولة الإسلامية” والكشف عن مصير آلاف المختطفين.

وكان “المرصد السوري” سبق وأن طالب المجتمع الدولي بالتحقيق في معلومات عن مقتل 200 شخص من عناصر تنظيم “الدولة الإسلامية” وعوائلهم من النساء والأطفال، في مجزرة ارتكبتها طائرات التحالف الدولي بقصف مخيم “الباغوز”، في 21 مارس/آذار 2019. ووفقا للمعلومات التي حصل عليها “المرصد السوري” آنذاك، فقد جرى دفن الجثث الـ200 فجر ذلك اليوم، دون معلومات عما إذا كان التحالف الدولي كان على علم بوجود أطفال ونساء من عوائل التنظيم داخل المخيم أم لا. كذلك، يؤكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أنه كان بالإمكان تجنب ويلات التدخل العسكري التركي على المدنيين، لو أن الرئيس الأمريكي مارس ضغوطه على نظيره التركي للامتناع عن التسبب في أزمة إنسانية جديدة وتشريد الآلاف وقتل وإصابة المئات.

كذلك، لا بد أن تعي الأطراف المنخرطة في الأزمة السورية أن الموارد النفطية وموارد الغاز التي يسيطر عليها التحالف الدولي الآن ليست ملكا لأحد سوى الشعب السوري، وبالتالي فإن الأطراف المعنية ملزمة بضرورة الحفاظ على تلك الموارد وضمان عدم سرقتها أو الاستيلاء عليها بأي شكل من الأشكال، حيث إنها ليست ملكا لـ”النظام” أو إيران أو أي طرف سوى الشعب السوري الذي عانى الويلات على مدار تسع أعوام من الأزمة، ويحذر “المرصد السوري” من تداعيات إساءة استغلال تلك الموارد أو الاستيلاء عليها وحرمان السوريين منها.