خلال الشهر 91 من عمليات التحالف: 75 شاحنة تصل القواعد في إطار التعزيزات المستمرة وتصاعد لافت بالتدريبات العسكرية مع قسد

58

يواصل التحالف الدولي لمواجهة تنظيم “الدولة الإسلامية” عملياته في سورية للشهر الـ 91 على التوالي، حيث تتواصل عمليات إرسال التعزيزات العسكرية إلى مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية (قسد) وعمليات المداهمة والاعتقال والعمليات الأمنية المختلفة في مختلف مناطق سيطرة “قسد”، المرصد السوري لحقوق الإنسان بدوره واكب ورصد جميع عمليات وتحركات التحالف الدولي خلال الشهر 91.

فقد شهد الشهر، دخول 75 شاحنة وآلية تابعة للتحالف، تحمل معدات لوجستية وعسكرية، دخلت من إقليم كردستان العراق على دفعتين اثنتين الأولى بتاريخ الرابع من نيسان والثانية بتاريخ التاسع منه، وتوجهت إلى قواعد التحالف الدولي في الحسكة ودير الزور ضمن منطقة شمال شرق سورية.
كذلك أحصى المرصد السوري خلال الشهر الفائت، مشاركة التحالف الدولي في 4 مشتركة مع قوات سوريا الديمقراطية، تمثلت بمداهمات وإنزال جوي، وأسفرت العمليات تلك عن اعتقال 9 أشخاص وذلك في مناطق ضمن محافظات دير الزور والحسكة.

كما أجرت قوات التحالف الدولي خلال الشهر 91، 4 تدريبات عسكرية بالذخيرة الحية ضمن القواعد العسكرية التابعة لها، ففي 25 من آذار، سُمع دوي انفجارات عنيفة في مناطق ريف دير الزور الشمالي، ناجمة عن تدريبات عسكرية تدريبات عسكرية تجريها قوات التحالف الدولي برفقة قوات سوريا الديمقراطية، بالذخيرة الحية بمشاركة المقاتلات الحربية.
وفي 28 آذار، سُمع دوي عدة انفجارات عنيفة في منطقة قاعدة “التحالف الدولي بـ ”حقل العمر” النفطي شرقي دير الزور، ناجمة عن تدريبات عسكرية تجريها قوات “التحالف الدولي” برفقة قوات سوريا الديمقراطية، بالذخيرة الحية بمشاركة المقاتلات الحربية في المنطقة.
ثالث تلك التدريبات كان بتاريخ 2 نيسان، حين دوت انفجارات ضمن مناطق سيطرة “قسد” في ريف دير الزور الشرقي، نتيجة تدريبات تجريها قوات “التحالف الدولي” في حقل “كونيكو” للغاز، تزامنًا مع تحليق لطيران مسير والقاء قنابل ضوئية فوق القاعدة الامريكية بحقل كونيكو.
في حين آخر التدريبات كان في ذات المنطقة بتاريخ 17 نيسان/أبريل.

بينما شهد شهر نيسان حدثين بارزين بما يتعلق بالتحالف الدولي وتواجده في سورية، الأول بتاريخ السابع منه، حين دوت انفجارات في منطقة حقل العمر النفطي بريف دير الزور الشرقي، شرق الفرات، ناجمة عن قذائف صاروخية مصدرها مناطق نفوذ الميليشيات التابعة لإيران على الضفة الأخرى للنهر، استهدفت قاعدة حقل العمر النفطي (أكبر قاعدة عسكرية للتحالف الدولي في سورية)، ووفقاً لمصادر المرصد السوري فإن القذائف بلغ عددها 5، انفجرت اثنتين منها بينما لم تنفجر البقية، وأصيب اثنين من التحالف بجراح على إثره.
أما الحدث الثاني، فكان بتاريخ 10 نيسان، حين سقطت قذائف هاون عيار 120 مليمتر، ضمن منطقة الـ55 كيلومتر التي تعتبر مناطق نفوذ لـ”التحالف الدولي”، المتمركزة في قاعدة التنف قرب مثلث الحدود السورية الأردنية العراقية.
ووفقًا لمصادر المرصد السوري، فإن مصدر القذائف مناطق سيطرة قوات النظام والمسلحين الموالين لها ولروسيا في المنطقة المحيطة بمنطقة الـ55، دون أن ترد معلومات عن خسائر بشرية.
وتعتبر الحادثة الأولى من نوعها، ضمن منطقة الـ55 التي تعد إحدى مناطق “خفض التصعيد” ويتواجد ضمنها مخيم الركبان المحاصر من قبل قوات النظام.

نيسان/أبريل.. شهر آخر بلا شفافية
على الرغم من جهود ومناشدات المرصد السوري لحقوق الإنسان خلال الأشهر الماضية لكل الجهات الدولية والتحالف الدولي وقوات سوريا الديمقراطية، فإنه لم يتم إعلان نتائج التحقيقات مع معتقلي تنظيم “الدولة الإسلامية” والكشف عن مصير آلاف المختطفين. وكان “المرصد السوري” سبق وأن طالب المجتمع الدولي بالتحقيق في معلومات عن مقتل 200 شخص من عناصر تنظيم الدولة الإسلامية وعوائلهم من النساء والأطفال، في مجزرة ارتكبتها طائرات التحالف الدولي بقصف مخيم “الباغوز”، في 21 مارس/آذار 2019.
ووفقا للمعلومات التي حصل عليها “المرصد السوري” آنذاك، فقد جرى دفن الجثث الـ200 فجر ذلك اليوم، دون معلومات عما إذا كان التحالف الدولي كان على علم بوجود أطفال ونساء من عوائل التنظيم داخل المخيم أم لا. وعلى الرغم من كل تلك المناشدات، فإنها لم تلق صدى حتى الآن من قبل تلك الأطراف المسؤولة، وعلى هذا، يجدد المرصد السوري لحقوق الإنسان مناشداته لكافة الأطراف المسؤولة لإعلان الحقائق الكاملة ومحاسبة المسؤولين عن أي مجازر أو انتهاكات جرت على مدار تلك الفترة التي شارك فيها التحالف الدولي في الأزمة السورية، والتي تخطت خمس سنوات كاملة.

إن المرصد السوري لحقوق الإنسان وإذ يقدم رصدا وافيا لما جرى من تطورات فيما يتعلق بعمل قوات التحالف في سورية، فإنه يؤكد أنه كان ممكنا تجنب الخسارة الفادحة في أرواح المدنيين السوريين إذا لم يكن التحالف الدولي قد صم آذانه عن دعوات “المرصد” لتحييد المدنيين عن عملياته العسكرية، حيث إن وجود عنصر من تنظيم “الدولة الإسلامية” أو من المجموعات الجهادية الأخرى في منطقة مدنية، لا يبرر بأي شكل من الأشكال قصف المنطقة وإزهاق أرواح المدنيين فيها. كما يطالب “المرصد السوري” قادة التحالف الدولي وقوات سوريا الديمقراطية، بإعلان نتائج التحقيقات مع معتقلي تنظيم “الدولة الإسلامية” والكشف عن مصير آلاف المختطفين.
كذلك، لا بد أن تعي الأطراف المنخرطة في الأزمة السورية أن الموارد النفطية وموارد الغاز التي يسيطر عليها التحالف الدولي الآن ليست ملكا لأحد سوى الشعب السوري، وبالتالي فإن الأطراف المعنية ملزمة بضرورة الحفاظ على تلك الموارد وضمان عدم سرقتها أو الاستيلاء عليها بأي شكل من الأشكال، حيث إنها ليست ملكا لـ”النظام” أو إيران أو أي طرف سوى الشعب السوري الذي عانى الويلات على مدار أكثر من 10 سنوات، ويحذر “المرصد السوري” من تداعيات إساءة استغلال تلك الموارد أو الاستيلاء عليها وحرمان السوريين منها.