«داعش» يخلي ريف كوباني الغربي إثر معارك مع الأكراد ويفرج عن المخطوفين الآشوريين

33

أعلن «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس، أن تنظيم داعش أفرج عن المختطفين الآشوريين في الحسكة في شمال شرقي سوريا «لكنهم لم يصلوا إلى مناطق خارجة عن سيطرته»، بالتزامن مع انحسار نفوذه من كامل الريف الغربي لمدينة كوباني (شمال شرقي حلب) الحدودية مع تركيا، إثر معارك شنها مقاتلون أكراد، ومنعهم من العبور إلى معقله في جرابلس المحاذية لكوباني، بعد تفجير جسر المدينة.
وقال ناشطون إن وحدات حماية الشعب الكردي، مدعومة بالكتائب المقاتلة من الجيش السوري الحر، تمكنت من طرد تنظيم داعش من كامل ريف عين العرب (كوباني) الغربي، وصولا إلى بلدتي الشيوخ فوقاني والشيوخ تحتاني اللتين سيطر عليهما مقاتلو الوحدات الكردية والكتائب المقاتلة عقب طردهم لعناصر التنظيم نحو مدينة جرابلس.
واتخذ التنظيم المتشدد تدابير احترازية، منعا لملاحقته إلى موقع نفوذه في مدينة جرابلس الحدودية مع تركيا، الواقعة غرب كوباني، إذ قال المرصد السوري إن عناصر من التنظيم فجروا الجسر الواقع على نهر الفرات والذي يربط بين بلدة الشيوخ فوقاني وطريق جرابلس – منبج في الضفة الغربية لنهر الفرات، تحسبا لمطاردتهم من قبل وحدات الحماية والكتائب المساندة لها، مشيرا إلى أن الاشتباكات على ضفتي نهر الفرات تحولت إلى تبادل لإطلاق النار بواسطة القناصة والرشاشات الثقيلة.
وإلى الجنوب الشرقي من كوباني، تواصلت اشتباكات عنيفة بين مقاتلي الطرفين في منطقة الجلبية داخل الحدود الإدارية لمحافظة الرقة، وأسفرت عن مقتل 8 مقاتلين من «داعش».
وبهذه التطورات، استعادت الوحدات الكردية والكتائب المقاتلة السيطرة على القرى الواقعة بين نهر الفرات ومدينة كوباني، وليرتفع إلى 296 على الأقل عدد القرى التي خسرها «داعش» منذ 26 من يناير (كانون الثاني) الفائت، وبات نهر الفرات يفصل مقاتلي وحدات الحماية والكتائب عن مدينة جرابلس التي يسيطر عليها تنظيم داعش، والواقعة على الضفة الغربية للنهر.
في ظل انحسار نفوذ التنظيم من مناطق شمال سوريا، والمعارك التي يخوضها في الحسكة، نقل المرصد السوري عن قيادي عسكري آشوري أن تنظيم داعش أفرج أمس عند صلاة الجمعة عن المختطفين الآشوريين، مشيرا إلى أن شقيق شرعي في تنظيم داعش أبلغه بعملية الإفراج عن المختطفين. وأكد القيادي العسكري الآشوري للمرصد أن المختطفين «لم يصلوا حتى اللحظة إلى مناطق خارجة عن سيطرة التنظيم في الحسكة». وكان «داعش» اختطف 220 مدنيا آشوريا عقب محاصرته 10 قرى جنوب نهر الخابور في ريف الحسكة (شمال شرقي سوريا) الأسبوع الماضي، قبل أن يفرج في 4 مارس (آذار) الحالي عن 24 مواطنا من قرى بريف تل تمر، وذلك بعد إصدار محكمة شرعية تابعة للتنظيم أمرا بالإفراج عنهم في الـ28 فبراير (شباط) الفائت.
وفي شرق سوريا، نفّذ طيران التحالف الدولي ضد تنظيم داعش 5 غارات على مدينة البوكمال في الريف الشرقي لمحافظة دير الزور، الخاضع لسيطرة التنظيم. وأفاد «مكتب أخبار سوريا» بأن طائرة حربية وطائرتين من دون طيار، نفّذت 5 غارات على المدينة، مستهدفة مبنى فرع أمن الدولة سابقا، ومدرسة النسوي ومبنى حزب البعث سابقا، وسط المدينة، التي يتخذها التنظيم مقرّا له، وتوجهت على أثرها سيارات الإسعاف إلى المناطق المستهدفة، مرجحا وقوع إصابات في صفوف التنظيم.
ويعد حي الصناعة منطقة أمنية خاصة بالتنظيم، إذ نقل معظم مقراته إليها مع بدء غارات التحالف، وتحوي سجنا ومقرات، كما تقيم فيها عوائل لمقاتليه.
ويسيطر «داعش» على كامل أرياف دير الزور، باستثناء المدينة مطارها العسكري، وقريتين ملاصقتين للمطار، وتخضع لسيطرة النظام السوري. وفرض التنظيم عليها حصارا منع بموجبه إدخال المواد الإغاثية إليه.
وطالب الائتلاف الوطني السوري، أمس، الأمم المتحدة، ببذل جهد لفك الحصار عن أحياء مدينة دير الزور المحاصرة من قبل تنظيم «داعش» منذ نحو شهرين، وذلك في برقية أرسلها الأمين العام للائتلاف محمد يحيى مكتبي إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون.
وحثّ مكتبي، الأمم المتحدة، على تفعيل قرار مجلس الأمن رقم 2139 القاضي برفع الحصار عن المناطق المأهولة بالسكان بشكل فوري، والسماح للوكالات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة وشركائها التنفيذيين بإيصال المساعدات الإنسانية على نحو سريع وآمن ودون وعوائق.
وأوضح مكتبي في الرسالة أن «المدنيين بين طرفين يمارسان الإرهاب ولا يقيمان وزنا للقوانين الدولية أو الإنسانية، وهما نظام الأسد وتنظيم داعش، ويعمل الطرفان بشكل متناغم حيث لا يعمل النظام على فك الحصار الممارس من قبل تنظيم داعش، ولا يقوم التنظيم بدوره باستهداف قوات النظام هناك».

المصدر : الشرق الأوسط.