رئيس المنظمة العربية لحقوق الإنسان في سورية مروان قواس:كل مطبع مع النظام له مصالحه وأجنداته والحراك الثوري لن ينطفئ والثورة لن تفشل

167

يقول الحقوقي السوري مروان قواس إن الشعب الذي سكن الشوارع والمخيمات وتشرد وذاق المر والجوع والبرد من أجل حريته وحقوقه وإيمانا منه بمشروعية ثورته، لن يتراجع عن ذلك مهما كلفه الأمر ومهما كانت درجة  وقوة التطبيع مع هذا النظام.
يرى مروان قواس، رئيس المنظمة العربية لحقوق الإنسان في سوريا ، في حديث مع المرصد السوري لحقوق الإنسان، أنه لا شك أن مطالب الحراك الثوري كانت مطالب بالحرية والكرامة والعدالة وهي مطالب رغم كونها سياسية إلا أنها حقوقية أيضا وتصب في مصلحة حقوق الإنسان السوري، معتبرا  أنه لا شك أن الدول التي تسعى للتطبيع مع النظام السوري لها مصالحها وأجنداتها،  ومن مصلحتها أن يغير النظام سلوكه الخارجي وارتباطاته، وليس واردا في سياستها مطالبته بتغيير سياسته الداخلية وطريقة تعامله مع الشعب، مما يجعل السوري يتساءل هل لحقوقه المشروعة أولوية عند دول الخليج العربي الساعية للتطبيع مثلا.
وعن المهرولين من مختلف الأنظمة لإعادة العلاقات مع دمشق، يعلق قواس:علينا أن لا نستعجل الحكم على التطورات، فلكل دولة أسبابها في التقارب مع النظام، لدول الخليج أسبابها التي أهمها تغيير النظام لتحالفاته واغراءه  بتمويل إعادة الاعمار للانتقال الى الحضن العربي بدلا من الحضن الإيراني، ولكن السؤال هو هل النظام قادر على هذه النقلة خاصة  وأن إيران متغلغلة في خلايا ومفاصل النظام وعندها من الميليشيات المؤتمرة بأمرها ما يجعله يفكر ألف مرة قبل رضوخه للاغراءات العربية، وأظن أن الأنظمة العربية والخليجية تعرف هذه الحقيقة لذلك هي تتبع سياسة النفس الطويل والخطوة -خطوة عسى تصل إلى هدفها، ولتركيا أسبابها أيضا، فالانتخابات التركية في أيار القادم ، والعامل الاقتصادي الذي يجعل من سورية بوابة التجارة التركية إلى دول الخليج، إضافة إلى الرأي العام التركي المناهض لوجود السوريين كلها عوامل تدفع الأتراك لتعديل سياستهم، ويتوقع الكثير أن هذه السياسة قابلة للتغيير بعد الانتخابات التركية”.
وعن الدول  العربية الراغبة في التطببع كالجزائر  و تونس وغيرها، يرى أن جميعها متفقة على أن النظام يجب أن يدفع ثمنا سياسيا، وهذا الثمن السياسي هو بعض مستلزمات القرار الأممي 2254.
ويظن الحقوقي بأن النظام لا زال يناور ليكسب تطبيعا بأقل التنازلات منه، ولازالت الأنظمة العربية  تحاول جره إلى سياسة لا تؤذيها، وحتى روسيا الاتحادية ليست بعيدة عن الموقف العربي من هذا الجانب.
وتابع: لفت نظري تصريحا للرئيس الروسي قال فيه إن سورية هي بوابة روسيا للعالم العربي ( قال سورية ولم يقل النظام السوري ) وقال في تصريحه أيضا آن الأوان لإعادة الإعمار السياسي في سورية ( وأظن أن تعبير إعادة الإعمار السياسي له معناه وهو رسالة للنظام السوري ، الرسائل للنظام كثيرة، تركية وعربية وروسية، فهل يستطيع النظام الإجابة على هذه الرسائل بلغة مفهومة أم سيظل يناور “.
وعن نجاح الثورة من عدمه، قال مروان قواس، : كم طال الأمد بالثورة الفرنسية وكم واجهت من انتكاسات حتى انتصرت ، ولكنها في النهاية انتصرت، وكذلك حال الثورة البلشفية ،التاريخ يحدثنا بأن الشعب إذا خرج من القمقم وطالب بحقوقه من المستحيل أن يعود إلى القمقم ثانية ويتنازل عن هذه الحقوق، لقد كسر شعبنا حاجز الخوف وهذا مهم، ومن المستحيل أن يعود الى ما وراء الحاجز ..،قد يتأخر الوصول إلى الهدف ولكني متأكد  أن شعبا طالب بالحرية وهي حق له سيصل الى حقه لا محالة”.
وأضاف: كانت نقطة الضعف في حراك شعبنا أنه كان حراكا شعبيا عفويا  وفشل في فرز قيادة ذات كفاءة وتتمتع بالشرعية الثورية، مما ساعد الأجنبي على تصنيع قيادات لا تتمتع بمواصفات القيادة وتمويلها الأجنبي قادها لأن تكون تابعة للممول وتتبنى سياسته ومصالحه، وإني على ثقة بأن الكثير من المنصات المعارضة سترضخ لأي اتفاق ولو كان مضيعة للحق إذا وقعه من يدفع الرواتب لهم ، وهذا لا يعني نهاية الحراك الثوري، قد ينطفئ اللهب ولكن يبقى الجمر مشتعلا تحت الرماد”.