روسيا «تستدعي» وفداً أميركياً لتنسيق ضرب «داعش»

26

 – دار أمس جدل بين موسكو ودمشق إزاء شن غارات على مدينة تدمر الأثرية بالتزامن مع توتر بعد اختراق طائرات روسية الأجواء التركية، في وقت دعت وزارة الدفاع الروسية وفداً عسكرياً أميركياً إلى موسكو لـ «تنسيق عمليات» ضرب «داعش» في سورية. وأعلن «حلف شمال الأطلسي» (ناتو) أن اختراق طائرات روسية المجال الجوي التركي «لم يكن عرضياً». 

وقال الناطق باسم وزارة الدفاع الروسية الجنرال إيغور كوناشنكوف، إن «كل معلومات وسائل الإعلام الأجنبية عن أن مقاتلات روسية شنت غارات جوية على مدينة تدمر عارية تماماً من الصحة». وأضاف أن «سلاحنا الجوي في سورية لا يستهدف المدن المأهولة، فكيف بالأحرى إذا كانت تضم مواقع أثرية».

وكان التلفزيون الرسمي السوري نقل عن مصدر عسكري أن الطيران الروسي قصف مواقع لـ «داعش» في تدمر بالتنسيق مع الطيران السوري ودمر آليات مصفحة ومخازن ذخيرة. بدوره، قال مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان» رامي عبد الرحمن لوكالة «فرانس برس» أمس، إن «الطائرات الحربية الروسية شنت ثلاثين غارة على الأقل على تدمر أمس وبعد منتصف ليل الإثنين- الثلثاء، ما أدى إلى مقتل 15 عنصراً من التنظيم وإصابة العشرات بجروح».

واتهم «الائتلاف الوطني السوري» المعارض «طيران الاحتلال الروسي باستهداف مناطق أثرية في بلدة سرجيلا في جبل الزاوية في ريف إدلب، تعود الى الحقبة السريانية قبل ألفي سنة». وتابع: «عملية القصف تمت لمواقع خالية تماماً من أي تواجد لتنظيم «داعش» الإرهابي، وتزامنت مع هجمات وحشية ضد تجمعات مأهولة في ريفي حمص وحماة».

ونقلت وكالة «تاس» الروسية للأنباء عن أناتولي أنتونوف نائب وزير الدفاع الروسي، قوله إن الوزارة دعت ضباطاً عسكريين أجانب للحضور الى موسكو لتنسيق المعارك ضد «داعش» في سورية. وأضاف أنه على أعضاء التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ويشن غارات جوية في سورية، تمرير المعلومات إلى روسيا عن مواقع عناصر التنظيم المتشدد، في حين قال مسؤول أميركي إن روسيا أبلغت الولايات المتحدة باستعدادها لاستئناف محادثات عسكرية بغية تلافي اصطدام الطائرات من الجانبين اللذين يشنان عمليتين عسكريتين متوازيتين في سورية، علما أن وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر دعا موسكو إلى الرد بصورة عاجلة على قواعد السلوك المقترحة في أجواء سورية.

في بروكسيل، قال الأمين العام لـ «حلف شمال الأطلسي» ينس ستولتنبرغ في بروكسل، إن تكرار روسيا خرق الأجواء التركية «ليس عرضياً. إنه انتهاك خطر»، داعيا إلى «عدم تكرار الأمر».

وأعلن الجيش التركي أمس تعرض مقاتلات تركية من طراز «أف 16» أول من أمس، لـ «مضايقات» جديدة من طائرة «ميغ 29» مجهولة الهوية أقدمت على تشغيل رادارها لتحديد هدفها استعداداً لإطلاق صاروخ لمدة «استمرت أربع دقائق وثلاثين ثانية». وأضاف أن «مضايقة» أخرى طاولت طائراته هذه المرة بصواريخ أرض- جو نشرت على الأراضي السورية استمرت أربع دقائق و15 ثانية.

وشدد الرئيس التركي في تصريح من بلجيكا، على أنه «لا يمكننا البقاء مكتوفي الأيدي والتغاضي عن ذلك»، محذراً من أنه «إذا خسرت روسيا صديقاً مثل تركيا تتعاون معه في عدة مجالات، فإنها ستخسر الكثير. يجب أن تعلم روسيا ذلك».

ووفق ستولتنبرغ، استمر هذان الحادثان «لفترة طويلة بالمقارنة مع الانتهاكات السابقة للمجال الجوي (من قبل روسيا) في مناطق أخرى في أوروبا»، موضحاً: «لهذا السبب نأخذ ذلك على محمل الجد الكبير».

وحاولت روسيا احتواء التوتر مع أنقرة وحلف شمال الأطلسي، وأقر الناطق باسم وزارة الدفاع الروسية بدخول «طائرة عسكرية روسية من نوع سوخوي 30 لبضع ثوان الى المجال الجوي التركي أثناء مناورة فيما كانت عائدة إلى مطارها»، لكنه برر الحادث بأنه «نتيجة أحوال جوية سيئة في هذه المنطقة ولا يتوجب النظر إليها بوصفها مؤامرة».

 

 

المصدر : رويترز، أ ف ب