سلوى أكسوي: تركيا وضعت شروطا تمثل تطلعات الشعب السوري للتطبيع مع دمشق والأسد لازال تحت سلطة بوتين وإيران

75

تسير خطوات التطبيع العربية مع دمشق بتسارع، في وقت تؤكّد فيه المعارضة السورية أنّ هذه العودة لدمشق بعد سنوات من قطع العلاقات ومساندة الثورة لن تقدر على نزع فتيل الصراع الدائر في سورية بين أطرافه المختلفة، والذي تشارك فيها دول كثيرة على غرار روسيا والولايات المتحدة و إسرائيل وإيران وتركيا.

وترى سلوى أكسوي، عضو الهيئة السياسية في الائتلاف الوطني السوري، في حوار مع المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن قطار التطبيع مع دمشق لن يقبله الشعب السوري، مشيرة إلى أن تركيا وضعت شروطا تمثل تطلعات الشعب السوري من إحياء العملية السياسية وتطبيق قرارات الأمم المتحدة والحفاظ على وحدة الأراضي السوري.

س-رياح عديدة تهب من أكثر من اتجاه تصبّ في إطار إعادة التطبيع مع النظام السوري، وقد تجلّى ذلك في عودة بعض السفارات و الزيارات العديدة من بينها زيارة وزير الخارجية السوري إلى مصر والجزائر وتونس، هذا إلى جانب المواقف التركية الساعية إلى إعادة مسار التطبيع مع دمشق، هل طويت صفحة الماضي مع النظام السوري وما تفسيرك لهذه الحركية الجديدة؟

ج-الجهات التي سعت بشكل واضح للتطبيع مع نظام الأسد ليست مفاجئة بالنسبة لنا، فهي أصلا حكومات لطالما دعمت نظام الأسد وقوّته بشكل أو بآخر، لكل دولة أسبابها في سياساتها الخارجية و تحاول إقناع الرأي العام بها، لكن الوضع بالنسبة لنظام بشار مختلف لأن تجاوزاته تعدّت الحدود والوصف، والأدلة على جرائمه عديدة سواءً بالصوت أو بالصورة أو بالوثائق الأكيدة، لذلك حتى وإن كانت الحكومات قد إتّجهت للتطبيع مع نظام الأسد إلا أن الشعوب لا تشعر بالارتياح تجاه هذا التوجه الخطير، بالنسبة لتركيا فهي تضع شروطها أولا، وهذه الشروط تمثل تطلعات الشعب السوري من إحياء العملية السياسية وتطبيق قرارات الأمم المتحدة والحفاظ على وحدة الأراضي السورية والقضاء على الإرهاب، والدليل على ذلك أن اللقاءات بين الأتراك والسوريين لا تكون دون جهة ثالثة وأن المسار بطيء جداً وليس كما رأيناه مع باقي الدول الأخرى التي سارعت بزيارة دمشق.

س-هل بقي للمعارضة من متنفس الآن بعد هذه الحركية التي تشهدها المنطقة خاصة إزاء تراجع الدول الداعمة لها سابقا؟

ج-المعارضة السورية والثوار يعتمدان على حاضنتهما الشعبية أولا، مع عدم تجاهل خيبة الأمل بتصرف حكومات المنطقة التي سارعت للتطبيع، كما أن المعارضة السورية موجودة على الأرض عن طريق مؤسسات عدة، أي أنها لا تتكلم فقط من فضاء، وهي تستمر في محاولات إقناع الأصدقاء أن الفائز هو من يقف إلى جانب الشعوب ومطالبها.

س-ماهي الصورة المستقبلية للمشهد السياسية والميداني في سورية نتيجة هذه التحولات ؟

ج-المشهد السياسي غير واضح المعالم وهو يتأثر بلا شكل بالأزمات الأخرى التي تظهر على السطح حول العالم، لكن قرارات الأمم المتحدة واضحة وتم التصويت عليها وتحتاج إلى تنفيذ، أما المشهد الميداني فهو موجود ويستطيع الجميع أن يراه، وكل الأطراف ستسعى بلا شك للحفاظ على مكتسباتها، هدف الثورة السورية هو بناء نظام سياسي عادل ويحترم الإنسان وحقوقه المعترف عليها دولياً، وهذا مطلب عادل وستستمر الثورة في الدفاع عنه وتحقيقه.

س- هل يعتبر هذا التدافع للتطبيع مع دمشق انتصارا للنظام السوري وخسارة للمعارضة؟

ج-الوقت مبكر جداً حتى نقرر من انتصر ومن خسر، زيارات وزراء خارجية بعض الحكومات لدمشق ليست دليلاً على انتصار بشار، فمازال بشار تحت سلطة بوتين وإيران، ولا يمكن له اتخاذ قراراته بمعزل عن هاتين القوتين، كما أن قوات بشار لا تسيطر على كامل الأراضي وهذا بالذات ليس دليلاً على أي انتصار.

س-هل يمكن اعتبار موت القرارات الدولية بعد الاتفاقات الحاصلة؟؟

ج-القرارات الدولية لا تموت فهي فقط تنتظر إرادة التحقيق، كما أن الثورة السورية لم تقم بقرار دولي وهي مستمرة سواء تم تنفيذ القرارات أم لا.