عملية أمنية في عفرين لفرض الاستقرار ووقف التجاوزات

39
كشفت تقارير إعلامية عن تحركات عسكرية لتركيا داخل مدينة عفرين شمال حلب، بهدف مكافحة فساد وتسلُّط الفصائل الموالية لها في المنطقة، وهي عملية كانت مقرَّرَة منذ نحو شهر على مناطق غصن الزيتون – درع الفرات، إلا أنه وفي كل مرّة كان يتمّ تأجيل الإعلان عنها لأسباب غير واضحة.

ولفتت التقارير إلى دخول عناصر من القوات الخاصة التركية (الكوماندوز)، أول من أمس، إلى مناطق غصن الزيتون، في عفرين، بمشاركة من قوّات الشرطة وبعض الفصائل العسكرية والمجموعات الخاصة لوقف التجاوزات التي وقعت أخيراً.

وأشارت التقارير إلى أن هدف التحركات العسكرية التركية في المنطقة هو جميع المتورطين بأعمال جنائية ولم يمتثلوا أمام القضاء في عفرين، بالإضافة إلى المتورطين في الفساد وأصحاب المشكلات السابقة من عناصر مسلحة ومدنيين على حد سواء، خصوصاً المجموعات العسكرية التي تمَّ فصلها من قبل القيادات العسكرية وبقيت تعمل بشكل منفصل مع احتفاظها بكامل السلاح والذخيرة، وذلك بعد فشل جهاز الشرطة العسكريّة المشكّل منذ نحو عام في مكافحة العسكريين الخارجين عن القانون.

في سياق متصل، قال نائب مسؤول المكتب السياسي لفصيل «لواء السلام» التابع لـ«الحر» هشام أسكيف في تصريح لـ«سمارت» إن الحملة ينفذها «الجيش الوطني» والشرطة العسكرية «لملاحقة مجموعة من العصابات الخارجة عن القانون» بطلب من القضاء العسكري.

من جهة أخرى، قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو إن بلاده ترى أن تعاون واشنطن مع الحزب الديمقراطي الكردي السوري وذراعه العسكرية (وحدات حماية الشعب الكردية)، رغم إقرارها بأنه يشكل امتداداً لحزب العمال الكردستاني، الذي تصنفه كمنظمة إرهابية، في سوريا هو بمثابة «خطأ كبير».

وأضاف جاويش أوغلو أن تركيا تسعى إلى تطبيق خريطة الطريق الخاصة بإخراج الوحدات الكردية من منبج في شمال سوريا، التي تم التوصل إليها مع الجانب الأميركي في يونيو (حزيران) الماضي، مؤكداً أنها لا تقتصر على منبج فحسب، بل تشمل إرساء الاستقرار في المناطق الخاضعة لسيطرة الميليشيات الكردية في شرق نهر الفرات.

وقال الوزير التركي في لقاء عقده في ساعة مبكرة من صباح أمس (الأحد) في قنصلية بلاده بنيويورك، في مستهلّ زيارة للولايات المتحدة، إنه «في حال إحرازنا تقدماً في هذا الإطار، والقضاء على (الإرهابيين)، الذين يشكلون تهديداً لنا من هذه المنطقة، حينها يمكن أن تستقر علاقاتنا مع الولايات المتحدة على أرضية سليمة».

ولفت جاويش أوغلو إلى أن العلاقات التركية – الأميركية «شهدت أخيراً توتراً، والجميع حاول ربط ذلك مع قضية القس أندرو برانسون، الذي كان يحاكم في تركيا بتهمة دعم منظمات إرهابية، لكن الواقع أن هناك قضيتين توتران العلاقات مع واشنطن؛ إحداهما دعم الولايات المتحدة للوحدات الكردية في سوريا».

على الصعيد ذاته، قال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، إن أنقرة تتطلع لوقف واشنطن دعمها لوحدات حماية الشعب الكردية. وأضاف أكار، خلال لقائه رئيس الأركان الأميركي جوزيف دانفورد، في كندا، أمس، أن تركيا حذَّرت الجانب الأميركي من تكرار مشاهد جنوده جالسين معاً مع الإرهابيين (في إشارة إلى ظهور جنود أميركيين في مأدبة عشاء مع بعض عناصر وحدات حماية الشعب الكردية في منبج) قائلاً: «لقد أبلغناهم رفضنا لتلك الصور المستفزة».

وكان أكار أبدى استياءه من صور تداولتها وسائل الإعلام، تظهر عسكريين أميركيين يجلسون جنباً إلى جنب أثناء مأدبة عشاء، مع مقاتلين من قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، التي تشكل وحدات حماية الشعب الكردية عمودها الفقري، ويدعمها التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة.

سعيد عبد الرازق 
المصدر: الشرق الأوسط