“فتنة دير الزور” في جولتين من سفك الدماء.. مقتل 118 شخص في الاشتباكات بين المسلحين المحليين و”قسد”

1٬714

وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان، مقتل 118 شخص بينهم 10 مدنيين والبقية من العسكريين، خلال جولتين من الاشتباكات بين مسلحين محليين في ريف دير الزور من جهة، وعناصر من قوات سوريا الديمقراطية والتشكيلات العسكرية المنضوية تحت قيادتها والقوى الأمنية التابعة لـ”الإدارة الذاتية” في شمال شرق سورية.

ووثق المرصد السوري خلال جولتين من الاقتتال الدامي مفارقة 118 شخص لحياتهم، وهم: 29 من قوات سوريا الديمقراطية، و79 من المقاتلين المحليين، 10 مدنيين بينهم 4 سيدات و5 أطفال.

وبدأت الاشتباكات بين قوات سوريا الديمقراطية ومسلحين موالين لـ”أبو خولة” قائد مجلس دير الزور العسكري في الـ27 من آب الفائت، إثر اعتقال أبو خولة من قبل “قسد” على خلفية اتهامه بالفساد والإتصال مع الميليشيات الإيرانية وقوات النظام، فيما تمكنت “قسد” من استعادة السيطرة على كامل المناطق في 12 أيلول، أي أن الاشتباكات دامت أكثر من 15 يوما، قتل خلالها 91، هم: 9 مدنيين بينهم 5 أطفال وسيدتان، و57 من المسلحين المحليين.
و25 عناصر من “قسد” بينهم 12 من أبناء إدلب والحسكة ودير الزور.
كما أصيب ما لا يقل عن أكثر من 104
جريح، هم: 58 من المسلحين المحليين، و 33 من “قسد”، و13 مدني.

وتمكنت قسد من طرد مئات العناصر الذين تسللوا من ضفة نهر الفرات ضمن مناطق الميليشيات الإيرانية إلى الضفة الشرقية التي تسيطر عليها “قسد” وتدور ضمنها الاشتباكات، بدعم من شيوخ ووجهاء عشائر وقبائل، تنفذ أجندات إيرانية في مناطق شرق الفرات.
وبرغم الفشل الذريع للمسلحين المحليين، إلا أن الأبواق لم تتوقف عن إثارة الفتنة، لشن هجوم ثاني مراهنة على العشائر، وتسللت مجموعاتها عبر نهر الفرات إلى ذيبان والمناطق المحيطة بها، ولم تتمكن الثبات في مواقعها سوى ساعات، وانتهى الهجوم الثاني بمقتل27 شخصا، وهم بالتفصيل: 22 من مسلحين محليين 9 منهم جثثهم مع “قسد”، و4 من قوات سوريا الديمقراطية، وسيدة واحدة.
كما أصيب 42 شخص، وهم: 4 مدنيين بقصف مدفعي للنظام و26 من عناصر المسلحين المحليين، و 12 من قوات سوريا الديمقراطية في الاشتباكات الدائرة.
وحصل المرصد السوري على أشرطة مصورة تظهر مسلحين عبروا من مناطق سيطرة الميليشيات الإيرانية نحو مناطق شرق الفرات للقتال ضد “قسد”.
ومشطت “قسد” القرى لمحاصرة السرير النهري، وتقطيع أوصال المناطق عبر تعزيز حواجزها للسيطرة أمنيا، وتركزت بمنطقة الشحيل لعزلها.
وكانت قوات سوريا الديمقراطيّة قد استهدفت بقذائف الهاون نقاط وتجمعات ميليشيات قوات النظام على الضفاف الغربية لنهر الفرات، ردا على قصف الأخيرة لمناطق “قسد”.
كما استهدفت “قسد” بالطائرات المسيرة مواقع ميليشيات النظام قرب منطقة الميادين والمعبر النهري.
وعاد الهدوء الحذر إلى قرى وبلدات ريف دير الزور، بعد أن استعادت “قسد” السيطرة على بلدة ذيبان المقابلة للميادين على الضفة الغربية لنهر الفرات، وانتشرت قوات عسكرية تابعة لـ”قسد” في المناطق التي شهدت اشتباكات وهجمات للمسلحين المحليين على مواقع عسكرية وحواجز في حوايج ذيبان و الطيانة بريف دير الزور.