فلتان إدلب الأمني يودي بحياة عنصرين في تحرير الشام أحدهما “أمير محلي” شخص آخر ويرفع لـ 322 تعداد من اغتيلوا من مدنيين ومقاتلين وقادة سوريين ومن جنسيات أخرى

57

يواصل الفلتان الأمني استمراره في محافظة إدلب، والأرياف المحيطة بها، والتي تسيطر عليها الفصائل الإسلامية والمقاتلة وهيئة تحرير الشام، فعمليات الاغتيالات والتفجيرات والخطف والقتل، باتت الشغل الشاغل لسكان المنطقة، بسبب تزايد خشية المواطنين والمهجرين من مدى استقرار الظروف الأمنية في المنطقة، في ظل تناقص القدرة على ضبط الوضع الأمني بعد استشراء منفذي الاغتيالات، إذ رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان انفجاراً في مدينة إدلب، بالقرب من أحد المساجد، تسبب بسقوط خسائر بشرية، ورجحت المصادر الموثوقة أن الانفجار ناجم عن عبوة ناسفة قضى على إثرها شخص على الأقل وأصيب آخرون بجراح متفاوتة الخطورة، كذلك عثر على جثمان رجل مقتولاً على الطريق الواصل بين بلدتي كفرناصح والأتارب بريف حلب الغربي، صباح اليوم، قالت مصادر متقاطعة أنه “أمير التصنيع” في هيئة تحرير الشام في القطاع الغربي لحلب، والذي خطف يوم أمس في المنطقة، كذلك عثر على جثمان رجل آخر في أحراش قرية عين شيب غربي مدينة إدلب، وقد فصل رأسه عن جسده، وقالت مصادر أنه يعمل في المكاتب الاقتصادية التابعة لهيئة تحرير الشام، ومع سقوط المزيد من الخسائر البشرية في ظل الفلتان الأمني إلى 322 شخصاً على الأقل، تعداد اغتيلوا في أرياف إدلب حلب وحماة، منذ الـ 26 من نيسان / أبريل الفائت من العام الجاري 2018، وحتى الـ 26 من أيلول / سبتمبر الجاري، هم زوجة قيادي أوزبكي وطفل آخر كان برفقتها، إضافة إلى 63 مدنياً بينهم 9 أطفال و6 مواطنات، اغتيلوا من خلال تفجير مفخخات وتفجير عبوات ناسفة وإطلاق نار واختطاف وقتل ومن ثم رمي الجثث في مناطق منعزلة، و225 مقاتلاً من الجنسية السورية ينتمون إلى هيئة تحرير الشام وفيلق الشام وحركة أحرار الشام الإسلامية وجيش العزة وفصائل أخرى عاملة في إدلب، و32 مقاتلاً من جنسيات صومالية وأوزبكية وآسيوية وقوقازية وخليجية وأردنية وتركية، اغتيلوا بالطرق ذاتها، كذلك فإن محاولات الاغتيال تسببت بإصابة عشرات الأشخاص بجراح متفاوتة الخطورة، بينما عمدت الفصائل لتكثيف مداهماتها وعملياتها ضد خلايا نائمة اتهمتها بالتبعية لتنظيم “الدولة الإسلامية”

ونشر المرصد السوري لحقوق الإنسان ليل أمس الأول أنه سمع دوي انفجارين في القطاع الشرقي من ريف إدلب، في ظل استمرار الفلتان الأمني في محافظة إدلب ومحيطها، أحدهما ناجم عن تفجير عبوة ناسفة على الطريق الواصل بين بلدة سرمين ومدينة إدلب، والثاني ناجم عن تفجير قنبلة يدوية من قبل مجهولين ألقوها قرب منطقة شعبة التجنيد في بلدة سراقب، ولم ترد معلومات عن خسائر بشرية، وتأتي هذه التفجيرات في أول تفجيرات بعد استكمال الانفلات الأمني في محافظة إدلب والمناطق المحاذية بها من أرياف حلب وحماة واللاذقية، الشهر الخامس على التوالي لتصاعده الذي أزهق أرواح عشرات المدنيين وأودى بحياة عشرات المقاتلين والقادة السوريين وغير السوريين، عبر عمليات اغتيال تصاعدت منذ الـ 26 من نيسان / أبريل الفائت من العام الجاري 2018، حيث رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان انفلاتاً أمنياً تدريجياً تمثل بعمليات فردية من اغتيال واختطاف وقتل ومحاولات اغتيال طالت مقاتلين وعناصر بشكل فردي، وكان التركيز الأكبر على زراعة العبوات الناسفة في الأسابيع الأولى، لحين بدء العمليات بتصاعد بكل أكبر، والتحول لتفجير العربات المفخخة والدراجات النارية المفخخة، والاستهداف بالطلقات النارية وبعبوات ناسفة مزروعة على الطريق أو ملصقة بالسيارة المستهدفة، أو داخل المبنى المراد استهدافه وحتى في الشارع، الأمر الذي صعَّد من أعداد الخسائر البشرية.

كما أن الجهات الأمنية في هيئة تحرير الشام أو الفصائل المقاتلة والإسلامية من جنسيات سورية وغير سورية، أخفقت بشكل متكرر في ضبط الفلتان الأمني هذا، فعلى الرغم من الحملات الأمنية التي أسفرت عن اعتقال خلايا تابعة لتنظيم “الدولة الإسلامية”، وخلايا أخرى مسؤولة عن عمليات الاختطاف ومحاولات القتل والاغتيالات، إلا أن هذه الحملات لم تتمكن من التوصل لأية نتائج كاملة، بل بقيت الخلايا تصول وتجول داخل المناطق التي أحدثت انفلاتاً في أمنها، كما تعمدت الخلايا لتقليل نشاطها مع كل حملة عسكرية، ومعاودة النشاط مع الانتهاء من الحملة من قبل الجهات المناط بها مسؤولية أمن محافظة إدلب ومحيطها، كذلك وثق المرصد السوري 80 عنصراً على الأقل من تنظيم “الدولة الإسلامية” والخلايا التابعة له، ممن قتلوا منذ نهاية نيسان / أبريل من العام الجاري 2018، من جنسيات سورية وعراقية وأخرى غير سورية، من ضمنهم 41 على الأقل جرى إعدامهم عبر ذبحهم أو إطلاق النار عليهم بشكل مباشر بعد أسرهم، فيما قتل البقية خلال عمليات المداهمة وتبادل إطلاق النار بين هذه الخلايا وعناصر الهيئة في مناطق سلقين وسرمين وسهل الروج وعدد من المناطق الأخرى في الريف الإدلبي، كان آخرها ما رصده المرصد السوري في الـ 20 من أيلول / سبتمبر الجاري، من إعدام هيئة تحرير الشام 5 أشخاص، حيث أكدت المصادر أنهم أعدموا في منطقة الزربة بريف حلب الجنوبي، بتهمة “الانتماء لخلايا تابعة لتنظيم الدولة الإسلامية”، وأطلق عناصر من تحرير الشام النار عليهم، بعد اعتقالهم في وقت سابق ضمن حملة الاعتقالات التي طالت عشرات الأشخاص بهذه التهم، والتي تخللتها اشتباكات عنيفة في بعض الأحيان بين عناصر من هذه الخلايا وعناصر الهيئة، بالإضافة للإعدامات التي كانت تنفذ بشكل مباشر، أو عمليات الاستهداف الجماعي لمواقع ومقار لهذه الخلايا، وتعد هذه أول عملية إعدام تجري ضمن المنطقة الروسية – التركية منزوعة السلاح، والتي جرى تحديدها في اتفاق روسي – تركي مؤخراً.