في ظل الصراع الروسي – الإيراني المتواصل ضمن درعا.. تصاعد كبير في عمليات القتل والفلتان الأمني.. والنظام السوري مسيطر “صوري”

49

لايزال الصراع الروسي – الإيراني يتصاعد على قدم وساق في عموم الجنوب السوري، وفي محافظة درعا بشكل خاص، حيث تواصل روسيا محاولتها لتقوية نفوذ الفيلق الخامس المدعوم من قبلها، في إطار سعيها لفض الشراكة مع الإيرانيين وكسب السيطرة المطلقة على درعا، بدورها إيران تواصل عمليات التجنيد لصالحها مقابل السخاء المادي واللعب على الوتر الديني والمذهبي عبر استمرار عمليات “التشيُّع”، وبلغ تعداد المتطوعين في صفوف الإيرانيين والمليشيات الموالية لها في الجنوب السوري أكثر من 7900، فضلاً عن الفرقة الرابعة التي يقودها ماهر الأسد شقيق رأس النظام السوري، والتي تعرف بولاءها لإيران وهي رأس الحرب في الصراع مع الفيلق الخامس الذي أنشأته روسيا، بينما النظام السوري يكتفي بدور اللاعب الثانوي فهو مسيطر بشكل صوري فقط.

وتتمثل الصراعات في التنارع على مناطق النفوذ والتوترات المتصاعدة في عموم درعا، بالإضافة لعمليات الاغتيال والاستهدافات الكبيرة في ظل الفوضى والفلتان الأمني التي تعيشها المحافظة، والتي كان آخرها يوم أمس الأربعاء، حيث المدعو “أدهم أكراد” قتل يوم أمس برفقة 4 أشخاص، اثنين منهم من القيادات السابقة للفصائل في درعا، وذلك بعد استهداف سيارة كانت تقلهم من قبل مجهولين عند مفرق تبنة قرب مدينة ازرع.

يذكر أن أدهم يعد من أبرز قيادات الفصائل السابقة في درعا، واشتهر سابقاً بمقولة “تسقط موسكو ولا تسقط درعا”، إلا أنه عمد إلى مصالحة النظام بعد سيطرة الأخيرة عليها.

ووفقاً لإحصائيات المرصد السوري، فقد بلغت أعداد الهجمات ومحاولات الاغتيال في درعا بأشكال وأساليب عدة عبر تفجير عبوات وألغام وآليات مفخخة وإطلاق نار نفذتها خلايا مسلحة خلال الفترة الممتدة من يونيو/حزيران 2019 حتى يومنا هذا 714 هجمة واغتيال، فيما وصل عدد الذين استشهدوا وقتلوا إثر تلك المحاولات خلال الفترة ذاتها إلى 474، وهم: 130 مدنيًا بينهم 12 مواطنة، و15 طفل، إضافة إلى 211 من قوات النظام والمسلحين الموالين لها والمتعاونين مع قوات الأمن، و89 من مقاتلي الفصائل ممن أجروا “تسويات ومصالحات”، وباتوا في صفوف أجهزة النظام الأمنية من بينهم قادة سابقين، و23 من المليشيات السورية التابعة لـ”حزب الله” اللبناني والقوات الإيرانية، بالإضافة إلى 22 مما يُعرف بـ”الفيلق الخامس”.