في ظل تفشي وباء “كورونا” بشتى أصقاع الأرض.. واقع طبي متدني يهدد حياة نحو 4 مليون مدني شمال غرب سوريا

44

تشهد مناطق سيطرة الفصائل والجهاديين شمال غرب سوريا، نقصا حادا في التجهيزات الطبية وإجراءات الوقاية من انتشار وباء “كورونا”، من حيث عدد الأسرة في المشافي والنقاط الطبية، إذ تحوي جميع تلك المشافي على ما يقارب 200 سرير مخصص للعناية المشددة، و95 “منفسة” للبالغين، في حين إن جميع تلك المعدات مشغلة بنسبة 100% للأمراض مختلفة، بينما يبلغ عدد أسرة المشافي 3065 سرير، أي أن حصة كل 1592 مواطن سرير واحد فقط، وهو ما ينذر بكارثة حقيقية تلوح في الأفق في حال انتشار وباء “كورونا” المستجد ووصوله إلى تلك المناطق.

فيما تعمل الفرق الطبية والمنظمات بجهود كاملة لكن ضمن الإمكانات المتاحة لديها، ولايوجد لدى المشافي الكوادر الطبية والمعدات الكافية  لمواجهة هذه الكارثة التي تجتاح العالم.

كما كانت إحدى المنظمات قدمت للمختبر الوبائي الوحيد في مدينة إدلب 3 “كيتات” للتحاليل الخاصة باختبار PCR وهي تكفي لفحص 300 شخص فقط، بينما يتواجد في إدلب نحو 4 مليون إنسان.

وشهدت النقاط الطبية والمشافي نقصا في الدعم الطبي المقدم لها، تزامنا مع الحملة العسكرية الأخيرة على إدلب، في حين خرجت معظم المشافي عن الخدمة بينما أصبحت بعض منها داخل مناطق سيطرة النظام، فيما بقيت المشافي على الشريط الحدودي في شمال إدلب وغربها. 

أما في مناطق شمال حلب الخاضعة لنفوذ الفصائل الموالية لتركيا، اتخذت الحكومة المؤقتة سلسلة إجراءات وقائية تتمثل بإغلاق الجامعات والمعاهد وإلغاء تجمع الأسواق وفض التجمعات، كما تشهد مشافي منطقتي “درع الفرات” و “غصن الزيتون” اهتماما أكبر من حيث الخدمات المقدمة في المشافي والنقاط الطبية واستخدام أجهزة الكشف عن الحرارة في مشافي الراعي وإعزاز شمال حلب، فيما تم تعليق العمل بالعيادات في معظم المشافي والاكتفاء بالحالات الساخنة فقط.

وأفادت مصادر طبية للمرصد السوري بأنه تم إجراء أكثر من 10 فحوصات لمشتبهين، ولم يسجل حتى الآن أي إصابة، حيث كانت نتائج الفحوصات سلبية.

كما تجري الفحوصات اللازمة للكشف عن مصابين “كورونا” للأشخاص الراغبين بالدخول والخروج من شمال حلب إلى مناطق سيطرة تحرير الشام والفصائل في إدلب عبر معبري الغزاوية ودير بلوط، كذلك تجري عمليات تعقيم وغسيل في مناطق التجمعات وأبواب المؤسسات العامة ومراكز النقل.

ولا تزال الإجراءات ضعيفة مع وجود مئات الآلاف من النازحين في المخيمات، التي تتعايش بطريقة جماعية وتتشارك في استخدام الحمامات ومياه الشرب وغيرها من الخدمات وغياب دور التوعية الصحية التي غيبت ثقافة الوقاية الذاتية من انتشار الوباء، وعليه فإننا بالمرصد السوري لحقوق الإنسان ندعو جميع الجهات المعنية والمنظمات الإنسانية والطبية لتقديم يد العون بشكل كامل واتخاذ كافة التدابير الاحترازية لمنع تفشي هذا الوباء في تلك المناطق التي تضم أكثر من 4 مليون مدني أجبرتهم العمليات العسكرية على التواجد ضمن بقعة جغرافية صغيرة تفتقر لأدنى مقومات العيش.