في ظل تنافر روسي أمريكي: تحركات أمريكية مكثفة في مناطق نفوذها قبيل القمة المرتقبة بين ترامب وبوتين
تشهد مناطق نفوذ واشنطن في سوريا، تحركات مكثفة وتعزيزات متزايدة من قبل القيادة العسكرية التابعة لها لتأمين المناطق الخاضعة لسيطرتها، في ظل توتر واضح للعلاقات بين روسيا والولايات المتحدة؛ وتأكيد واشنطن على موقفها من الوجود الإيراني، حيث قام قائد القيادة المركزية الجنرال جوزيف فوتيل، في الثالث والعشرين من تشرين الأول/ أكتوبر بزيارة غير معلنة إلى ثكنة التنف في سوريا الحدودية مع العراق الأردن، والتي تديرها بلاده، وحسب وكالة «أسوشيتد برس» الأمريكية فإن الزيارة كانت غير معلنة، وأعطت تأكيدًا لوجود أمريكي مستمر في التنف للقضاء على المقاتلين المتبقين من تنظيم «الدولة الإسلامية»، ومن أجل استخدام القوة ضد تنامي النشاط الإيراني.
الجنرال جوزيف فوتيل قال حينها إن «القاعدة العسكرية تخدم غرضًا مهمًا لأمريكا في المنطقة، رغم قرب الانتهاء من التنظيم»، وقبل يوم من التاريخ المذكور قام وفد بارز من الجيش الأمريكي بزيارة رسمية إلى مناطق شرق الفرات التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية. وفي 12 من الشهر نفسه أرسلت قيادة التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن شحنة أسلحة إلى الذراع الامريكية في المنطقة التي يرمز لها بـ «قسد» مؤلفة من 300 شاحنة تحمل 30 عربة مصفحة وذخائر ومعدات، مع دفع التحالف الدولي بـحوالي 500 جندي خرجوا من قواعدهم نحو الجبهات وخطوط التماس مع التنظيم، تزامناً مع القتال العنيف الدائر في المنطقة، والذي يترافق مع استهدافات متبادلة على محاور القتال، التي شهدت تفجير التنظيم لعدد من العربات المفخخة والأحزمة الناسفة، فيما وردت معلومات أولية عن مزيد من الأسرى من قوات سوريا الديمقراطية ممن فقد الاتصال معهم في الهجمات المعاكسة للتنظيم على المنطقة.
كما اكدت مصادر محلية وقتذاك ان جنودا وعربات عسكرية وذخائر دخلت من معبر «سيمالكا» الحدودي مع العراق، واتجهت إلى القاعدتين العسكريتين في حقلي التنك والعمر النفطيين بريف دير الزور، ومن ثم توجهت إلى القاعدة اللوجستية الحديثة قرب هجين شرق دير الزور.
اهداف أمريكية
التحركات الملحوظة تكثفت خلال فترة يسودها توتر للعلاقات بين موكو والولايات المتحدة؛ حيث هددت الأخيرة بالانسحاب من اتفاقية الحد من انتشار الأسلحة النووية. وعلى الرغم من ذلك ظهرت محاولة من قيادة القوتين العالميتين احتواء التصعيد فقد تم الاتفاق بشكل مبدئي على عقد قمة بين ترامب وبوتين شهر تشرين الثاني/ نوفمبر 2018.
ويبدو أن مردّ التوتر الحالي بين موسكو وواشنطن يعود إلى تعثر تنفيذ مخرجات القمة التاريخية التي عُقدت بين الرئيسين في فنلندا، والتي ناقشت عدّة قضايا منها سوريا وأكرانيا والإرهاب وأمن إسرائيل والأسلحة النووية والصاروخية. وفيما يخص الملف السوري شملت المباحثات على الأرجح توزع القوات العسكرية للبلدين، والتواجد الإيراني في سوريا والحل السياسي.
ومع تعثّر تطبيق اتفاق هلسنكي، بادرت الولايات المتحدة الأمريكية لعرض استراتيجية جديدة لها في سوريا تقوم على بقاء طويل الأمد في هذه الأخيرة، بغرض عدم عودة تنظيم داعش وتراجع دور إيران وضمان تنفيذ عملية سياسية وفق قرارات الأمم المتحدة.
وبالعودة إلى التحركات الأمريكية المكثفة في سوريا، قال المتحدث، ان روسيا قامت خلال شهر تشرين الأول/ أكتوبر 2018 بتحركات مقابلة؛ حيث انتشرت قوات تابعة لها على أطراف البوكمال وعقد ضباط في الجيش الروسي اجتماعاً مع مستشارين عسكريين إيرانيين في مدينة دير الزور.
ما سبق ربّما يعطي فهماً أولياً للتحركات العسكرية المتبادلة، بأنها تأتي في ظل توتر من الجانبين الأمريكي والروسي على طول خطوط التماس بين مناطق انتشار قواتهما، بالإضافة لتأكيد الولايات المتحدة الأمريكية على رؤيتها حول ملف الوجود الإيراني وملف الإرهاب المتمثل بتنظيم داعش وملف العملية السياسية.
هجمات «الدولة»
المرصد السوري لحقوق الإنسان قال إن عناصر من تنظيم «الدولة الإسلامية» عادت خلال ساعات الليلة الماضية، ونفذت هجمات استهدفت مواقع لقوات سوريا الديمقراطية في منطقة إصلاح هجين، في الجيب الأخير للتنظيم، عند الضفاف الشرقية لنهر الفرات، حيث استمرت الاشتباكات إلى فجر اليوم الخميس الـخامس والعشرين من تشرين الأول، حيث تدخلت طائرات التحالف واستهدفت مواقع للتنظيم ومناطق سيطرة في قسم من بلدة هجين، بالتزامن مع وصول 7 عربات همر وسيارتين عسكريتين إلى خطوط الجبهة في شرق الفرات ما تسبب بتراجع عناصر التنظيم.
وتشير المعلومات عن تسبب الاشتباكات وعمليات القصف بسقوط خسائر من الطرفين، فيما تتواصل الاشتباكات بين الطرفين على محاور في محيط وأطراف الجيب الخاضع لسيطرة التنظيم، في محاولة من الاخير تحقيق تقدم في المنطقة واستعادة السيطرة على ما خسره من مناطق في الجيب الأخير له بشرق الفرات، إثر الهجمات العنيفة لقسد بدعم من التحـالف الدولي.
واكد المرصد أن هجوم التنظيم الليلة قبل الماضية في بلدة هجين، أسفر عن سيطرته على 10 نقاط لقوات سوريا الديمقراطية، وتسبب بمصرع 4 من عناصر قوات سوريا الديمقراطية، جرى سحب جثثهم، وتراجع عناصر النقاط العشر في هجين، قبل أن يعود التنظيم للانسحاب من النقاط العشرة، كما أكدت المصادر أن التنظيم هاجم قسد بعربتي همر أمريكيتين، يرجح أنه جرى الاستيلاء عليهما خلال هجمات طالت مواقع للتـحالف الدولي.
المصدر: القدس العربي