قرية معراتة النموذج المصغر عن سرقة ونهب وانتهاكات فصائل عملية “غصن الزيتون” المدعومين من تركيا في عموم منطقة عفرين

47

معراتة القرية الصغيرة الواقعة إلى الغرب من مدينة عفرين بنحو 5 كلم، حالها كحال سائر القرى والبلدات التابعة لعفرين، حيث أبت فصائل عملية “غصن الزيتون” إلا أن تعيث فساداً بها منذ سيطرتها على منطقة عفرين بريف حلب الشمالي الغربي بدعم من الطائرات والقوات التركية، هذه القرية على الرغم من صُغر مساحتها إلا أن معظم هذه المساحة مملوءة بالأراضي الزراعية الخصبة ولاسيما أراضي الزيتون، الأمر الذي جعلها رفقة معظم مناطق عفرين مطمعاً لفصائل “غصن الزيتون” فراحوا يتسابقون لاقتسام السيطرة عليها، وكان فصيل فرقة الحمزات السبّاق للسيطرة على معراتة عند دخولها بتاريخ الـ 14 من شهر آذار / مارس الفائت من العام الجاري، وسرعان ما بدأت المجموعة التي سيطرت على القرية بنهب خيراتها وسرقة ممتلكات أهلها، فعمد قائد المجموعة وهو شخص يدعى بـ (أبو صلاح) ذات الصيت السيء على سرقة المنازل ونهبها رفقة مجموعته، ومع اقتراب موسم الزيتون، حصل خلاف داخلي بين مجموعات من فرقة الحمزة فيما يتعلق بالسيطرة على قرية معراتة، أفضت إلى عزل (أبو صلاح) وتجريده من صلاحيات السرقة والنهب، ليخلفه قيادي من الحمزات يدعى (معتز) قدم مع مجموعته وعائلته واستقر في القرية قبل نحو شهرين من بدء موسم الزيتون ليكمل مسيرة النهب والسرقة.

فعمد القيادي الجديد رفقة مجموعته على نهب ما تبقى من منازل لم تنهب في القرية وتحويلها بعد ذلك إلى مقرات عسكرية أو منازل يسكونها عوائل العناصر، حيث عمدوا على تحويل حي كامل في القرية بالقرب من المدرسة هناك، إلى مقرات عسكرية بعد أن أتموا سرقتها، بعد أن استقدم نحو 100 عنصر من الفرقة رفقة نحو 20 سيارة محملة برشاشات ثقيلة و50 سيارة خاصة وعسكرية، وتعمد هذه العناصر على إقامة مناوبات فيما بينها في ساعات الليل المتأخرة، فضلاً عن المعاملة والتعامل السيء مع من تبقى من أهالي القرية الأصليين ممن لم يجبروا على هجرها في ظل احتلالها من قبل هذه الفصائل.

ومع دخول موسم حصاد الزيتون أصدر القيادي جملة من القرارت الهادفة لسرقة أرزاق أهالي قرية معراتة ونهب مصدر دخلهم الذي يعتمدون عليها منذ مئات السنين، فعمد إلى فرض ضرائب تقدر بـ 4 آلاف تنكة زيت كضريبة تؤخذ من الأهالي لصالح الفصيل، إلا أن بعد تدخل وسائط أهلية تم خفض “الضريبة” إلى ألفي تنكة، وفي قرى أخرى بمحيط معراتة، أصدر الفصيل نفسه قرارات مشابهة بفرض ضرائب، فكانت ضرائب قرى بابليت والكبيرة وخلنير هي 500 تنكة عن كل قرية من هذه القرى، أما قرية كفرشيل فضريبتها كانت 800 تنكة زيت، جميع هذه الضرائب أُعطيت إلى القيادي (معتز) من فرقة الحمزات، ولم يكتفي المعتز من هذه الضرائب، بل أصدر قرار تعسفي آخر ينص على منع أهالي القرى هذه من بيت مادة الزيت خارج المنطقة التي يتواجدون بها، وأجبرهم على بيعها له بسعر نحو 11 ألف ليرة سورية فقط لا غير.

يذكر أن المرصد السوري لحقوق الإنسان كان قد نشر يوم الجمعة الـ 9 من شهر تشرين الثاني الجاري، أنه لا يزال أهالي منطقة عفرين الذين لم يغادروها، لا يزالون يعايشون مأساة حقيقية في ظل الانتهاكات المتواصلة بحقهم، من قبل فصائل عملية “غصن الزيتون” المدعومة من تركيا، أو من قبل عصابات مسلحة تعيث فساداً بأرزاقهم وقوتهم وأملاكهم وبحياتهم، إذ رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان انتهاكاً جديداً بحق أهالي عفرين، وفي التفاصيل التي حصل عليها المرصد السوري فإن مسلحين مجهولين أقدموا صباح اليوم الجمعة التاسع من شهر تشرين الثاني الجاري، على اقتحام منزل مواطن كردي في قرية برج عبدالو بريف منطقة عفرين، وأقدموا على تقييد الرجل رفقة زوجته وسرقة مبلغ مالي ومجوهرات منهم، ولم يكتفي المسلحين بالسرقة بل عمدوا لقتل والدة الرجل وهي امرأة مسنة، حيث أقدم المسلحون على خنقها حتى الموت، كما رصد المرصد السوري اعتقال فصيل مقرب من تركيا وعامل في مدينة عفرين، لناشط مهجر من الغوطة الشرقية، وسط مخاوف من قيام الفصيل بتسليم الناشط الذي كان يقوم بجولة تصوير في مدينة عفرين، إلى القوات التركية.

ونشر المرصد السوري في الـ 7 من شهر تشرين الثاني الجاري، أن 7 مواطنين على الأقل استشهدوا وأصيبوا بانفجار لغم في أرض زراعية بإحدى مزارع الزيتون في منطقة سعريانلي بريف عفرين الشمالي، حيث أكدت المصادر المتقاطعة أن التفجير ضرب جراراً زراعياً، لأحد الفلاحين من سكان المنطقة، ما تسبب باستشهاد 5 من المتواجدين وإصابة اثنين آخرين بجراح، ومن ضمن الشهداء الخمسة طفلان اثنان، ولا يزال عدد الشهداء قابلاً للازدياد لوجود جرحى بحالات خطرة، ونشر المرصد السوري في الـ 6 من نوفمبر الجاري، أنه تتواصل عمليات الخطف والقتل والسرقات وما شابهها من الحوادث في ظل الانفلات الأمني المتواصل الذي تشهده مدينة عفرين وريفها الخاضعة لسيطرة فصائل “غصن الزيتون” المدعومة من تركيا، وفي فصل جديد من فصول الانفلات الأمني، رصد المرصد السوري إقدام مسلحين مجهولين على اختطاف رجل من منطقة الباسوطة بريف مدينة عفرين، وذلك أثناء عودته من قطاف الزيتون ضمن أرضه الزراعية في المنطقة، إذ جرى اقتياده إلى جهة مجهولة حتى اللحظة، في استمرار للاعتقالات التي تطال المواطنين وحالات الخطف التي تجري بشكل متلاحق، حيث نشر المرصد السوري نشر في الـ 3 من شهر تشرين الثاني الجاري، أنه رصد أن أحد الفصائل المدعومة من قبل تركيا عمدت إلى اعتقال عائلة كاملة مؤلفة من 4 أشخاص في ريف حلب الشمالي الشرقي، وفي التفاصيل التي حصل عليها المرصد السوري فإن الفرقة التاسعة عمدت إلى اعتقال رجل وأولاده الثلاث بينهم فتاة أثناء عودتهم من تركيا إلى الشمال السوري، حيث جرت عملية الاعتقال في بلدة جرابلس الخاضعة لسيطرة الفصائل المدعومة من تركيا، وجرى اقتيادهم إلى جهة لا تزال مجهولة حتى اللحظة، وفي منطقة عفرين الخاضعة لسيطرة فصائل “غصن الزيتون” بريف حلب الشمالي الغربي، رصد المرصد السوري اقتتالاً داخلياً جديداً في صفوف فرقة السلطان مراد وذلك في قرية كفرجنة التابعة لعفرين، حيث دارت اشتباكات عنيفة فجر اليوم السبت بين مجموعة ينحدر مقاتلوها من ريف حلب، ومجموعة ينحدر مقاتلوها من حمص، وأسفرت الاشتباكات بين الطرفين لوقوع أكثر من 10 جرحى بينهما، فيما لا تزال ظروف الاقتتال هذه مبهمة، وسط توتر يسود المنطقة، ونشر المرصد السوري يوم أمس الجمعة، أنه لا تزال الانتهاكات مستمرة واحدة تلو الأخرى، تنهك سكان عفرين المتبقين، وتضيق عليهم من قبل الفصائل المسيطرة على المنطقة والمؤتمرة بأمر القوات التركية، التي قادت عملية “غصن الزيتون”، التي سيطرت بموجبها على منطقة عفرين، ورصد المرصد السوري اختطاف الفصائل لمزيد من المواطنين والاتصال بذويهم لدفع فدى مالية مقابل الإفراج عنهم، وإلا فسيكون المجهول مصيرهم، فلا رادع يردع هذه الفصائل عن فعلتها، حيث رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان خلال الـ 72 ساعة الأخيرة اختطاف أكثر من 7 مواطنين من ريف عفرين، ونقلهم لمواقع مجهولة، من قبل فصائل عاملة في عملية “غصن الزيتون”، بينهم طبيب طلب فدية من أهله مقدارها مليون دولار، وإلا فسيعمدون لقتله، تزامناً مع مزيد من عمليات السلب والنهب بحق المدنيين من أبناء عفرين، وكان آخرها ما رصد المرصد السوري خلال الـ 24 ساعة الأخيرة من قيام مسلحين مجهولين يرجح أنهم يتعبون لفصيل عامل في ريف عفرين، بمداهمة منزل سيدة وسلبها لمبلغ مالي يقدر بنحو نصف مليون ليرة سورية ومصاغ ومجوهرات بقيمة نحو 2 مليون ليرة، بالإضافة لتعفيش الأدوات المنزلية والمفروشات وأثاث، وغيرها من محتويات المنزل، كما أكدت مصادر متقاطعة أن عناصر المجموعة اعتدوا على ابن السيدة وزوجته، فيما عمد لواء سمرقند العامل في منطقة عفرين، على الاستيلاء على قرية روطانلي التابعة لناحية معبطلي وإجبار من تبقى من السكان فيها على نقل محصول الزيتون إلى هذه المعاصر، وإقامة سجن ومقرات داخل القرية التي هجر معظم سكانها منها خلال عملية “غصن الزيتون” التي قادتها القوات التركية، كذلك أقدم قائد كتائب الإسلام في منطقة كيلا بناحية بلبلة في ريف عفرين، على فرض قرارات على المواطنين المتبقين في المنطقة، تتمثل بدفع مبلغ ألف ليرة سورية عن كل شجرة زيتون، للسماح لهم بجني محصول الزيتون، استبدال القرار بعد ذلك بتغريم سكان القرية بـ 300 تنكة من زيت الزيتون من إنتاج محاصيل القرية، التي هجرها معظم سكانها وأوكلوا لمن تبقى في القرية م سكانها مهمة جنى محاصيل الزيتون في مزارعهم، بينما عمدت فصائل في منطقة ميدان إكبس لسرقة الزيتون ومن ثم تقطيع أشجار مزارع هجرها سكانها، وتحطيبها وبيعها في الأسواق

وكان نشر المرصد السوري لحقوق الإنسان في الـ 30 من تشرين الأول / أكتوبر من العام الجاري 2018، أنه تتواصل عملية التضييق بعد السيطرة على منطقة عفرين، هذا التضييق الذي تنفذه قوات عملية “غصن الزيتون”، وفق رغبة من القوات التركية التي تحاول إبعاد نفسها عن أي انتهاك من شأنه أن يثير الرأي العام الإقليمي والدولي تجاهها، وفي التفاصيل التي حصل عليها المرصد السوري فإن فيلق الشام المقرب من السلطات التركية، شكل محاكم صورية تقوم بطلب أوراق ثبوتية تتعلق بملكية العقارات في منطقة عفرين الواقعة في القطاع الشمالي الغربي لمحافظة حلب، وأكدت المصادر أن عملية طلب الأوراق تترافق مع معلومات أوردتها مصادر متقاطعة، عن بدء تحضيرات من محكمة الفيلق لإعادة العقارات التي يقطنها مقاتلون لأصحابها، كما أكدت المصادر أن المنازل يجري الحجز عليها، لحين إثبات ملكية المنزل، بسند من السجل العقاري بحلب، يثبت أن ملكية المنزل للمدعي، حتى وإن كان هناك اتهامات بتبعيته للقوات الكردية أو الأحزاب السياسية الكردية، حيث يجري إعادة ملكية المنزل لأصحابه، فيما من لا يمكنه إثبات ذلك، فتجري عملية الحجر على الممتلكات وبيعها في مزاد علني، وبيع السلاح الفردي والمقتنيات الشخصية، كذلك بالطريقة ذاتها في مزادات مخصصة، الأمر الذي أثارا استياءاً واسعاً لدى سكان عفرين الذين لم يفسح لهم النظام المجال للوصول إلى مدينة حلب كنازحين، وسط مخاوف من عدم إمكانية الكثير من الأهالي المهجرين والمتبقين حتى من إثبات ملكيتهم، واعتبر الأهالي ذلك فصلاً جديداً في عملية التضييق لتهجير المدنيين المتبقين