“قسد” تستنفر قواتها، وفصائل أنقرة السورية تزعم حشد 80 ألف مُقاتل

22

حذّر مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبدالرحمن، من أنّ التحضير لعملية “أردوغان” العسكرية في مناطق شرق الفرات السورية بدأ بالترويج لأكاذيب اعتداءات قوات سوريا الديمقراطية “قسد” على العرب، مُشيراً إلى أنّ مغامرته الجديدة تأتي في ظلّ الصمت الأميركي والتخاذل الدولي.
وأكد مدير المرصد السوري أنّ تركيا تمارس اليوم أسوأ أنواع الاحتلال ولها أطماع في الأراضي السورية.
ودأبت المُخابرات التركية بالتعاون مع الإعلام القطري، على فبركة انتهاكات بحق المدنيين العرب من قبل المُسلحين الأكراد، بهدف نشر الفوضى في منبج ومناطق شرق الفرات، وخلق فتنة عربية- كردية تسهل على أنقرة تنفيذ مخططاتها بالاجتياح العسكري لتلك المناطق.
وتشهد المنطقة الواقعة بين مدينة عين العرب (كوباني) وصولاً إلى تل أبيض بريف الرقة، استنفاراً من قبل المجالس العسكرية شرق الفرات وقوات سوريا الديمقراطية، وذلك بالتزامن مع تحركات مُريبة للقوات التركية ضمن القاعدة التابعة لها من الجانب التركي على بعد مئات الأمتار من (كوباني).
وتأتي عملية الاستنفار هذه بسبب مخاوف من تهوّر تركي وشنّ عملية عسكرية في منطقة شرق الفرات يكون رأس حربتها الهيكل العسكري الجديد الذي أعلن عنه بوصاية تركية يوم الجمعة.
وأعلنت قوات مجلس تل أبيض العسكري التابع لقوات سورية الديمقراطية أنها أتمت استعداداتها العسكرية في المناطق الحدودية السورية التركية.
وقال قائد عسكري في مجلس تل أبيض، لوكالة الأنباء الألمانية: “قوات مجلس تل أبيض العسكري جاهزة للدفاع عن المنطقة بعد تهديدات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بغزو المنطقة وإلغاء اتفاق تسيير دوريات تركية أميركية، كل قواتنا على الحدود السورية التركية على أهبة الاستعداد لمواجهة القوات التركية، ولن نسمح للأتراك بدخول مناطقنا”.
وقال مدير المكتب الاعلامي لقوات سورية الديمقراطية، مصطفى بالي، عبر حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي: “قوات سورية الديمقراطية ملتزمة بإطار الآلية الأمنية واتخذت الخطوات اللازمة والضرورية للحفاظ على استقرار المنطقة. ولكننا لن نتردد في منع أي هجوم استفزازي من جانب تركيا وتحويله إلى حرب شاملة على الحدود من أجل الدفاع عن أنفسنا وشعبنا”.
وفي سياق متصل، شهدت مدينة تل أبيض بريف الرقة الشمالي على الحدود السورية التركية هدوءاً حذرا في عموم المدينة وريفها.
وقال سكان من مدينة تل أبيض لـِ “د. ب. أ” إنّ المدينة تشهد وريفها حركة محدودة، بسبب ما لدى الناس من قلق إزاء إمكانية دخول الجيش التركي، والخوف من وقوع مواجهات بينه وبين قوات “قسد” في المدينة.
كما أكدوا وصول تعزيزات عسكرية تركية كبيرة إلى مناطق الحدود، حيث شوهدت عشرات الدبابات والمدرعات خلال الأيام القليلة الماضية، وتوجهت الى قريتي الصيفي ومحويك التركية والتي تبعد عن الحدود السورية التركية حوالي ثلاثة كيلومترت، قرب قرية مشرفة العزو إلى الشرق كم تل أبيض بنحو 15 كيلومترا، إضافة إلى وصول تعزيزات عسكرية الى منطقة القره غول شمال مدينة اقجة قلعة التركية.
وأعلن الرئيس التركي في وقت سابق أمس السبت أنه “أصدر توجيهات لإطلاق عملية عسكرية وشيكة ضد الإرهابيين في شرق الفرات، شمالي سورية”.
والجمعة، أعلنت المعارضة السورية المدعومة من تركيا أنّ عدداً من الفصائل المسلحة في إدلب اندمجت مع الجيش الوطني، جماعة المعارضة المسلحة الرئيسية التي تدعمها تركيا في الشمال الغربي.
وقد تعهدت فصائل المعارضة السورية المسلحة بدعم أي عملية  عسكرية عبر الحدود تُلوّح أنقرة بشنّها ضدّ المقاتلين الأكراد في شمال شرق سوريا.
بالمقابل تحدثت وكالات أنباء ووسائل إعلام دولية عن أنّ “الجيش الوطني السوري” المدعوم من تركيا و”الجبهة الوطنية للتحرير” قد اندمجا تحت مظلة تنظيم الجيش الوطني، في إجراء يهدف إلى حل “هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً).
وأعلن رئيس الحكومة السورية المؤقتة عبد الرحمن مصطفى، عن أنّ الاندماج قد تمّ تحت سقف وزارة الدفاع في هذه السلطة التي تتخذ من جنوب تركياً مقرّاً لها.
وأوضح مصطفى، في مؤتمر صحفي عقده في ولاية شانلي أورفة التركية المحاذية لمحافظة حلب السورية، أن “الجيش الوطني” سيضم بالتالي 7 فيالق ويحتوي على نحو 80 ألف مقاتل.
وقال مصطفى إنّ أهداف “الجيش الوطني” تكمن في “تحرير كامل الأراضي السورية من الطغاة، ومحاربة الفساد والدكتاتورية والطائفية، والحفاظ على وحدة وسلامة الأراضي السورية، والدفاع عن المناطق المحررة، وإعادة المناطق المحتلة إلى أصحابها الحقيقيين”.
وزعمت مواقع سورية معارضة بأنه من المفترض أن يتم بعد الاندماج حل “هيئة تحرير الشام”، التي تمثل “جبهة النصرة” قوتها الأساسية، بينما تأمل تركيا وحلفاؤها من المعارضة السورية في أن تسيطر الحكومة المؤقتة على السلطة في منطقة إدلب.
وقد تساعد خطوة اندماج فصائل المُعارضة في توسيع نفوذ أنقرة في محافظة إدلب حيث يسيطر مسلحون كانوا يرتبطون في السابق بتنظيم القاعدة، وينضوون اليوم تحت راية هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً).
من جهته، أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أنّ تشكيل “الجيش الوطني” العسكري الموالي لتركيا والمدعوم منها، وبطلب من الحكومة التركية، عمد إلى ضمّ عدّة فصائل عاملة في حلب وإدلب وحماة واللاذقية لتصبح منضوية في تشكيل واحد تحت مظلة واحدة هي “وزارة الدفاع التابعة للحكومة السورية المؤقتة”.
وبناءً على ذلك، فقد اندمجت الجبهة الوطنية للتحرير العاملة في اللاذقية وإدلب وحماة، بشكل رسمي ضمن هيكل الجيش الوطني، وستتحول “الوطنية للتحرير” إلى فيالق تحمل الأرقام (4,5,6,7)، لتنضمّ إلى الفيالق الثلاث الأولى العاملة ضمن منطقتي “غصن الزيتون” و”درع الفرات” في الريف الحلبي.
وقال سليم إدريس المسؤول في المعارضة السورية المدعومة من تركيا في مؤتمر صحفي في جنوب شرق تركيا “فيما يتعلق بشرق الفرات… هذه أراضي سورية نحنا من واجبنا أنه نقاتل في هذا الجزء من أرض سوريا الغالية”.
وأضاف “نحنا نقف بكل قوة وعزيمة ودعم مع أشقائنا في جمهورية تركيا في قتال كافة أنواع الإرهاب المتمثل في عصابات حزب العمال الكردستاني”.

المصدر: أحوال