قصف مكثف يستهدف أقصى شرق حلب وقوات النظام تسعى لاستعادة مطار الجراح العسكري

22

علم المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الاشتباكات تجددت في أقصى ريف حلب الشرقي، بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها مدعمة بقوات النخبة من حزب الله اللبناني من جانب، وتنظيم “الدولة الإسلامية” في أطراف وعلى أسوار مطار جب الجراح العسكري المعروف باسم “مطار كشكش”، والواقع قرب الضفاف الغربية لنهر الفرات، وتأتي هذه الاشتباكات مع قصف عنيف ومكثف من قبل قوات النظام والمدفعية الروسية على مناطق سيطرة تنظيم “الدولة الإسلامية” ومواقع تواجده.

 

قوات النظام تسعى من خلال استمرار عمليتها العسكرية التي بدأتها في الـ 17 من كانون الثاني / يناير من العام الجاري 2017، إلى تحقيق مزيد من التقدم وطرد تنظيم “الدولة الإسلامية” من معظم المناطق التي يسيطر عليها في الريف الشرقي لحلب، كما تترافق الاشتباكات مع استهدافت متبادلة بين طرفي القتال في أطراف مطار الجراح العسكري الذي شهد في تشرين الأول / أكتوبر من العام 2014، تحليق طائرة حربية امتلكها تنظيم “الدولة الإسلامية” من أصل 3 طائرات، حيث شوهدت تحلق حينها على علوٍ منخفض، في أجواء المنطقة، بعد إقلاعها من مطار الجراح العسكري، ونشر المرصد السوري لحقوق الإنسان حينها أن تنظيم “الدولة الإسلامية” أصبح يمتلك 3 طائرات حربية قادرة على الطيران والمناورة، يعتقد أنها من نوع ميغ 21 وميغ 23، حيث يشرف ضباط عراقيون من الجيش العراقي المنحل، وهم عناصر من تنظيم “الدولة الإسلامية”، يشرفون على تدريب، المزيد من عناصر التنظيم أصحاب الخبرات، على قيادة هذه الطائرات، من خلال دورات تدريبية، في مطار الجراح العسكري، أو ما يعرف بمطار كشيش العسكري، الواقع في ريف حلب الشرقي، والذي يعد أهم معسكرات تنظيم “الدولة الإسلامية” في سوريا، وأبلغ سكان من المناطق المحيطة بالمطار، نشطاء المرصد السوري لحقوق الإنسان في حلب، أنهم شاهدوا طائرة على الأقل، تحلق على علوٍ منخفض، في أجواء  المنطقة، بعد إقلاعها من مطار الجراح العسكري، وهذه ليست المرة الأولى التي يشهد بها السكان تحليق لطائرة تقلع من المطار على علو منخفض، وأبلغت المصادر الموثوقة ذاتها، المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن تنظيم “الدولة الإسلامية” استولى على هذه الطائرات، بعد سيطرته على المطارات العسكرية التابعة للنظام في محافظتي حلب والرقة، ولم تؤكد هذه المصادر، ما إذا كان تنظيم “الدولة الإسلامية” يمتلك صواريخ لاستخدامها بشكل هجومي.

 

أيضاً كان المرصد السوري لحقوق الإنسان نشر قبل ساعات أن تنظيم “الدولة الإسلامية” الذي خسر عشرات القرى والمزارع والبلدات في ريفي حلب الشمالي الشرقي، منذ الـ 17 من كانون الثاني / يناير من العام الجاري 2017، إثر عملية عسكرية أطلقتها قوات النظام بقيادة مجموعات النمر وبدعم من نخبة حزب الله اللبناني وبإسناد من المدفعية الروسية، إضافة لخسارته عشرات القرى والبلدات والمدن في ريف حلب الشمالي الشرقي لصالح قوات عملية “درع الفرات”، لا يزال يسيطر على بلدتي دير حافر ومسكنة وقرى أخرى بريفيهما، وعلى الرغم من تقلص السيطرة وانهيار تنظيم “الدولة الإسلامية” بشكل متلاحق في الريف الحلبي، إلا أنه – أي التنظيم- لا يزال يهدد قوات النظام في مدينة حلب -ثاني كبرى المدن السورية-، عبر عزلها الشريان الرئيسي الذي يوصل مدينة حلب بمناطق سيطرة النظام في بقية المحافظات السورية، حيث يمكن لتنظيم “الدولة الإسلامية” قطع هذا الطريق الواصل بين مدينة حلب وأثريا بريف حماة عبر منطقة خناصر، في حال تنفيذه هجوم على هذا الطريق الاستراتيجي والذي تعرض في وقت سابق لهجمات، الأمر الذي سيعود على النظام بعواقب وضائقات اقتصادية كبيرة في مدينة حلب، ويثير استياء المدنيين الذي لم ينطفئ حتى الآن بفعل عمليات التعفيش التي يمارسها المسلحون الموالون للنظام وبفعل انقطاع المياه عن مدينة حلب منذ نحو 8 أسابيع.