قوات النظام تشدد قبضتها الأمنية على منطقة في الغوطة الشرقية وتعتقل عددًا من الشبان بينهم طلاب جامعة

57

محافظة ريف دمشق: أفاد مصادر المرصد السوري لحقوق الإنسان، بأن قوات النظام متمثلة بـ “شعبة الاستخبارات العسكرية” نفذت عملية دهم لبعض المنازل خلال الأيام الفائتة في بلدة جسرين في الغوطة الشرقية، اعتقلت خلالها 4 شبان من بينهم طالبان يدرسان في جامعة دمشق.
وبحسب مصادر المرصد السوري، فإن عناصر دوريات “الأمن العسكري” انهالوا على الشبان بالضرب المبرح أمام أعين الأهالي خلال اعتقالهم، وسط اتهامات لهم بتصوير الحواجز العسكرية في الغوطة الشرقية لصالح جهات خارجية، في حين وضعت قوات النظام 5 حواجز جديدة في بلدة جسرين قالت للأهالي بأنها مؤقتة، وسط تشديد على البطاقات الشخصية للمدنيين وتفتيش السيارات بشكل دقيق.
وفي 22 فبراير/شباط الجاري، رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان تفاصيل ومعلومات جديدة حول ملف “الاعتقال والتعذيب في سجون النظام”، بما يخص الأشخاص الذين اُعتقلوا منذ سيطرة النظام بتفاهمات “روسية-تركية”، على غوطة دمشق الشرقية، حيث أكدت مصادر المرصد السوري أن أكثر من 165 معتقل من أبناء الغوطة الشرقية وأبرزها (دير العصافير – زبدين – حتيتة التركمان)، مصيرهم مجهول حتى اللحظة، ممن جرى اعتقال معظمهم من مراكز إيواء للنازحين والمهجرين بمنطقة الدوير ومدارس ضمن منطقة عدرا، يأتي ذلك بعد بعد يوم تسليم أجهزة النظام الأمنية مخاتير القطاع الجنوبي للغوطة الشرقية أوراق 38 معتقلا قضوا تحت التعذيب في سجونه بعد اعتقالهم عقب سيطرة النظام على الغوطة الشرقية في آذار/مارس من العام 2018، من ضمنهم 9 أفراد من عائلة واحدة.
وأكدت مصادر المرصد السوري لحقوق الإنسان، بأن عدد أبناء الغوطة الشرقية الذين قضوا تحت التعذيب في أقبية النظام خلال الفترة آنفة الذكر، أكبر من الرقم المعلن بكثير، لكن سلطات نظام بشار الأسد تعمد إلى التستر عنهم، وستقوم بتسليم شهادات الوفاة لذويهم على دفعات خلال الفترة المقبلة، على أنها وفاة طبيعية، ويقوم النظام بدفنهم دون تسليم جثامين الكثير منهم.
وعلى الرغم من قانون قيصر الذي أقره مجلس الشيوخ الأمريكي، في منتصف ديسمبر/ كانون الأول من عام 2019، ليقوم الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب بالتصديق عليه في 21 الشهر ذاته، منح السوريين بارقة أمل بعد إقراره أملا في أن يجبر النظام على وقف عمليات التعذيب المستمرة في حق المدنيين السوريين، إلا أن المرصد السوري لحقوق الإنسان، وثق منذ إقراره، استشهاد 233 مدنيا سوريا تحت التعذيب داخل المعتقلات الأمنية التابعة للنظام السوري، ويتحفظ المرصد على ذكر أسماء 73 منهم بسبب طلب ذويهم بإخفاء أسمائهم لأسباب شخصية.
وعلى ضوء ما سبق، فإن المرصد السوري لحقوق الإنسان يدين استمرار عمليات القتل داخل سجون نظام بشار الأسد، ويشدد مرة جديدة على ضرورة محاسبة المتورطين بقتل وتعذيب المدنيين السوريين داخل سجون النظام، ويحذّر من مواصلة الاستهتار من قبل الأطراف المتصارعة بملف المعتقلين والمغيبين قسريا، ويدعو المجتمع الدولي إلى التحرّك للكشف عن مصير هؤلاء وفضح كل الأطراف المتواطئة.
وينبّه المرصد من استخدام “قوانين مكافحة الإرهاب” وغيرها من الذرائع لتبرير الاعتقال، ويدعو المجتمع الدولي لزيارة سجون نظام بشار الأسد، للوقوف على حقيقة أوضاع المعتقلين ومعرفة مصير من ضاعوا أو قتلوا في غياهب السجون والمعتقلات.
كما يجدد المرصد السوري مطالبته بالإفراج الفوري عن عشرات الآلاف من المعتقلين لدى سجون نظام بشار الأسد، ويشدّد المرصد السوري على مساعيه المستمرة لإيلاء ملف المعتقلين الأهمية القصوى وإيصال صوت المعتقلين وأهاليهم إلى العالم.