لقاء تشاوري لتشكيل لوبي سوري في أمريكا.. إقصاء وإنكار وتفرّد بالقرار

57

يستعد مجموعة من السوريين في الولايات المتحدة الأمريكية لعقد لقاء تشاوري في واشنطن، تحت عنوان “الحرية والعدالة والكرامة” أواخر الشهر الجاري ، يهدف في طيّاته إلى دفع الرئيس جوزيف بايدن على اتخاذ موقف واضح بخصوص الأزمة السورية المستمرة منذ 11 عاما.
لكن هذا اللقاء المزمع عقده، عرف عديد الإشكاليات تسبّب فيها أطراف سعت إلى التفرّد بالقرار وباختيار الشخصيات التي ينتظر أن تحضر، ذلك الخلاف دفع شخصيات أخرى إلى الانسحاب، من بينها حسين عساف ورشا الأحدب.
وقال  الناشط الحقوقي حسين عساف في حديث مع المرصد السوري لحقوق الإنسان، إنّ هنالك شخصية محورية في اللجنة التحضيرية استحوذت على القرار بشكل غير مباشر و حاولت التفرد باختيار الشخصيات المدعوة من دون الرجوع إلى المجموعة، وحاولت السيطرة و الهيمنة على قرار اللجنة التنظيمية الذي انصاع بعضهم لقرار لها رغم معرفتهم بأن ذلك القرار لم يكن تشاوري و لا وطني و هذا ما لا يتعارض مع مبادئهم، وفق  قوله.
وأفاد عساف بأنّ  تلك الشخصية لم تكتف  بمساعي  الاستحواذ بل قامت بإقصاء بعض الجهات والشخصيات الاعتبارية المشهود لهم بالإخلاص خلال الثورة السورية بسبب خلفياتها الإيديولوجية، و عرّجت إلى اتهام و تخوين بعض الأعضاء المؤسسين في اللجنة التنظيمية.
وأضاف، ” -ثم  و بعد قرار انسحابنا – الادعاء بأننا لسنا من اللجنة التنظيمية أو التحضيرية و هذا التصرف المعيب أكد صحة قرارنا بالانسحاب لأنه من غير الممكن إنتاج مشروع وطني في ظل هكذا أجواء مسمومة وغير صحية ( حيث تكون منذ البدايات مؤسس و تنتهي بعد انسحابنا بأننا  غير مدعيين أصلا و لا علاقة لنا بالمشروع ) و هذا ما جعل  الأمر أكثر صعوبة للاستمرار كفريق عمل لا يترجم شعار اللقاء بتحقيق ” الحرية والكرامة والعدالة ” حيث شعرنا بانتهاك لكرامتنا و أيضا لاقتناعنا الشديد بأن التحضير لمؤتمر وطني يتطلب الوقت والدراسة والتخطيط  والتنفيذ والاهم التناغم ما بين أعضاء اللجنة وهذا ما لم يكن متوفّر”.
بدورها قالت المحامية والناشطة الحقوقية، رشا الأحدب، في حديث مع المرصد السوري،  بخصوص الدور الأهم بهذا اللقاء التشاوري،: “هذا اللقاء المفروض أن يكون تشاوري تعارفي بين الجالية السورية وهدفه تشكيل لوبي سوري ضاغط  كما اقترحناه منذ البدايات حيث كتبنا مسودة اللقاء الأولى  ومنها تشكيل لوبي سوري مع أهدافه و أهداف توحيد جهود السوريين” .
وحول الاتهامات الموجّهة لأيمن عبد النور حول التفرّد بالاجتماع والدعوات، أكّدت رشا الأحدب،، “مواقفنا هذه منطلقة من مبادئ وطنية و مواقف أخلاقية بعيدا عن أي شخصنة،  نتمنى التوفيق لأي تجمع أو لقاء أو مؤتمر سوري بشكل عام ولكننا انسحبنا ليس فقط بسبب الآليات التنظيمية و إنما بسبب أشياء  جوهرية لم تكن مفسّرة لدينا ولم نجد لها تفسير مقنع في ذلك الوقت ولحد الآن و لعدم رغبتنا بإعادة أخطاء الماضي في التسرع و الخوض في اجتماعات نضع أسمائنا عليها كمنظمين و داعين عوضا عن مشاركين والفرق كبير من حيث المسؤولية الأخلاقية والقانونية والسياسية والإنسانية”.
وبخصوص ردّة فعل السوريين والجدل الذي رافق اللقاء قبل عقده، والاتّهامات بالفشل في عقد لقاء تشاوري فما بالك بإيجاد سبل لحلحلة الملف السوري،  أفادت بأنّ هناك أسس كثيرة وجب أن تتوفّر لنجاح أي لقاء أو مؤتمر أو غيرهما، تتجلّى في المصداقية والشفافية والتحلّي بروح فريق العمل والتواضع والمهنية والخبرة، لافتة إلى أنّها أول من أسست فريق اللقاء باسم اجتماع واشنطن وأضافت أرام الدوماني وأيمن عبد النور وهي أول من وضعت مسودّة اللقاء.
وأشارت إلى خطورة إنكار حسين عساف.
ويشار إلى أنّ الهدف من اللقاء  تمثّل في البحث عن آلية تنظيم لتحرك السوريين  في أمريكا بالنسبة إلى مراسلاتهم مع الكونغرس والمظاهرات وغيرها، لتوحيد الجهود والدعوة إلى لقاءات دورية لتحضير وتنفيذ المبادرات بشكل مؤسساتي.
ونبّه المنسحبون من هذا اللقاء من خطورة عدم الالتزام بالحياد في إرسال الدعوات إلى الشخصيات من مختلف التكتلات والتوجهات وخطورة الطابع السرّي المثير للريبة الذي تعامل بعد البعض بخصوص الجهة الداعمة منذ البدايات والتي لم يتم الإعلان عنها إلا بعد انسحابهم بيومين علما وأنّهم تكفلوا بمصاريف التنقّل والسفر والإقامة ورفضوا أي تمويل من أي طرف كان.
وحذر هؤلاء من الطريقة التي تحوّلت بها هذه الفعالية من لقاء تشاوري إلى مؤتمر في فترة زمنية قصيرة.