مخيم الركبان المنسي: صعوبات في تأمين المياه وأوضاع مأساوية للأطفال في ظل تسربهم من التعليم وانشغالهم بجمع بقايا النفايات لاستخدامها في الطبخ

35

يعاني قاطنو مخيم الركبان من صعوبات بالغة في تأمين المياه، حيث يتم تزويد المخيم بالمياه من الأراضي الأردنية من آبار ارتوازية وبعدها يتم ضخ تلك المياه إلى خزانات تجمع أيضا ضمن الأراضي الأردنية ليتم معالجتها بمادة الكلور ثم يتم ضخها إلى خزانات وعددها خمسة مرتفعة عن الأرض تقريبا بمسافة 20 متر، ويتم بعدها بعد فتح تلك الخزانات بعد تعبئتها وتوزيع المياه على المشارب الموجودة بالقرب من المخيم ليقوم بعدها الأهالي بتعبئة المياه بطرق بدائية، الأمر الذي يزيد من معاناة الأهالي داخل مخيم الركبان وخاصة مع قدوم فصل الشتاء الذي يشكل معاناة إضافية للأهالي من صعوبات في نقل المياه، وارتفاع أسعار وسائل التدفئة والمحروقات، إذ يتم بيع الكيلو الواحد من حطب التدفئة داخل المخيم بـ 650 ليرة سورية، أما المازوت، فيبلغ سعر الليتر الواحد 4000 ليرة سورية، حيث أن غالبية الأهالي المشردين النازحين لايستطيعون شراء الحطب والمازوت، لا للتدفئة ولا لاستخدامه في الطبخ، و ينشغل الأطفال في مخيم الركبان طوال نهارهم بعيدًا عن مقاعد الدراسة بعمليات البحث في بقايا النفايات عن مواد قابلة للاشتعال لاستخدامها من قِبل ذويهم في عمليات الطهي، في الوقت الذي يجب أن يكونوا ضمن المقاعد الدراسية، في ظل تهميش المخيم وغياب دور المنظمات الإنسانية.

المرصد السوري لحقوق الإنسان نشر في أوائل أكتوبر/تشرين الأول المنصرم، تمر الأيام ولا يزال نحو 11 ألف نازح سوري، يذوقون الآمرين ضمن مخيم الركبان الواقع في البادية السورية عند مثلث الحدود العراقية-السورية-الأردنية، من حيث الأزمات وسوء الأحوال المعيشية والواقع الطبي الكارثي وما إلى ذلك من أمور حياتية، يدفع ضريبتها قاطنيه، لاسيما النساء والأطفال منهم، فالأطفال على سبيل المثال محرومين من أبسط حقوقهم وهو حق التعليم، حيث لا توجد مدارسة وتدريس بالمعنى الحقيقي وعليه فإن الأطفال لا يجيدون القراءة والكتابة في المجمل، بل بات دورهم هو جمع مواد قابلة للاشتعال كي تنوب عن الغاز في إشعال النار بغية تحضير الطعام بها، على اعتبار بأن أغلب قاطني المخيم يعتمدون في تحضير الطعام على جمع مواد قابلة للاشتعال والعمل عليها، مع شح الغاز وسعره الباهظ إن وجد، أما النساء فيمتهن مهن عدة كغسيل الملابس وتنشيفها مقابل مردود مادي وهذا مثال بسيط جداً عن معاناة النازحين في المخيم المنسي، وما يزيد الطين بلة هو الانتشار الكبير للحشرات لاسيما البعوض منها، بسبب الجور الفنية التي تملأ المخيم وهي مكشوفة بالغالب، فضلاً عن الأسعار المرتفعة بأسعار جميع المواد التي تدخل عبر طرق تهريب من مناطق النظام، يأتي ذلك في ظل صمت دولي مخيب اتجاه مأساة السوريين هناك، المحاصرين من قبل النظام السوري وحليفه الروسي.