مصدر في اللواء الثامن للمرصد السوري: لا يمكن لروسيا الانسحاب بشكل كامل من سورية.. وللجنوب أهمية استراتيجية ومحلية قصوى

يجدّد اللواء الثامن دعمه للحل السوري على أساس القرار2254 ويشدّد على أهمية التفاعل العربي من أجل إنهاء المأساة السورية المستمرة، كما ويحذّر من مخاطر التمدّد الإيراني على مستقبل ووحدة وسلامة التراب السوري ودول الجوار.

في حوار مع المرصد السوري لحقوق الإنسان، يرى مصدر في اللواء الثامن أنّ روسيا لا يمكن ان تنسحب بشكل كلّي من سورية، معتبرا أن الانسحاب سيحدث فراغا أمنيا يعطي الضوء للمليشيات الإيرانية للتمدّد بشكل أكبر مايشكّل خطرا على وحدة سورية ودول الجوار

س- اجتاحت المخدّرات الجنوب السوري، وسط عجز حكومي لمحاربة الآفة، ماهو دوركم في اللواء الثامن لإيقاف هذا النزيف، ومن تتهمون بالوقوف وراء التصنيع والترويج الذي ساهم في إتلاف وعي شباب الجنوب والشمال ؟
ج- يعمل اللواء الثامن منذ عدة سنوات على مكافحة ملف المخدرات ويوليه أهمية قصوى حيث يعمل اللواء على ملاحقة تجار ومهربي ومروجي المخدرات في المناطق التي تخضع لسيطرة اللواء والمناطق التي يتنشر بها على عموم المحافظة حيث قام اللواء بإلقاء القبض على الكثيرين منهم ومنها شحنات كبيرة وضخمة للغاية وتفكيك عدد من شبكات التهريب ، المخدرات هي ظاهرة دخيلة على مجتمعاتنا جلبتها الميليشيات الإيرانية وحزب الله وغيرهم وعملت على نشرها في مجتمعاتنا لأهداف سياسية و عسكرية و اجتماعية و تجاوز الأمر إلى تصديرها عبر الحدود إلى الأردن الأمر الذي نعمل على ضبطه و محاربته في مناطق انتشارنا والمناطق التي نستطيع الوصول إليها ، وتعتبر مناطق انتشار اللواء هي الأقل انتشاراً للمخدرات والتهريب بسبب العمل المتواصل على ملاحقة التجار و المهربين و تجفيف مصادر المخدرات ولكن محافظة درعا جغرافيا واسعة ويسعى اللواء لمكافحة هذه الظاهرة حسب الإمكانيات.

س- ما الاهمية الاستراتيجية التي يشكلها الجنوب السوري للأطراف المتصارعة في البلاد؟
ج-الجنوب السوري مهمّ لكافة الأطراف و عندما نتكلم عن الجنوب نقصد به محافظات درعا و السويداء و القنيطرة وريف دمشق وتمثل هذه المحافظات بمجملها حدوداً إستراتيجية مع الأنظمة المجاورة للمنطقة الجنوبية في سورية، إضافةً أنه للجنوب أثر كبير و حضور في الملف السوري منذ العام 2011 وبعدها.

س- هل تخشون من نتائج تخفيض روسيا لقواتها في الجنوب؟
ج-تخفيض القوات الروسية لا شك أنه سيؤدي لفراغ أمني وعسكري ستسعى أطراف كثيرة لسدّه من الميليشيات الإيرانية و ميليشيات أجنبية لا يحبذها المجتمع المحلي في الجنوب حيث تعمد تلك الجماعات لضرب النسيج الاجتماعي و تفكيكه وفي ذات الوقت ستقوم هذه الميليشيات بتشكيل خطر كبير وحقيقي على المحيط الإقليمي والعربي و الجوار.

س-هل المنطقة الآمنة التي تسعى تركيا إلى إنشائها في الشمال السوري لإعادة اللاجئين حلا، وبرأيك ماهي أهداف أنقرة من وراء ذلك؟
ج-اللواء الثامن يدعم أي شيء من شأنه تخفيف معاناة السوريين وتحقيق كرامتهم على كامل الجغرافيا السورية.

س- قال وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، إن روسيا لم يعد لديها مهام عسكرية في سورية، وإنّ وجودها لضمان الاستقرار في المنطقة، هل يدعونا هذا الى افتراضية انسحاب روسي كامل من سورية، وماذا عن التنسيق الروسي معكم؟
ج-في الفترة الماضية لاحظنا انسحابات جزئية للقوات الروسية من عدة مناطق على امتداد الأراضي السورية سواء شمالاً أو جنوباً، ولكن من المستحيل انسحاب روسيا من الأراضي السورية لما لتواجدها من تعزيز للدور الروسي عالمياً وهنا نتحدث عن تواجد الروس على المياه الدافئة في البحر المتوسط و خاصة قاعدة حميميم و الأمر الآخر هو الأهداف الاقتصادية والمشاريع الاستثمارية الكبرى للروس في الداخل السوري.

س-هل تؤيدون من يقول أن الانسحاب الروسي من سورية هو فرصة لتمدد إسرائيلي؟
ج-نحن في اللواء الثامن ندعم وحدة الأراضي السورية وعدم سلخ أي جزء منها ونرفض تواجد أي قوى أجنبية تتسبب بمعاناة السوريين على الأراضي السورية.

س-هل التدخل الثلاثي: الروسي, الإيراني, التركي في الشأن السوري يعطل الحل السياسي ؟
ج-الحل السوري وجب أن يكون وفق صيغة القرار الأممي 2254.

س-برأيك ماسبب غياب الدور العربي في حل الأزمة السورية؟
ج-التعقيدات الكبيرة التي حملها الملف السوري و دخول قوى عظمى على الساحة هو السبب، نحن نتطلع لدور عربي فاعل في المرحلة المقبلة فالقضية واحدة ويجب أن ندعم التقارب العربي بيننا كسوريين وبين باقي الأشقاء في الدول العربية ونبذ المشاريع التي تسعى لسلخنا عن محيطنا العربي.