مع ادعاءات السلطات التركية بعمليات لـ “تحرير السوريين”..الجندرما تواصل قتلها للمدنيين الفارين للالتجاء إليها وترفع لـ 414 تعداد من استشهدوا

46

لا يزال القتل مستمراً، تحدثه رصاصة قادمة مما وراء الحدود، من عناصر مؤتمرين بأمر السلطة التركية، التي على الرغم من ادعاءاتها المتتالية بقدومها لـ “تحرير المواطنين وحمايتهم”، وتجهيزاتها المتواصلة لاقتحام مناطق جديدة في الشرق السوري، لا تزال تضع فوهات بنادق حرس حدودها في أجساد وروؤس السوريين العابرين للحدود، والهاربين من الظلم إلى الحرية والحماية المنشودة، حيث رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان إطلاق حرس الحدود التركي “الجندرما” النار على مواطن، أثناء محاولته العبور إلى تركيا من منطقة دركوش، بريف إدلب الغربي، ما أسفر عن استشهاده، ليرتفع إلى 414 تعداد المدنيين السوريين الذين وثق المرصد السوري استشهادهم، منذ انطلاقة الثورة السورية برصاص قوات الجندرما، من ضمنهم 75 طفلاً دون الثامنة عشر، و37 مواطنة فوق سن الـ 18، فيما رصد المرصد السوري إصابة المئات برصاص قوات الجندرما التركية “حرس الحدود” في استهداف المواطنين السوريين الذين فروا من العمليات العسكرية الدائرة في مناطقهم، نحو أماكن يتمكنون فيها من إيجاد ملاذ آمن، يبعدهم عن الموت الذي يلاحقهم في بلادهم سوريا، وأن ينجوا بأطفالهم، حتى لا يكون مصير أطفالهم كمصير أكثر من 20 ألف طفل استشهدوا منذ انطلاقة الثورة السورية، ومصير عشرات آلاف الأطفال الآخرين الذين أصيبوا بإعاقات دائمة، أو مصير آلاف الأطفال الذين أقحموا في العمليات العسكرية وحوِّلوا إلى مقاتلين ومفجِّرين

ونشر المرصد السوري لحقوق الإنسان في الـ 22 من شهر تشرين الأول / أكتوبر الماضي أنه تواصل قوات حرس الحدود التركي” الجندرما” انتهاكاتها في حق المواطنين العابرين، والهاربين من الموت، لتتلقفهم طلقات القناصة، فإما قتل أو إصابة وعجز، فيتلقى السوريين الهاربين من الموت…موت آخر مشابه، حيث رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان استهداف قوات حرس الحدود التركي 3 مواطنين، أثناء محاولتهم العبور إلى تركيا من منطقة دركوش في الريف الشمالي الغربي لإدلب، ما أسفر عن إصابتهم، ورصد المرصد السوري لحقوق الإنسان يوم الجمعة الـ 28 من أيلول / سبتمبر من العام 2018، استشهاد شاب متأثراً بجراح أصيب بها، جراء إطلاق حرس الحدود التركي “الجندرما”، نيران قناصاتها عليه خلال ساعات الليلة الفائتة، أثناء محاولته الدخول إلى تركيا من قرية الدرية قرب مدينة دركوش في ريف إدلب الشمالي الغربي، ضمن مواصلة الجندرما التركية انتهاكاتها بحق المواطنين الفارين من أتون الحرب.

وضمن كل هذا الموت والخوف، يعمد تجار الموت (مهربو البشر على الحدود) إلى استغلال ظروف المدنيين الفارين من مدنهم وبلداتهم وقراهم وخيم النزوح، ليطالبوهم بمبالغ مالية ضخمة لقاء نقلهم إلى الجانب التركي، حيث وردت إلى المرصد السوري لحقوق الإنسان نسخة عن أشرطة مصورة، يعمد فيها المهربون إلى تصوير “زبائنهم” ممن يصلون إلى الأراضي التركية أو لواء إسكندرون، ليصرحوا بأنهم وصلوا بأمان وأن الطريق الذي يسلك منه المهرب هو طريق آمن ولا مخاطر تتخلله، فيما ورد في أحد الأشرطة أن بعض الطرق هي “طرق إذن”، حيث تحدث الواصلون إلى تركيا، عن أن المهربين أبلغوهم بأن الطريق جرى فتحه بإذن من ضباط أتراك عاملين في الجندرما التركية، لقاء بمالغ مالية تسليم إليهم بشكل متفق عليه مع المهربين، كما أن المرصد السوري نشر في الـ 26 من شهر آب الفائت من العام الجاري، أنه لا يزال القتل هو الحدث الأبرز على الشريط الحدودي بين الأراضي السورية والجانب التركي، فلم يعد هناك متسع سوى للقتل، ولم تعد هناك شراهة إلا لإطلاق النار وإيقاع الفارين من جحيم الحرب بين قتيل وجريح أو معتقل، وفي كل الأحوال النتيجة متقاربة، وتجتمع كلها في شيء واحد، هو المدني الضحية، إذ رصد المرصد لحقوق الإنسان مواصلة أعداد الخسائر البشرية ارتفاعها، نتيجة استهداف الجندرما التركية لمزيد من المواطنين في رحلتهم  للبحث عن الملاذ الآمن، لتحصد المزيد من الأرواح لمن حاولوا العبور إلى تركيا،

كذلك كان أبلغ متنقلون عبر الحدود السورية – التركية، المرصد السوري أن عمليات إطلاق النار والقتل من قبل الجندرما التركية، تجري بشكل يومي تقريبا، ففي بعض الأحيان ينجح المهربون في إيصال زبائنهم ونقلهم إلى الجانب التركي، إلا أن كثيراً من الحالات تشهد فشلاً في عملية التهريب، حيث يجري في كثير من الأحيان اعتقال المهربين وزبائنهم والتعرض لهم من قبل حرس الحدود التركية بالضرب والإهانات، وأكدت المصادر أن المهربين يتلقون نصيباً كبيراً من الضرب العنيف، الذي يؤدي إلى تكسير أطرافهم أو إعاقتهم، وتتعدى العملية الضرب بالأيادي، إلى الضرب بالهروانات والأسلحة البيضاء وأعقاب البنادق، لحين الوصول إلى إطلاق نار على بعض المهربين لإعاقتهم ومنعهم من العودة إلى التهريب بشكل نهائي، ووثق المرصد السوري بعض الحالات التي تعرض لها المهربون لإطلاق نار في منطقة الساق والقدم ما تسبب لهم بإعاقات دائمة، بعد اعتقالهم لعدة مرات، إذ أكد أحد المهربين للمرصد السوري أنه اعتقل عدة مرات وأنكر أنه يعمل كمهرب وأنه قادم لدخول تركيا بغرض العمل، لحين اكتشاف أمره من قبل أحد الضباط الذي تصادف رؤيته للمهرب السوري المعتقل، حيث عاجله بإطلاق النار على قدمه وتسببه بإعاقة دائمة للشاب، في حين أن عملية التهريب هذه لم تتوقف عند عملية إغراء بالخروج، وصدمة من وعورة الطريق وصعوبة التهريب الذي يستغرق عدة ساعات، ومن التعامل المهين للمهربين، بالإضافة للتعامل اللاإنساني من قبل الجندرمة التركية، بل تعدت إلى قيام مهربين بمحاولة الاعتداء، والاعتداء على فتيات خلال تهريبهن، بالإضافة لعمليات قتل زبائنهم، ورمي جثثهم في الاحراش أو في نهر العاصي، بعد سلبهم أموالهم وممتلكاتهم، والادعاء بأنهم قتلوا على يد الحرس التركي، إلى جانب عمليات القتل التي تنفذها الجندرما التركية بحق المدنيين والذي وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان المئات منهم منذ انطلاقة الثورة السورية، كما يشتمل التهريب على نقل بضائع ومواد ممنوعة كالمخدرات وغيرها، فيما تتعدى معاملة المهربين اللا إنسانية لحد ترك من لا يقدرون على إكمال مسيرهم في الوديان والأحراش على طريق التهريب إلى تركيا، حيث رصد المرصد السوري فقدان العشرات خلال عمليات التهريب هذه، بالإضافة لفرار المهرب في حال شعر بخطر اعتقاله من قبل حرس الحدود التركي.