مقتل وجرح العشرات في غارة لطائرات روسية على مدينة إدلب

17

شهدت مدينة إدلب أمس الثلاثاء حالات نزوح جماعي للمدنيين إلى مناطق أكثر أماناً في ريف المحافظة، بعد ليلة دامية عاشها سكانها، قضى إثرها 50 مدنياً بعد استهداف الطيران الحربي منازل المدنيين في أحياء (الضبيط، شارع 30، دوار المتنبي، القصور، البيطرة).بينما قالت تركيا، أمس الثلاثاء، إن ضربات جوية عنيفة ورد أن طائرات روسية شنتها على مستشفى ومسجد في مدينة إدلب السورية الخاضعة لسيطرة المعارضة، أسفرت عن مقتل أكثر من 60 مدنياً، وإصابة نحو 200 شخص.
ودعت الخارجية التركية في بيان أرسل بالبريد الإلكتروني المجتمع الدولي إلى التحرك سريعاً ضد ما وصفتها بجرائم النظامين الروسي والسوري «التي لا يمكن تبريرها».
وارتفع عدد من قضى في القصف الجوي لإدلب أمس إلى 50 مدنياً الكثير منهم أطفال ونساء، وأصيب أكثر 80 آخرين، فيما لا تزال فرق الدفاع المدني تعمل على انتشال جثث الضحايا من تحت الأنقاض، ما قد يرجح ارتفاع عدد القتلى. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس الثلاثاء أن القتلى سقطوا في غارات روسية، الأمر الذي نفته وزارة الدفاع الروسية.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن «قتل 23 مدنيا على الأقل وأصيب العشرات بجروح جراء غارات مكثفة شنتها طائرات روسية ليلا على أحياء عدة في مدينة إدلب» مركز محافظة إدلب التي يسيطر عليها «جيش الفتح»، وهو تحالف فصائل إسلامية أبرزها «جبهة النصرة». وبحسب المرصد، فإن خمسة أطفال وامرأتين هم في عداد القتلى.
وفي صور التقطها مصور لـ»فرانس برس» داخل مشفى في إدلب تم نقل الضحايا إليه، يحمل رجل طفلا يبكي في قسم الإسعاف فيما يعمل مسعفون على رعاية طفلة في ثياب النوم أصيبت جراء القصف. كما يمكن رؤية جثتين ملفوفتين بأغطية على الأرض، فيما ينتظر مصابون يجلسون على مقاعد دورهم لتلقي العلاج.
ويظهر شريط فيديو نشره المرصد عمال انقاذ وهم يتسلقون إلى الطبقة العليا من مبنى تضرر بشكل كبير جراء القصف، ويحاولون بصعوبة البحث عن ضحايا تحت الأنقاض.
وبحسب عبد الرحمن، فإن «سربا من الطائرات نفذ الغارات في وقت واحد على مناطق عدة في المدينة». وشرح عبد الرحمن أن الطائرات الروسية عادة ما تخرج أسرابا من القاعدة العسكرية في مطار حميميم في اللاذقية لتقصف أهدافها، بينما تحلق الطائرات السورية منفردة.
ولفت عبد الرحمن إلى أن «هذا القصف الجوي هو الأعنف على المدينة منذ بدء سريان وقف الأعمال القتالية في 27 شباط/فبراير».
لكن وزارة الدفاع الروسية نفت استهداف مدينة إدلب. وقال المتحدث العسكري الروسي ايغور كوناشينكوف الثلاثاء إن «الطيران الروسي لم يقم بأي عمليات عسكرية وعلى وجه الخصوص في محافظة إدلب».
ورغم أن الاتفاق الذي تم التوصل إليه بموجب تفاهم روسي أمريكي وبرعاية الأمم المتحدة يستثني مناطق سيطرة «جبهة النصرة» وتنظيم «الدولة»، فإن مدينة إدلب شهدت وفق عبد الرحمن «هدوءا نسبيا في ظل غارات متقطعة» منذ بدء الهدنة.
وتسيطر فصائل «جيش الفتح» التي تضم «النصرة» وفصائل إسلامية أبرزها «حركة أحرار الشام» منذ الصيف الماضي على محافظة إدلب بشكل شبه كامل. وبات وجود قوات النظام يقتصر على قوات الدفاع الوطني ومسلحين موالين في بلدتي الفوعة وكفريا ذات الغالبية الشيعية.
وبرز إلى الواجهة مجدداً استهداف روسيا للمستشفيات في سوريا، وذلك بعد قصف مقاتلاتها الاثنين مستشفيي «الوطني» و»ابن سينا» في محافظة إدلب الواقعة تحت سيطرة المعارضة.
وقصفت روسيا العديد من المستشفيات الواقعة في مناطق المعارضة في محافظات حلب وإدلب واللاذقية ودرعا، وذلك في غاراتها المتواصلة منذ 8 أشهر (بدأت في 30 أيلول/ سبتمبر 2015)، حيث استهدفت المقاتلات الروسية 24 مستشفىً، ما أدى إلى تدمير 11 بالكامل، منها مستشفى تشغلها منظمة «أطباء بلا حدود» في مدينة معرة النعمان التابعة لإدلب، ومستشفيات «الوطن» و»أورينت» في جسر الشغور، ومستشفى «أطباء بلا حدود»، شمالي شرق اللاذقية، و»صيدا» والغرية «في الريف الشرقي لدرعا.
كما تسببت الطلعات الكثيفة للطيران الروسي في محافظة درعا إلى توقف 7 مستشفيات عن العمل لدواع أمنية.

 

المصدر:القدس العربي