مناطق “درع الفرات” في حزيران: 13 استهداف وتفجير واقتتال في إطار الفلتان الأمني.. وافتتاح “مركز الأناضول” في الباب

25

منذ وقوع ما يعرف بمناطق “درع الفرات” تحت سيطرة القوات التركية والفصائل الموالية لها، ومسلسل الأزمات الإنسانية والانتهاكات والفلتان الأمني يتفاقم شيئًا فشيئًا، فلا يكاد يمر يوماً بدون انتهاك أو استهداف أو تفجير وما إلى ذلك من حوادث، ويسلط المرصد السوري في التقرير الآتي على الأحداث الكاملة التي شهدتها تلك المناطق خلال شهر حزيران/يونيو 2021.

فقد وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان خلال شهر حزيران، استشهاد ومقتل 9 أشخاص هم: عنصران من فصيل “السلطان محمد الفاتح، في اشتباكات مع عائلة نازحة من دير حافر وذلك في مدينة الباب شرقي حلب، ورجلان اثنان في اشتباكات مسلحة بين عشيرتين بمنطقة ترحين بريف الباب، وشخص قتل بانفجار عبوة ناسفة في مدينة الراعي بريف حلب الشرقي، و”ملازم” ضمن جهاز “الأمن العام والشرطة” قتل برصاص مجهولين أمام منزله في مدينة جرابلس شرقي حلب، وشخص قتل بانفجار عبوة ناسفة في مدينة الباب بريف حلب الشرقي، وشخص في اشتباكات مسلحة بين أفراد عائلة واحدة في قرية الباروزة بريف آخترين شمالي حلب، وشخص جراء اشتباكات بين عائلتين في مدينة جرابلس.

وشهد شهر حزيران، 4 اقتتالات عائلية وفصائلية ضمن مناطق نفوذ الفصائل الموالية لأنقرة بريفي حلب الشمالي والشرقي، ففي 23 حزيران، رصد المرصد السوري اشتباكات مسلحة اندلعت بين أفراد من عائلة واحدة في قرية الباروزة بريف بلدة أخترين بريف حلب الشمالي، ضمن مناطق نفوذ القوات التركية والفصائل الموالية لها، حيث أسفرت الاشتباكات عن مقتل شخص على الأقل، بالإضافة إلى سقوط عدد من الإصابات بين أفراد العائلة المتقاتلة فيما بينها، تزامن ذلك مع وصول عناصر من الشرطة المدنية مدعومة بمدرعات لإنهاء الخلاف الحاصل في القرية.

وفي 26 الشهر شهدت مدينة الباب، اشتباكات عنيفة بين عائلة نازحة من دير حافر ومجموعة عناصر من فرقة السلطان محمد الفاتح، وذلك بالقرب من مطعم قصور الشام وسط المدينة، مما أدى إلى مقتل عنصرين من فصيل محمد الفاتح، وإصابة آخرين.

على صعيد متصل، انتشر عناصر الشرطة العسكرية في المدينة، كما استقدموا تعزيزات إضافية، لفض الاشتباكات.

وفي مدينة جرابلس ضمن مناطق نفوذ الفصائل الموالية لتركيا، قُتل شخص وأصيب آخرون جراح بعضهم خطيرة، جراء اشتباكات عنيفة بين عائلتين بالقرب من كراج مدينة جرابلس.

وفي 29 الشهر، قُتل شابان وأصيب آخرون في ريف الباب بريف حلب الشرقي، نتيجة اشتباكات بالأسلحة الرشاشة، بين مواطنين عشائريين في منطقة ترحين.

كما أطلق مسلحون النار على مقر عسكري للفصائل الموالية لتركيا قرب منطقة الاشتباكات، بينما رد عناصر الفصيل بإطلاق النار على المسلحين، دون ورود معلومات عن خسائر بشرية.

كما أحصى المرصد السوري خلال شهر حزيران الفائت، 6 تفجيرات و3 استهدافات، توزعوا على الشكل التالي:

التفجيرات:
في الثاني من الشهر، انفجرت عبوة ناسفة بسيارة تقل قيادي من “فرقة السلطان مراد”الموالية لتركيا، قرب سوق الخضار الجديد في مدينة جرابلس شرقي حلب، مما أسفر عن إصابته بجروح خطيرة، بالإضافة إلى إصابة شخص آخر كان برفقته بجروح طفيفة.

في الخامس من حزيران، شهدت مدينة جرابلس تفجيرين اثنين بعبوات ناسفة، الأولى في سيارة “أجرة” والثانية انفجرت في سيارة “فان” بالقرب حاجز الشرطة العسكرية.

في السابع من الشهر، انفجرت عبوة ناسفة ضمن سوق شعبي بمدينة الراعي شرقي حلب، ما أسفر عن مقتل شخص وإصابة 9 آخرين بينهم طفل، جراح بعضهم خطيرة.

في 14 حزيران، انفجرت عبوة ناسفة بسيارة شخص في مدينة الباب الخاضعة لسيطرة الفصائل الموالية لأنقرة بريف حلب الشرقي، ما أدى لإصابة سائقها بجراح خطرة، وهو صاحب محل لصرافة العملات.

في 27 الشهر، انفجرت عبوة ناسفة بسيارة عسكرية تابعة للجيش الوطني الموالي للحكومة التركية، في حارة البو غزال ضمن مدينة الباب بريف حلب الشرقي، ما أدى لمقتل شخص وإصابة طفل بجراح بالإضافة لحدوث أضرار مادية.

الاستهدافات
في السادس من حزيران، حاول مسلحون مجهولون اغتيال طالت قيادي ضمن فصيل “المعتصم” التابع للجيش الوطني، عبر استهدافه بالرصاص في مدينة مارع شمالي حلب، الأمر الذي أدى إلى إصابته بجراح، نُقل على إثرها إلى المشفى.

وفي اليوم ذاته، أصيب عنصر من فرقة الحمزة برصاص مجهولين حاولوا اغتياله ضمن قرية المقري بريف مدينة الباب شرقي حلب.

وفي 12 الشهر، قُتل “ملازم” ضمن جهاز “الأمن العام والشرطة” في جرابلس الخاضعة لسيطرة الفصائل الموالية لأنقرة بريف حلب الشمالي الشرقي، بعد إطلاق النار عليه من قبل مسلحين مجهولين أمام منزله في المدينة.

على صعيد آخر، تواصل الفصائل العاملة ضمن مايسمى “الجيش الوطني” الموالي لأنقرة شتى أنواع الانتهاكات بحق المدنيين المتواجدين ضمن مناطق نفوذهم بريف حلب، وفي سياق ذلك، أفاد نشطاء المرصد السوري لحقوق الإنسان بتاريخ 8 حزيران، بأن حاجز يتبع لـ “فرقة الحمزة” يقع في منطقة السفلانية قرب بلدة بزاعة في منطقة الباب شرقي حلب وعددهم يفوق الـ 20 عنصرًا، انهالوا بالضرب المبرح على مهجر من مدينة حلب، بعد محاولته إبعاد عناصر الحاجز عن صديقه وزوجته اللذين كانا يتعرضان للإهانة من عناصر الحاجز.

وفي 17 حزيران، افتتحت الحكومة التركية مركز ثقافي تحت مسمى “مركز الأناضول” في مدينة الباب الخاضعة لسيطرة فصائل “الجيش الوطني” والقوات التركية شرقي حلب، وشهدت مدينة الباب استتفارًا أمنيًا على خلفية افتتاح المركز بحضور مسؤولين منظمات أتراك وسوريين، وجرى افتتاح مراكز ثقافية في وقت سابق في مناطق جرابلس وعفرين على غرار المركز الذي جرى افتتاحه.

ومما سبق يتضح جليًا أن مسلسل الانتهاكات في مناطق “درع الفرات” لن تتوقف حلقاته، طالما تستمر القوات التركية والفصائل التابعة لها في مخالفة كل الأعراف والمواثيق الدولية لحقوق الإنسان دون رادع لها يكبح جماح الجرائم والانتهاكات التي ترتكبها بحق الشعب السوري في تلك المناطق، رغم التحذيرات المتكررة من قبل المرصد السوري مما آلت إليه الأوضاع الإنسانية هناك.