مناطق “درع الفرات” ومحيطها خلال تشرين الأول: 32 قتيلاً بأعمال عنف.. و7 اقتتالات وتفجيرات و12 حالة اختطاف واعتقال تعسفي في إطار الفوضى والفلتان الأمني

المرصد السوري يجدد مطالبته للمجتمع الدولي لحماية المدنيين ضمن تلك المناطق في ظل الفوضى والفلتان الأمني وممارسات الفصائل الموالية للحكومة التركية

53

منذ وقوع ما يعرف بمناطق “درع الفرات” ومحيطها تحت سيطرة القوات التركية والفصائل الموالية لها، ومسلسل الأزمات الإنسانية والانتهاكات والفلتان الأمني يتفاقم شيئًا فشيئًا، فلا يكاد يمر يوماً بدون انتهاك أو استهداف أو تفجير وما الى ذلك من حوادث، ويسلط المرصد السوري في التقرير الآتي على الأحداث الكاملة التي شهدتها تلك المناطق تشرين الأول/أكتوبر 2022.

الخسائر البشرية الكاملة بفعل أعمال العنف
وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان خلال تشرين الأول /أكتوبر، مقتل واستشهاد 32 شخص، بأساليب وأشكال متعددة ضمن نفوذ القوات التركية وفصائل” الجيش الوطني” بمناطق “درع الفرات” ومحيطها في أرياف حلب الشمالي والشرقي والشمالي الشرقي توزعوا على الشكل التالي:

– 16 مدني بينهم سيدتين و4 أطفال، هم: شاب برصاص مكافحة المخدرات شرقي حلب، وناشط إعلامي وزوجته برصاص الفصائل في مدينة الباب، ومواطن جراء إطلاق النار عليه بشكل مباشر في منطقة مارع شمالي حلب، و4 بينهم امرأة وطفل برصاص عشوائي وشظايا قذائف على خلفية اقتتال فصائلي بمدينة الباب وريفها، وطفل بجريمة قتل بريف اعزاز، و5 بينهم طفل في الاقتتال العشائري بين عشيرة الطي والجيسات في مدينة جرابلس، وطفل نتيجة انفجار مقذوف رشاش عيار 23 أثناء العبث به قرب مخيم قرية جديدة بريف مدينة إعزاز، وشاب من ذوي الاحتياجات الخاصة جراء إصابته بطلق ناري طائش خلال عملية مداهمة نفذتها قوات مكافحة المخدرات في مدينة جرابلس.

– مقتل عنصر من القوات التركية جراء استهداف سيارة تركية بصاروخ موجه، على محور قرية عبلة بريف حلب الشرقي.

– 13 من العسكريين، هم: 2 في اشتباكات مع قسد بريف الغندورة، وعنصر من فرقة الحمزة جراء سقوط قذائف صاروخية على نقاط لهم في قرية حزوان بريف الباب شرقي حلب، وعنصر من فرقة الحمزة متهم بقتل الناشط أبو غنوم، وذلك خلال تبادل لإطلاق النار مع دورية للشرطة العسكرية في مدينة الباب، وعنصر وعقيد في الشرطة العسكرية جراء استهدافهما برشاشات الثقيلة على طريق قباسين على خلفية الاقتتال الفصائلي، وعنصر من أحرار الشام في الاشتباكات مع جيش الإسلام في محيط بلدة سوسيان، وعنصر من جيش الإسلام بطلقة في الرأس في ظروف غامضة ببلدة سوسيان، وعنصر من الجيش الوطني جراء إطلاق النار عليه بشكل مباشر قرية دابق بريف اخترين بريف حلب الشمالي خلال مشاجرة عائلية، و2 من فصيل الجبهة الشامية جراء استهداف سيارتهم بصاروخ موجه على محور مارع، ومقاتل بقصف للقوات الكردية على محور مارع، وعنصر من فصيل الجبهة الشامية في اشتباكات مع قوات النظام بمدينة تادف.

– 2 من قيادات تنظيم “الدولة الإسلامية” بضربة جوية للتحالف الدولي على مدينة جرابلس في ريف حلب الشرقي.

كما وثق المرصد السوري إصابة أكثر من 47 شخص جراء أعمال عنف ضمن مناطق “درع الفرات” ومحيطها خلال شهر تشرين الأول.

في حين أحصى المرصد السوري خلال تشرين الأول، 6 اقتتالات ضمن مناطق “درع الفرات” ومحيطها، تسببت بمقتل 9 مدنيين بينهم امرأة وطفلين، و5 عسكريين.

الاقتتال الأول كان بتاريخ 1 تشرين الأول، حيث أصيب عنصر من الشرطة العسكرية جراء إطلاق النار عليه من قبل فصيل الجبهة الشامية على خلفية عدم دعوة الأخيرة الى اجتماع حول تشكيل مجلس ثوري في بلدة صوران.

الاقتتال الثاني كان في 5 تشرين الاول، حين أصيب 3 عناصر من الشرطة العسكرية وفصيل “الجبهة الشامية”، جراء اندلاع اشتباكات بالأسلحة الرشاشة بين مجموعة من فصيل الجبهة الشامية، وعناصر من الشرطة العسكرية على حاجز كفر كلبين في مدينة إعزاز بريف حلب الشمالي.

أما الاقتتال الثالث فكان بتاريخ 11 تشرين الاول، حيث اندلعت اشتباكات بين فرقة الحمزة وفصيل الجبهة الشامية خلال مداهمة الأخيرة مقرات تابع لفرقة الحمزة في مدينة الباب وذلك على خلفية تورط قيادات من فرقة الحمزة في اغتيال الناشط أبو غنوم وزوجته.

الاقتتال الرابع كان بتاريخ 22 تشرين الأول، حيث اندلعت اشتباكات متقطعة بين عائلتين في بلدة كلجبربن بريف اعزاز وتدخلت مجموعات عسكرية المنضوية ضمن فصائل الجيش الوطني من أبناء مدينة تل رفعت لمساندة إحدى العائلات، ومنعت دوريات الشرطة العسكرية من التدخل لفض الاقتتال، دون تسجيل خسائر بشرية.

والاقتتال الخامس والأخير كان 23 تشرين الأول، حيث دارت اشتباكات عنيفة بين عشيرة الجيسات من أبناء مدينة جرابلس وعشيرة الطي من مهجري بلدة الشيوخ في وسط مدينة جرابلس راح ضحيتها خمسة أشخاص بينهم طفل.

كما أحصى المرصد السوري خلال تشرين الأول/أكتوبر، تفجيرين اثنين الأول كان بتاريخ 9 تشرين الأول، حيث دوى انفجار في مدينة إعزاز ضمن مناطق نفوذ الفصائل الموالية لتركيا بريف حلب، نتيجة عبوة ناسفة انفجرت بسيارة وسط المدينة ما أسفر عن إصابة شخصين بجروح.

الانفجار الثاني كان بتاريخ 28 الشهر، حين استشهد طفل وأصيب 4 آخرين بجروح متفاوتة، نتيجة انفجار مقذوف رشاش عيار 23، أثناء العبث به، قرب مخيم قرية جديدة بريف مدينة إعزاز.

ورصد المرصد السوري خلال تشرين الأول أيضاً، حالتي اعتداء الأول كان بتاريخ 10 تشرين الأول، حيث أقدم عناصر حاجز يتبع الى فصيل السلطان مراد على الاعتداء بالضرب المبرح على مواطن من أهالي بلدة تادف دون معرفة الأسباب، نقل على إثرها إلى المشفى لإصابته بجروح ورضوض في مختلف أنحاء جسده.

أما الاعتداء الثاني كان بتاريخ 16 تشرين الأول، حيث تعرض مواطن من أهالي بلدة البزاعة إلى اعتداء بالضرب المبرح من قبل فصيل الجبهة الشامية عقب سيطرة الأخيرة على البلدة بتهمة التعامل مع فرقة الحمزة.

فيما وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان خلال تشرين الأول 12 حالة خطف واعتقال تعسفي ضمن مناطق “درع الفرات” ومحيطها وتوزعت على الشكل الآتي:

– 11حالة اعتقال تعسفي من قبل الشرطة العسكرية “في مدينتي اعزاز والباب 9 منهم بتهمة الانتماء لتنظيم “الدولة الإسلامية” في مدينة الباب و2 في مدينة اعزاز أثناء توجه المواطنين إلى مدينة اعزاز قادمين من المخيمات المنتشرة على أطراف المدينة، دون معرفة التهم الموجهة إليهم.

– حالة خطف وحيدة، حيث أقدم عناصر من فصيل حركة أحرار الشام يستقلون سيارة فان بيضاء على اختطاف مواطن من أهالي مدينة الباب بغية تحصيل فدية مالية من ذويه.

ومما سبق يتضح جليًا أن مسلسل الانتهاكات في مناطق “درع الفرات” لن تتوقف حلقاته، طالما تستمر القوات التركية والفصائل التابعة لها في مخالفة كل الأعراف والمواثيق الدولية لحقوق الإنسان دون أي رادع يكبح جماح الجرائم والانتهاكات التي ترتكبها بحق الشعب السوري في تلك المناطق، رغم التحذيرات المتكررة من قبل المرصد السوري مما آلت إليه الأوضاع الإنسانية هناك.