مناطق “درع الفرات” ومحيطها خلال نيسان: نحو 45 قتيلاً وجريحاً بأعمال عنف.. و9 اقتتالات وانفجارات في إطار الفوضى والفلتان الأمني

المرصد السوري يجدد مطالبته للمجتمع الدولي لحماية المدنيين ضمن تلك المناطق في ظل الفوضى والفلتان الأمني وممارسات الفصائل الموالية للحكومة التركية

63

منذ وقوع ما يعرف بمناطق “درع الفرات” ومحيطها تحت سيطرة القوات التركية والفصائل الموالية لها، ومسلسل الأزمات الإنسانية والانتهاكات والفلتان الأمني يتفاقم شيئًا فشيئًا، فلا يكاد يمر يوماً بدون انتهاك أو استهداف أو تفجير وما الى ذلك من حوادث، ويسلط المرصد السوري في التقرير الآتي على الأحداث الكاملة التي شهدتها تلك المناطق خلال شهر نيسان 2023.

الخسائر البشرية الكاملة بفعل أعمال العنف
وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان خلال نيسان، مقتل واستشهاد 20 شخص، بأساليب وأشكال متعددة ضمن نفوذ القوات التركية وفصائل” الجيش الوطني” بمناطق “درع الفرات” ومحيطها في أرياف حلب الشمالي والشرقي والشمالي الشرقي توزعوا على الشكل التالي:

11 من المدنيين بينهم طفلان، هم:
– طفلان بمخلفات الحرب
– 5 بجرائم قتل
– 2 على يد الفصائل
– 1 تعذيب في السجون الفصائل
– 1 برصاص مجهولين

8 من العسكريين، هم:
– 5 في باقتتالات فصائلية
– 1 اشتباكات مع قوات النظام
– 2 على يد التحالف الدولي

قيادي بتنظيم “الدولة الإسلامية” بعملية للتحالف الدولي

كما وثق المرصد السوري إصابة أكثر من 22 أشخاص جراء أعمال عنف ضمن مناطق “درع الفرات” ومحيطها خلال شهر نيسان.

تفاصيل استشهاد المدنيين
– 2 نيسان استشهد طفلان جراء انفجار لغم أرضي من مخلفات الحرب في تادف بريف حلب.
– 9 نيسان قتل شاب إثر طعنه بأداة حادة على يد شخص من عائلة “آل غاوي”في مدينة الباب في ريف حلب الشرقي، وذلك أثناء مشاجرة حدثت بينهما”
-10 نيسان فارق شخص حياته، تحت التعذيب، بعد اعتقاله منذ 5 شهور، في سجون فصيل “”الجهة الشامية”” الموالية لتركيا، حيث تم نقله إلى مشفى الأزرق في مدينة إعزاز بريف حلب، وحسب المعلومات فإن الضحية من المعارضين لفصيل “”جيش الإسلام””، تم دفنه سرا من قبل ذويه تحت تهديد السلاح من قبل الفصيل المذكور.”
-13 نيسان قتل مواطن وشقيقته جراء إطلاق النار عليهما من قبل شقيقهما الآخر إثر مشاجرة حدثت دون معرفة أسبابها حتى اللحظة، في مدينة جرابلس في ريف حلب الشرقي.
– 15نيسان قتل مُهجر من مدينة البوليل بريف دير الزور، جراء حدوث مشاجرة بينه وبين عنصر من فرقة الحمزة، لأسباب غير معروفة، حيث تطور الأمر بينهما إلى استخدام الأسلحة، في مدينة الباب بريف حلب الشرقي.
-17 نيسان قتلت سيدة برصاص عناصر حركة “أحرار الشام” التابعة للجيش الوطني”، داخل سيارة للتهريب تقل مدنيين، في قرية جب النعسان التابعة لمدينة الباب بريف حلب الشرقي.
-21 نيسان قتل طفل بعمر الـ 13 في مخيم “النور” ببلدة شمارين شرقي مدينة إعزاز بريف حلب الشمالي، جراء إطلاق النار عليه من قبل شخص إثر خلاف بين الطفل وطفلة صغيرة على دور اللعب. حيث ذهبت الطفلة تشتكي لوالدها الذي قام بدروه بإطلاق النار على الطفل.
-27 أقدم مسلحون يستقلون سيارة نوع سنتافيه، على إطلاق الرصاص باتجاه شخص على طريق قباسين – الباب بريف حلب الشرقي، الأمر الذي أدى لمقتله ، دون معلومات عن هوية الفاعلين ودوافعهم.
-29 نيسان عثر أهالي على جثة فتى يبلغ من العمر 16 عاماً، مقتولاً بطلق ناري، حيث عثر على جثته ضمن أراضي زراعية في مدينة الباب شرقي محافظة حلب.

تفاصيل مقتل العسكريين
-4 نيسان قتل 3 عناصر من فصيل “عاصفة الشمال” وعنصر رابع من فصيل “الجبهة الشامية” جراء الاشتباكات العنيفة التي شهدتها مدينة إعزاز في ريف حلب الشمالي بين تجمع الشهباء والجبهة الشامية.
– 17 نيسان قتل عنصرين عناصر من فصيل “صقور الشمال” وقيادي في تنظيم “”الدولة الإسلامية”، خلال عملية إنزال جوي لقوات التحالف الدولي بعد منتصف ليل الأحد-الاثنين في قرية السويدة التابعة لناحية غندورة في ريف جرابلس ضمن مناطق سيطرة القوات التركية والفصائل الموالية لها بريف حلب الشرقي.
-20 نيسان قتل عنصر من الشرطة العسكرية بالرصاص عشية عيد الفطر، نتيجة شجار تطور لاشتباكات بين شبان من تل رفعت من جهة، وآخرون من ماير من جهة أخرى، في مخيم باب السلامة الحدودي مع تركيا بريف حلب الشمالي.
– 20 نيسان، فارق عنصر من الجبهة الشامية حياته متأثرا بجراحه التي أصيب بها، نتيجة الاشتباكات مع قوات النظام، داخل أحياء مدينة تادف بريف حلب.

كذلك شهدت منطقة درع الفرات خلال نيسان ثلاث انفجارات حالتين منها مخلفات الحرب وحالة انفجار عبوة ناسفة.
الانفجار الأول كان بتاريخ 2 نيسان، حين استشهد طفلان جراء انفجار لغم ارضي من مخلفات الحرب في تادف بريف حلب.
الانفجار الثاني كان بتاريخ 8 نيسان، حين أصيب طفلان بانفجار المخلفات الحرب في بلدة الغندورة قرب جرابلس في ريف حلب الشرقي.
أما الانفجار الثالث والأخير كان بتاريخ 12 نيسان، حين “استهدف مجهولون، بعبوة ناسفة سيارة الإعلامي عبد الله العمر مدير قناة “بلدنا” التلفزيونية، قرب دوار دوار الكفين في مدينة إعزاز شمال حلب، دون وقوع إصابات بشرية.

في حين أحصى المرصد السوري خلال شهر نيسان، 6 اقتتالات ضمن مناطق “درع الفرات” ومحيطها، تسببت بمقتل 5 عسكريين وإصابة 3 خرون بجروح.
الاقتتال الأول كان بتاريخ 3 نيسان، حيث “دارت اشتباكات عنيفة بالأسلحة الرشاشة الثقيلة والمتوسطة، بين أهالي حيان من فصيل الجبهة الشامية ومجموعة تابعة لـ””أبي زيد حسانو”” من أهالي عندان العامل ضمن صفوف تجمع الشهباء شرقي مدينة إعزاز ضمن منطقة درع الفرات،دون تسجيل خسائر بشرية.
الاقتتال الثاني كان بتاريخ 4 نيسان، حيث قتل 3 عناصر من فصيل “”عاصفة الشمال”” وعنصر رابع من فصيل “الجبهة الشامية” جراء الاشتباكات العنيفة التي شهدتها مدينة إعزاز في ريف حلب الشمالي بين تجمع الشهباء والجبهة الشامية”.
الاقتتال الثالث كان بتاريخ 14 نيسان، حيث أصيب مواطن جراء اندلاع اقتتال عائلي مسلح بين عائلة من “آل الخطيب” وهم من مهجري بلدة السفيرة جنوب شرقي حلب، وعائلة “آل زمي” من مدينة الباب في ريف حلب الشرقي.
الاقتتال الرابع كان بتاريخ 17 نيسان، حيث اندلعت اشتباكات في مدينة مارع بريف حلب الشمالي، بين تجار مخدرات، نتيجة خلاف بينهم تطورت لاستخدام السلاح، مما أدى لإصابة أحدهم بطلق ناري في القدم نقل على إثرها إلى إحدى المشافي لتلقي العلاج.
الاقتتال الخامس كان بتاريخ 17 نيسان، حيث أطلق أحد المواطنين النار على خاله نتيجة مشادة كلامية بينهما، مما أدى لإصابته بجروح بليغة، في حين جرت اشتباكات استخدمت فيها الأسلحة الخفيفة بين أبناء بلدة الشيخ عيسى داخل مخيم شمارخ على أطراف مدينة اعزاز، وسط حالة من الذعر والفوضى سادت المنطقة.
أما الاقتتال السادس والأخير كان بتاريخ 20 نيسان ،حيث قتل عنصر من الشرطة العسكرية بالرصاص، نتيجة شجار تطور لاشتباكات بين شبان من تل رفعت من جهة، وآخرون من ماير من جهة أخرى، في مخيم باب السلامة الحدودي مع تركيا بريف حلب الشمالي

انتهاكات مستمرة على قدم وساق
لاتزال الفصائل الموالية للحكومة التركية تتفنن بارتكاب الانتهاكات اليومية بحق الأهالي في منطقة درع الفرات وقد أحصى المرصد السوري لحقوق الإنسان، خلال شهر نيسان 2023، 3 حالات فرض إتاوات وحالة استيلاء على منازل.
-الحالة الأولى، حين فرض إتاوة من قبل حواجز فصيل “السلطان مراد” الموالي لتركيا حيث فَرَضَ إتاوات مالية تتراوح بين 400 – 500 ليرة سورية على سائقي السيارات و”السرافيس” على طريق جرابلس الحدودي في قرية القاضي بحسب نوع السيارة وحولتها، مما ولّدَ حالة استياء من قبل المواطنين.
الحالة الثانية حين فرض عناصر حاجز يتبع لفصيل فرقة “السلطان مراد”على الطريق في مدينة جرابلس شرقي حلب، و الراعي بريف حلب الشمالي، إتاوات مالية تقدر مابين 200 إلى 400 ليرة تركية على سائقي السيارات الخاصة والعامة والشاحنات الكبيرة.”
الحالة الثالثة والأخيرة، حين أفرجت قيادة فصيل فرقة “محمد الفاتح” الموالي لتركيا، بتاريخ 11 نيسان، عن عنصر تابع لقوات النظام متهم بارتكاب جرائم حرب بحق المدنيين ، مقابل مبلغ مالي قدره 3000 دولار أمريكي.
وحالة استيلاء على منازل حين استولى فصيل “الجبهة الشامية” على منازل في مدينة صوران بريف إعزاز شمالي حلب بذريعة انتماء أصحاب المنازل إلى تنظيم “الدولة الإسلامية”، بالرغم من صدور قرار من المحكمة في إعزاز بضرورة إعادة المنازل إلى أصحابها إلا أن فصيل “الجبهة الشامية” رفض إعادة المنازل إلى أصحابها.

– 4 عملية اعتداء من قبل فصائل الجيش الوطني بمختلف مسمياتها، ففي 7 نيسان أقدم عناصر دورية تابعة لجهاز مكافحة الإرهاب في الشرطة العسكرية في مدينة صوران شمال حلب، على الاعتداء على طفل بالضرب المبرح والشتم، بتهمة الإساءة إلى “علم الثورة”
وفي 14 نيسان، أقدم عناصر مجموعة مسلحة تتبع للجبهة الشامية، بالاعتداء على طفل، بسبب اصطدام دراجته النارية بدراجة أحد أفراد المجموعة، وعلى أثر ذلك، قام عناصر المجموعة بمهاجمة مدرسة بنيان الواقعة غرب دوار السنتر في مدينة الباب شرقي حلب، وأطلقوا النار بشكل عشوائي داخل المدرسة وخارجها لترويع الأهالي، ومن ثم لاذوا بالفرار إلى جهة مجهولة.
وفي 15 نيسان، اعتدى عناصر ينحدرون من دير الزور، ينتمون لفصيل “جيش الشرقية”، بالضرب المبرح، على مواطن من أهالي مدينة الباب بريف حلب الشمالي الشرقي، لاعتراضه على إقامة حاجز طيار أمام محله الذي يملكه ضمن سوق المدينة.
وفي 19 نيسان، أقدم عناصر من الشرطة العسكرية التابعة للفصائل الموالية لتركيا على الاعتداء بالضرب المبرح على شاب وسط شارع السوق في مدينة إعزاز بريف حلب الشمالي، وذلك بعد مشادة كلامية حدثت بينهم وبين الشاب على خلفية اتهامه بإمعان النظر بهم

فيما وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان خلال نيسان 3 حالات اعتقال. حيث أقدم عناصر دورية تابعة لجهاز مكافحة الإرهاب في الشرطة العسكرية في مدينة صوران شمال حلب،على اعتقال طفل 14 عام، إثر مداهمة منزل ذويه، والاعتداء عليه بالضرب المبرح والشتم، بتهمة الإساءة إلى “علم الثورة”
كما أقدم عناصر من فصيل “صقور الشمال” على اعتقال مواطن من بلدة الثورة بريف الرقة طلبا للفدية المالية، وذلك عندما دخل المناطق الخاضعة لسيطرة القوات التركية والفصائل الموالية لها عن طريق التهريب في بلدة الغندورة بريف الباب شرقي حلب.
كما أقدم عناصر حاجز يتبع لفصيل الجبهة الشامية، على اعتقال مواطنا من أهالي عفرين، عند مدخل مدينة إعزاز بريف حلب الشرقي، أثناء توجهه إلى مدينة إعزاز، بتهمة التعامل مع الإدارة الذاتية السابقة، حيث جرى تسليمه إلى قسم مكافحة الإرهاب في مدينة إعزاز.

كذلك، شهدت منطقة درع الفرات حالة خطف وحيدة، حين اختطفت عصابة مسلحة تتبع لـما يعرف بتجمع الشهباء، مُهجر ينحدر من محافظة حمص، في مدينة الباب بريف حلب الشرقي، حيث جرى نقله إلى أحد سجون هيئة تحرير الشام في إدلب، وذلك بذريعة أنه مطلوب لدى أحد قادة “الهيئة”.

ومما سبق يتضح جليًا أن مسلسل الانتهاكات في مناطق “درع الفرات” لن تتوقف حلقاته، طالما تستمر القوات التركية والفصائل التابعة لها في مخالفة كل الأعراف والمواثيق الدولية لحقوق الإنسان دون أي رادع يكبح جماح الجرائم والانتهاكات التي ترتكبها بحق الشعب السوري في تلك المناطق، رغم التحذيرات المتكررة من قبل المرصد السوري مما آلت إليه الأوضاع الإنسانية هناك.