مناطق “غصن الزيتون” في آذار: نحو 80 حالة اختطاف واعتقال تعسفي و70 انتهاك آخر.. واستمرار عمليات التغيير الديمغرافي

المرصد السوري يطالب المجتمع الدولي بالتدخل الفوري لحماية المدنيين في ظل الممارسات الممنهجة للفصائل الموالية لأنقرة

82

منذ سيطرة القوات التركية والفصائل الموالية لها على ما يعرف بمناطق “غصن الزيتون”، والمتمثلة بعفرين والنواحي التابعة لها شمال غربي حلب، ومسلسل الأزمات الإنسانية والانتهاكات والفلتان الأمني يتفاقم شيئًا فشيئًا، فلا يكاد يمر يوماً بدون انتهاك أو استهداف أو تفجير وما إلى ذلك من حوادث.
المرصد السوري لحقوق الإنسان، تابع ووثق بدوره جميع الأحداث التي شهدتها مناطق “غصن الزيتون” خلال شهر آذار/مارس 2022، ويسلط الضوء في خضم التقرير الآتي على الأحداث الكاملة في تلك المناطق والتي تشكل انتهاكاً صارخاً وفاضحاً لحقوق الإنسان.

الخسائر البشرية الكاملة بفعل أعمال العنف
لم يوثق المرصد السوري لحقوق الإنسان، خلال شهر آذار/مارس، مقتل واستشهاد أي شخص ضمن مناطق نفوذ القوات التركية وفصائل غرفة عمليات “غصن الزيتون” في ريف حلب الشمالي الغربي، لكن وثق مقتل واستشهاد 5 أشخاص بأساليب وأشكال متعددة في محيط مناطق غصن الزيتون توزعوا على النحو التالي:

– 4 مدنيين، هم طفل ورجل جراء انفجار لغم أرضي من مخلفات الحرب قرب خط التماس بين القوات الكردية و”الجيش الوطني في قرية أبين بريف حلب الشمالي الخاضعة لسيطرة المشتركة بين القوات الكردية وقوات النظام بناحية شيراوا، وامرأتين إحداهن تشغل منصب رئيسة كومين في الإدارة الذاتية بانفجار غامض ضرب مبنى كومين السابع في قرية الأحداث بريف حلب الشمالي.
– عنصر من قوات النظام جراء استهداف القوات التركية المتمركزة في قرية ميريمين نقطة عسكرية لقوات النظام في قرية أبين بريف حلب الشمالي.

كما لم يوثق المرصد السوري خلال آذار أي تفجير أو اقتتال ضمن مناطق “غصن الزيتون”، لكن محيط تلك المناطق شهدت تفجيرين اثنين، الأول جرى بتاريخ 26 مارس/آذار، حين استشهد طفل وشاب بانفجار لغم أرضي من مخلفات الحرب قرب خط التماس بين القوات الكردية و”الجيش الوطني في قرية أبين بريف حلب الشمالي الخاضعة للسيطرة المشتركة بين القوات الكردية وقوات النظام بناحية شيراوا، فيما التفجير الثاني كان بتاريخ 30 مارس آذار، حين قتلت امرأتين جراء انفجار مجهول ضرب مبنى كومين السابع التابعة للإدارة الذاتية في قرية الأحداث بريف حلب الشمالي.

انتهاكات مستمرة على قدم وساق
لاتزال الفصائل الموالية للحكومة التركية تتفنن بارتكاب الانتهاكات اليومية بحق الأهالي الذين رفضوا التهجير منها واختاروا البقاء في مناطقهم، بالإضافة لانتهاكات تطال المهجّرين إلى المنطقة أيضاً، وقد أحصى المرصد السوري لحقوق الإنسان، خلال شهر آذار/مارس، 79 حالة اعتقال تعسفي واختطاف لمدنيين من قبل الفصائل، بينهم 7 نساء، وجرى الإفراج عن 7 منهم بعد دفع فدية مالية.

إلى جانب حالات الاختطاف والاعتقال التعسفي، وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان أكثر من 68 انتهاك بأشكال عدة، توزعت على النحو التالي:
– 37 عملية استيلاء على منازل ومحال تجارية وأراضي زراعية في عفرين والنواحي التابعة لها، من قبل عناصر وقيادات الفصائل الموالية للحكومة التركية، حيث تعود ملكية هذه العقارات لمهجرين من المنطقة بفعل عملية “غصن الزيتون

– 3 حالات بيع لمنازل مهجرين كانت الفصائل قد استولت عليها بقوة السلاح، حيث تتم عملية البيع بأسعار زهيدة وبالدولار الأميركي تحديداً.

– 8 عمليات “فرض إتاوة” من قبل الفصائل والشرطة العسكرية والمحكمة العسكرية.

– 15 عملية قطع للأشجار المثمرة من قبل فصائل الجيش الوطني شملت قطع أكثر من 880 شجرة زيتون والقضاء بشكل كامل على 5 أحراش منها حرش قرية ديرصوان وحرش قرية روتا وحرش قرية جما وحرش قرية كفرصفرة.

– 5 عمليات اعتداء من قبل فصائل الجيش الوطني بمختلف مسمياتها، الأول عندما أقدم فصيل أحرار الشام بالاعتداء بالضرب المبرح على مواطن من مهجري الغوطة الشرقية في ناحية راجو و الثاني عندما أقدم قيادي في فرقة الحمزة بالاعتداء بالضرب المبرح على مواطنين في قرية كفرزيت والثالث عندما أقدم عناصر من فصيل العمشات بالاعتداء وإطلاق النار في الهواء لترهيب الأهالي لسحب شكوى ضد عناصر العمشات.
والرابع عندما أقدم عناصر من فصيل العمشات على الاعتداء على عنصر من ذات الفصيل وحثه على الخروج في بث على الفيس بوك لتبرئة فصيل العمشات أما الاعتداء الخامس عندما أقدم ثلاثة عناصر من فصيل أحرار الشرقية بالاعتداء بالضرب المبرح على مواطن من أهالي قرية قيبار بسبب حديثه باللغة الكردية.

التغير الديمغرافي في عفرين
وفي إطار تغيير ديمغرافية مدينة عفرين وبناء المستوطنات، أعلنت جمعية الأيادي البيضاء الكويتية التحضير لافتتاح المرحلة الثانية من مستوطنة قرية” بسمة” في يوم الثلاثاء بتاريخ 29مارس /آذار، وتتألف من 8 وحدات سكنية جديدة مكونة من 125 شقة سكنية، بالإضافة الى الاستمرار في أعمال بناء 6 وحدات سكنية جديدة علماً بأن المستوطنة تم بنائها على أرض زراعية مستولى عليها وتعود ملكيته الى مواطن (ز. ح) من أهالي شاديرة وتقدر مساحتها ب “10000”م٢.

ولم تتوقف الانتهاكات عند هذا الحد، حيث تواصل الفصائل الموالية لأنقرة، جرف التلال الأثرية في محاولة منها للبحث عن اللقى والدفائن الأثرية وتخريب التاريخ السوري، إذ رصد نشطاء المرصد السوري في شهر آذار 7 عمليات تجريف وتخريب للتلال الأثرية منها تل باسوطة وتل خازيان وتل ترندة وتل زونتري وتل باسرقة الاثري وتل بير الأثري ويقع التل جنوب قرية شيركان في ناحية المعبطلي، حيث تعرض التل لأعمال التخريب بالآليات الثقيلة، طالت معظم سفح التل ومحيطها بحثاً عن الكنوز المدفونة.

كما تعرض تل جويق الأثري لحفريات تخريبية بالآليات الثقيلة وتدمير الطبقات الأثرية بالإضافة إلى اقتلاع العشرات من أشجار الزيتون المعمرة، حيث تقدر المساحة هذه الحفريات حوالي (7000) متر مربع على الأكروبول وامتدادها إلى محيط التل المرتفع

ومما سبق يتضح جليًا أن مسلسل الانتهاكات في مناطق “غصن الزيتون” لن تتوقف حلقاته، طالما تستمر القوات التركية والفصائل التابعة لها في مخالفة كل الأعراف والمواثيق الدولية لحقوق الإنسان دون رادع لها يكبح جماح الجرائم والانتهاكات التي ترتكبها بحق الشعب السوري في تلك المناطق، رغم التحذيرات المتكررة من قبل المرصد السوري مما آلت إليه الأوضاع الإنسانية هناك.