مناطق “نبع السلام” في تشرين الثاني: 10 قتلى بأعمال عنف و5 اقتتالات فصائلية وعشائرية تؤكد الفلتان الأمني.. واستياء شعبي كبير من الواقع المعيشي السيء

المرصد السوري يجدد مطالبته للمجتمع الدولي لحماية المدنيين في تلك المنطقة من الممارسات الممنهجة للفصائل الموالية لأنقرة

52

تتصاعد معدلات الانتهاكات الحقوقية في مناطق نفوذ القوات التركية والفصائل الموالية لها في ريفي الحسكة والرقة، المعروفة بمناطق “نبع السلام”، والتي سيطرت عليها في تشرين الأول/أكتوبر من العام 2019.

تصاعد الانتهاكات يأتي مقابل تحقيق المآرب والأطماع السياسية والاقتصادية على حساب استغلال هذه الأراضي وثرواتها ومواردها وأهلها أسوء استغلال، وقد رصد ووثق نشطاء المرصد السوري لحقوق الإنسان جميع الأحداث التي شهدتها تلك المناطق خلال الشهر الحادي عشر من العام 2022.

حيث بلغت حصيلة الخسائر البشرية خلال الشهر الفائت 10 قتلى من المدنيين والعسكريين وفقاً لتوثيقات المرصد السوري، توزعوا على النحو التالي:

– 2 من المدنيين، هم: سيدة بجريمة قتل على يد زوجها في مدينة رأس العين، وسيدة عثر على جثتها مقتولة بظروف غامضة في منزلها بمدينة تل أبيض، والسيدة كانت عضو سابقة ضمن وحدات حماية المرأة، وهربت لأسباب مجهولة من مناطق سيطرة “قسد” باتجاه مناطق “نبع السلام” في تل أبيض، إلا أنها تعرضت للاعتقال من قبل فصائل “الجيش الوطني”، ليتم الإفراج عنها بعد مضي شهرين، ولدى خروجها من السجن تزوجت من أحد عناصر فصائل “الجيش الوطني” يدعى “أبو المجد”

– 8 من العسكريين، هم: 1 من فرقة الحمزة قتل بانفجار قنبلة يدوية في مدينة رأس العين، و3 بينهم قيادي باقتتالات فصائلية مسلحة، و3 باستهدافات برية من قبل قسد، وقيادي في فصيل “الخطاب” برصاص مجهولين.

في حين شهدت مناطق نبع السلام 5 اقتتالات خلال شهر تشرين الثاني، أسفرت عن مقتل 3 عسكريين بينهم قيادي بالإضافة لإصابة أكثر من 10 آخرين بجراح متفاوتة.

الاقتتال الأول كان بتاريخ بتاريخ 5 الشهر، حين قتل قيادي في “فرقة الحمزة” على يد عنصر في الفصيل ذاته، في مدينة رأس العين بريف الحسكة، بسبب خلاف بينهما على آلية تهريب البشر، عبر طرق التهريب، باتجاه الحدود التركية.

الاقتتال الثاني جرى بتاريخ السابع من الشهر، حين شهدت مدينة رأس العين اشتباكات داخلية بين عناصر فصيل فرقة الحمزة استخدم فيها الأسلحة الثقيلة، بسبب قضية ثأر، الأمر الذي أدى إلى سقوط عدد من الجرحى ضمن صفوف الفصيل.

الاقتتال الثالث، كان بتاريخ 14 تشرين الثاني، حين شهدت مدينة رأس العين، توتراً عسكرياً بين أبناء عشيرتي البوشعبان والعكيدات، وذلك على خلفية شجار حدث بين شابين من أبناء العشيرتين تطور لاستخدام السلاح، حيث أقدم الشاب من عشيرة العكيدات على إطلاق النار على الآخر من عشيرة البوشعبان ما أدى إلى إصابته.

الاقتتال الرابع جرى بذات اليوم، حين اندلعت اشتباكات بين عناصر من فصيلي”أحرار الشرقية” و “شهداء بدر”، في بلدة مبروكة غربي رأس العين ما أدى لإصابة عنصرين من كلا الفصيلين ، وذلك بسبب خلاف على “تهريب البشر” إلى المناطق التركية، عبر طرق “التهريب”.

أما الاقتتال الخامس والأخير في تشرين الثاني فكان بتاريخ 28 الشهر، حين اندلع اقتتال وسط مدينة رأس العين، ن عناصر يتبعون لفصيل “أحرار الشرقية” الموالي لتركيا من أبناء عشيرة “السياد” ومسلحين من أبناء عشيرة “القرعان” يتبعون لفصيل “فرقة الحمزة”، وذلك بسبب خلاف على تهريب مجموعة من الأشخاص إلى تركيا.

ووفقاً لنشطاء المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن الاقتتال المسلح بين الطرفين أسفر عن إصابة مسلحين اثنين من عشيرة “القرعان”، وتسبب بحالة ذعر بين المدنيين.

كما شهدت المنطقة انفجار وحيد خلال الشهر 11، كان بتاريخ الثالث منه حين قتل عنصر من فرقة الحمزات وأصيب آخر، جراء انفجار قنبلة يدوية، قرب مركز الخدمات الاجتماعية “سوسيال”، في حي العبر بمدينة رأس العين بريف الحسكة، على صعيد آخر، وبتاريخ 10 تشرين الثاني، أصيب مواطنان بجروح خطيرة أثناء مطاردتهما من قبل دورية للشرطة العسكرية في مدينة رأس العين شمال الحسكة، بتهمة ارتباطهما بتنظيم “الدولة الإسلامية”.

وفي الأسبوع الأول من الشهر الفائت، أفادت مصادر المرصد السوري لحقوق الانسان، بأن الشرطة العسكرية التابعة لتركيا اعتقلت خلال أسبوع، نحو 200 مواطن، بينهم نساء ورجال وأطفال وكبار السن من مختلف المناطق السورية، في مدينة رأس العين /سري كانييه ضمن ما يعرف بمنطقة “نبع السلام”.

وفي التفاصيل، فإن الشرطة العسكرية اعتقلت نحو 200 مواطن من مناطق مختلفة في منطقة ما يعرف بمنطقة بـ ” نبع السلام”، ومنهم مهجرين من مناطق النظام والذين يحملون بطاقات صادرة عن المجلس المحلي في رأس العين وتل أبيض، وذلك نتيجة محاولتهم العبور إلى الأراضي التركية عبر طرق التهريب بواسطة مهربين من عناصر الفصائل ممن لم يتفقوا مع الشرطة العسكرية التركية مسبقاً، ولم يدفعوا لهم حصتهم من عمليات التهريب.

وصادرت الشرطة العسكرية التركية ما بحوزة المعتقلين من مصاغ ذهبية وهواتف جوالة وأموال من العملة السورية والتركية والدولار الأمريكي، وقد تم اعتقال هؤلاء المواطنين أثناء محاولتهم العبور إلى تركيا، كما تم إلصاق تهم ببعضهم وأبرزها تهمة العمل لصالح “الحزب” في إشارة إلى قوات سوريا الديمقراطية.

فيما خرجت مظاهرة نسائية بتاريخ 16 تشرين الثاني، أمام معبر تل بيض الحدودي، للمطالبة بتحسين الأوضاع المعيشية في المنطقة، في ظل انعدام أدنى مقومات الحياة.

وجاء ذلك، بعد عجز السلطات ضمن منطقة تل أبيض”، في تأمين متطلبات الأهالي، والاكتفاء بالوعود دون ظهور بوادر حل تحد من معاناة الأهالي.

وتشهد منطقة “نبع السلام” الخاضعة لسيطرة القوات التركية احتكار المنظمات للمواد الإغاثية، المتزامن مع انقطاع مادة الخبز بشكل متكرر في المنطقة، فضلاً عن ارتفاع الأسعار بشكل فاحش.

وإجمالاً ستظل هذه الصورة القاتمة تزداد وتتمدد مع استشراء الفساد والاستبداد اللذين تمارسها الفصائل الموالية لأنقرة دون وازع أو رادع يقف أمامهم للحيلولة دون ارتكابهم لمزيد من الجرائم الإنسانية في حق المواطنين السوريين في مناطق “نبع السلام”، وعليه فإن المرصد السوري لحقوق الإنسان يجدد مطالبته للمجتمع الدولي لحماية المدنيين في تلك المنطقة من الممارسات الممنهجة للفصائل والمتمثلة بعمليات سرقة وقتل ونهب وسلب واعتقال واختطاف.