موجة هجرة جديدة باتجاه الدول الأوروبية.. المئات من أبناء قرى وبلدات درعا غادروا البلاد بحثا عن ملاذ آمن

1٬393

تشهد عموم مناطق سورية موجة هجرة جديد باتجاه الدول الأوروبية، هربا من الأوضاع الإنسانية الصعبة في البلاد، نتيجة تردي الواقع الاقتصادي والأمني في البلاد، وانعكاس مفرزاتهما على الواقع الاجتماعي.

وفي هذا السياق، أفاد نشطاء المرصد السوري، بأن نحو 700 شخص تمكنوا من الوصول إلى الدول الأوروبية ولا سيما إلى قبرص، عبر طرق التهريب بتكاليف باهظة، غالبيتهم من مدينة نوى بريف درعا.

ووفقا لمتابعات المرصد السوري لحقوق الإنسان، بأن أغلب المناطق التي تشهد الهجرة هي تلك الخاضعة ضمن مناطق نفوذ قوات النظام، ولا سيما محافظة درعا، التي تعتبر من أكثر المناطق التي تشهد فيها حالة الفلتان الأمني، من حيث تزايد معدل الاغتيالات والاستهدافات، حيث تمكن المرصد السوري من توثيق 427 حالة للفلتان الأمني راح ضحيتها 343 من بينهم 121 مدني، كما وثق 22 جريمة قتل في درعا وحدها را ح ضحيتها 6 سيدات و18 طفل.

كل هذه الأمور تعتبر من أبرز الأسباب التي تشجع الفئة الشابة بشكل خاص باللجوء إلى الدول الأوروبية بحثا عن حياة آمنة ومستقرة.

ولم يستثنى من ذلك، حالة الفقر السائد بين الأوساط الشعبية، بعد انهيار الواقع الاقتصادي في البلاد، وقلة فرص العمل، وتدني نسبة الأجور، بالإضافة إلى حملة الاعتقالات التي تطال المدنيين بدون وجود تهم واضحة، فضلا عن حالات اختطاف من قبل عصابات المنتشرة في المنطقة لغياب القانون، ما رأوا في الهجرة منفساً لتخلص من الواقع المرير، بالرغم من المخاطر المحدقة بحياتهم.

ويشار إلى أن اللاجئين السوريين في خارج البلاد يعانون ظروف إنسانية صعبة، فمثلا هؤلاء الذين يعيشون ضمن كنف السلطات اللبنانية والدولة التركية، فحياتهم مهددة بالترحيل القسري دون أي اعتبار للواقع الإنساني والأمني في الداخل السوري، كما أن العشرات يواجهون مصير مجهول في السودان، ناهيك عن وصول جثث للاجئين السوريين إلى ذويهم بعد غرقهم في البحار في السواحل الجزائرية وغيرها من الأمور.