“ناجية” تتحدث لـ”المرصد السوري” عن أساليب التعذيب الجسدي والتحرش الجنسي  في أقبية “المخابرات الجوية” بحلب

49

 

 

لا تكاد تنتهي قصص الناجيات السوريات من سجون النظام، باختلاف القصص وتعددها وجميعها تتمحور حول الإجرام والوحشية في تلك السجون التي ذاع صيتها وتكشفت حقيقتها من  خلال الشهادات التي قدمها الناجين والناجيات.
السيدة (أ.م) ، هي واحدة من بين آلاف النساء السوريات اللواتي تجرعن مرارة التعذيب وقساوته لنحو عام ونصف داخل أقبية التعذيب، وتسبب اعتقالها في تخليها عن مقاعد الدراسة وانفصالها عن زوجها وضياع مستقبلها.
وتروي السيدة وهي طالبة جامعية في جامعة حلب، قصة اعتقالها في منتصف نيسان/أبريل من العام 2015، أثناء ذهابها من قريتها في سهل الغاب إلى مدينة حلب، حيث قاطع مسير الحافلة التي تقلها حاجز عسكري، وفتش العناصر هاتفها وأغراضها الشخصية، ثم أمر سائق الحافلة بالانصراف، واقتادوا السيدة إلى غرفة منفردة بجانب الحاجز، وبدأ العناصر بالتحقيق معها لمدة ساعتين تقريباً، ثم قيدوها وعصبوا عينيها ونقلوها إلى “فرع المخابرات الجوية” في حي الزهراء بمدينة حلب.
وتضيف السيدة بأنها بقيت في زنزانة بالقرب من غرفة التحقيق لمدة أسبوع، التي كانت تصيبها بحالة خوف تعذيب نفسي لما تسمعه من أصوات المعتقلين أثناء التحقيق معهم وتعذيبهم.
ولم يكن بعيدًا عنها، حيث تم استدعائها أيضًا بتهمة “التواصل مع جهات عميلة والمجموعات مسلحة”.
وتعرضت السيدة التي تنحدر من قرية الحمرا في سهل الغاب بريف حماة، لأبشع صور التعذيب من ضرب وشبح وشتم.
كما اجبروها مع باق المعتقلات على خلع الملابس بشكل شبه كامل في غرفة خاصة للتفتيش كل 48 ساعة، وبقيت السيدة لمدة شهرين في سجن صغير يضم 20 امرأة وطفل. 
وتذكر السيدة شهادتها لـ”المرصد السوري” عن أشكال التعذيب الذي لاقته داخل معتقلات النظام، مثل التحرش الجنسي والتلفظ بألفاظ قبيحة والشتم، فضلاً عن الصعق والشبح وغيرها من أنواع التعذيب اليومي.
ورغم نفيها التهم الموجه لها خضعت السيدة لمحكمة ميدانية، حيث أصدر الحكم بحقها بالسجن لمدة عام ونصف بتهمة “التواصل مع جهات عميلة والمجموعات المسلحة”، تنقلت السيدة بين السجن المركزي في مدينة حلب، وسجن حماة المركزي.
وبعد مضي عام و 3 أشهر في تلك المعتقلات، استؤنف الحكم الصادر بحقها، وتم الإفراج عنها في منتصف العام 2016، بعد دفع مبلغ مالي كبير إلى محامي وأشخاص ذوي نفوذ في النظام السوري.
واصطدمت السيدة بالواقع الذي يفرضه المجتمع والتقاليد، فزوجها تخلى عنها، وخسرت دراستها بعد أن كانت في المرحلة الأخير من الدراسة الجامعية.
وتسكن السيدة في مخيمات النزوح شمال غرب محافظة إدلب قرب الحدود مع لواء إسكندرون، بعد أن سيطرت قوات النظام على مناطق واسعة في سهل الغاب و”قريتها”، في ظل أوضاع إنسانية صعبة دون معيل لها ولطفلها الذي كان رضيعًا أثناء اعتقالها.