نتيجة للبطالة والفقر وغلاء الأسعار.. تزايد كبير في معدل حالات السرقة في مدينة حماة 

43

تزايدت حالات السرقة بشكل ملفت في الآونة الآخيرة، ضمن مدينة حماة الواقعة تحت سيطرة قوات النظام، إذ تنامت ظاهرة السرقة والتي تتزامن مع تدهور الوضع الاقتصادي والمعيشي لسكان المدينة.

مصادر محلية في مدينة حماة أكدت لـ”المرصد السوري” أنه وفي الآونة الأخيرة بدأت تشهد أحياء المدينة العديد من حالات السرقة لسيارات ودراجات نارية ومحلات تجارية ومنازل، في ظل عجز الأجهزة الأمنية عن ملاحقة الفاعلين ووضع حد للسرقات، وتستغل عصابات السرقة حالة انقطاع التيار الكهربائي ليلاً للسطو على المحلات التجارية وخلع أبوابها ونهب مقتنياتها.

وأشارت المصادر أن تزايد حالات السرقة اليومية وعدم قدرة الجهات المعنية وضع حد لها تسبب بحالة من القلق لدى العائلات والتي باتت لا تأمن على سياراتها وأثاث منازلها وأصبحت تحاول أخذ تدابير معينة من أجل ضمان عدم تعرضها للسرقة.

ويتحدث(م.ش) من مدينة حماة وهو صاحب مكتب عقاري في شهادته لـ”المرصد السوري” قائلاً، إن سيارته سرقت من أمام مكتبه في حي الحاضر بحماة، وكان من عادته ترك السيارة وهي من نوع”سكودا” أمام المكتب الذي لايبعد إلا عدة أمتار عن منزله، فسرقت ليلاً بتاريخ 15 أيار/ مايو الفائت، فسارع للتواصل مع قسم الشرطة لتزوديه بمواصفات السيارة، وكذلك قام بتعميم مواصفاتها لدى العديد من مكاتب بيع وشراء السيارات لكن إلى الآن لم يفلح بالعثور عليها.

مضيفاً، أنه بشكل شبه يومي هناك حالات سرقات في منطقة حي الحاضر وخصوصاً سرقة المنازل التي تركها أصحابها وسافروا خارج البلد، كذلك سرقة المحلات التجارية لاسيما محلات الصرافة والصاغة ومحلات الجملة، رغم وجود تشديد أمني كبير في جميع أحياء مدينة حماة لكنه عاجز عن ضبط حالة السرقة التي باتت هاجسًا لدى المدنيين.

ويشير(م.ش) أنه لن يستطيع تعويض ثمن سيارته التي سرقت إلا بعد عمل لفترة طويلة خصوصاً أن عمله لم يعد يعطيه مدخول جيد مقارنة بالسابق نظراً لعدم وجود إقبال على شراء العقارات لغلاء أسعارها بشكل كبير جداً.

ويوضح، أن حالة الفقر التي يعاني منها معظم سكان مدينة حماة هي إحدى الأسباب الرئيسية التي دفعت لازدياد معدل حالات السرقة، فهناك شريحة كبيرة من الشباب عاطلين عن العمل ولا يجدون الفرص، فضلاً عن الغلاء الفاحش بالأسعار وعجز الحكومة عن تحسين الواقع المعاش في مدينة حماة.
“جهاز الشرطة” في مدينة حماة أعلن خلال الفترة الأخيرة إلقاء القبض على عدد من عصابات السرقة في أحياء حماة لاسيما حي”الحميدية، حيث ألقى القبض بتاريخ 20 أيار/ مايو الفائت على شخص مشتبه بحركته في أحد المنازل في حي”الحميدية” مستغلاً غياب صاحب المنزل وبعد مداهمة المكان تبين أنه يحاول السرقة وبعد التحقيق معه اعترف بإقدامه على العديد من السرقات.

وفي تاريخ 11 أيار/ مايو الفائت تم إلقاء القبض على شخص يحاول سرقة طيور ومعه ثلاثة آخرين لاذوا بالفرار، وبعد البحث عنهم تم إلقاء القبض عليهم جميعاً، والاعتراف بسرقة سيارات ودراجات نارية ومولدات كهربائية.

وبتاريخ 11 كانون الثاني/ يناير 2021 ألقت شرطة حي”الدباغة” في مدينة حماة، على عصابة سرقات مؤلفة من 4 أشخاص، وبعد إجراء التحقيق معهم تبين تورطهم بسرقة العديد من المحلات التجارية في مدينة حماة عن طريق كسر أبواب المحلات ونهب مقتنياتها، إضافة لسرقة الكثير من بطاريات السيارات المتوقفة في شوارع مدينة حماة وبيعها.

وفي سياق متصل، نعت وزارة الداخلية التابعة لحكومة النظام عنصرين من الشرطة وهما “زكريا شلال” و “محمد مسلم” الذين قتلا بتاريخ 30 آب/ أغسطس الفائت إثر هجوم مسلح تعرضا له في سوق الصاغة وسط مدينة حماة، حيث كانا متواجدين على أحد حواجز التفتيش، ورجحت “الوزارة” حينها أن تكون دوافع القتل هي محاولة سرقة محلات داخل السوق.

يشار أن المحافظات السورية الواقعة تحت قبضة قوات النظام والميليشيات المساندة له تشهد حالة من الفلتان الأمني، وقد تصاعد بشكل لافت خلال الفترة الأخيرة جراء الانهيار الاقتصادي وغلاء المعيشة.