هجوم قوات النظام المتواصل يقرِّبها من البوكمال -المعقل الأكبر لتنظيم “الدولة الإسلامية” في سوريا ويوصلها لمسافة 40 كلم عن المدينة

16

تعايش بادية البوكمال قتالاً متفاوتاً من حيث وتيرة العنف، فمن قتال مستعر ومعارك طاحنة، إلى اشتباكات بوتيرة أخف، مع استمرار الهجمات المضادة، والعمليات الرامية إلى التقدم للوصول إلى المعقل الأكبر المتبقي لتنظيم “الدولة الإسلامية” في سوريا، ورصد المرصد السوري لحقوق الإنسان استمرار القتال العنيف بين قوات النظام المدعمة بمسلحين موالين لها من جنسيات سورية وعربية وآسيوية من جانب، وعناصر تنظيم “الدولة الإسلامية” من جانب آخر، في البادية الجنوبية الغربية للبوكمال، نتيجة هجوم عنيف ومتجدد من قبل قوات النظام نحو مدينة البوكمال، قادمة من محور المحطة الثانية (التي تو)، حيث تمكنت قوات النظام من التقدم والوصول لمسافة نحو 40 كلم عن أطراف المدينة الواقعة على ضفاف نهر الفرات، عند الحدود السورية – العراقية، مقلصة بذلك المسافة بينها وبين آخر معقل للتنظيم في الأراضي السورية، إذ تستميت قوات النظام للوصول إلى المدينة، فيما تترافق المعارك مع قصف عنيف ومكثف من قوات النظام بقذائف الهاون والمدفعية والدبابات والصواريخ والغارات من الطائرات الحربية والمروحية الروسية والتابعة للنظام

وكان نشر المرصد السوري يوم الـ 31 من تشرين الأول / أكتوبر الفائت من العام 2017، أن قوات النظام، وبعد نحو 72 ساعة من إبعادها لمسافة 65 كلم جنوب غرب البوكمال، تمكنت من استيعاب الهجوم ومعاودة تنفيذ هجوم جديد بغطاء من القصف المكثف، قدَّمها لمسافة أقل من 50 كلم من مدينة البوكمال، وسط استمرار القتال بين الطرفين، في محاولة مستمرة من قوات النظام الاقتراب أكثر من المدينة والوصول إليها بغية فرض سيطرتها الكاملة عليها، كما مكنها هذا التقدم من تحصين مواقعها في محطة وتجمع (التي تو)، كذلك خلف القتال العنيف المترافق مع غارات عنيفة من قبل الطائرات الحربية الروسية والتابعة للنظام، وقصف من قبل قوات النظام على مناطق سيطرة التنظيم، واستهدافات متبادلة على محاور التماس وتفجير مفخخات وأحزمة ناسفة، خلف مزيداً من الخسائر البشرية، حيث وثق المرصد السوري خلال معارك التقدم نحو البوكمال، ومعارك الكر والفر والتقدمات والتراجعات التي تخللتها، على الضفاف الغربية لنهر الفرات، وفي بادية البوكمال الجنوبية الغربية، ارتفاع عدد قتلى قوات النظام والمسلحين الموالين لها بينهم العشرات من جنسيات غير سورية، إلى 98 على الأقل، في حين ارتفع إلى 124 عدد عناصر تنظيم “الدولة الإسلامية” وقيادييها ممن قضوا في القصف والاشتباكات والغارات منذ الـ 23 من تشرين الأول / أكتوبر من العام الجاري 2017، تاريخ بدء معركة البوكمال، وحتى الـ 31 من الشهر ذاته، كما خلفت المعارك العنيفة بين الطرفين جرحى، لا يزال بعضهم بحالات خطرة، ما يرشح عدد القتلى للارتفاع