هدنة روسية في مناطق خفض التصعيد في إدلب

49

توقفت الغارات الجوية على إدلب شمال غرب سوريا صباح السبت مع دخول وقف لإطلاق النار أعلنته روسيا، حليفة النظام السوري الذي يحاول السيطرة على المنطقة، حيز التنفيذ صباح السبت، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وأكد مدير المرصد رامي عبد الرحمن أن “الطائرات الحربية غائبة عن السماء والغارات الجوية قد توقفت”.

وأضاف أن المواجهات بين قوات النظام والمسلحين في أطراف إدلب توقفت كذلك بعد دخول هذه الهدنة الأحادية الجانب حيز التنفيذ قرابة الساعة 6,00 (3,00 ت غ)، لكن ضربات المدفعية والصواريخ بقيت متواصلة.

وافاد قائد عسكري في المعارضة السورية أفاد بأن القوات الحكومية السورية خرقت وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ صباح السبت في مناطق خفض التصعيد في ادلب.

وقال القائد العسكري ، الذي طلب عدم ذكر اسمه :” خرقت القوات الحكومية السورية اتفاق وقف اطلاق الذي أعلنته الجمعة وزارة الدفاع الروسية في مناطق خفض التصعيد” ، مشيرا إلى أن فصائل المعارضة تصدت لهجوم شنته القوات الحكومية على محور خربة الناقوس غربي حماة .

وأضاف أن القوات الحكومية قصفت بعشرات القذائف الصاروخية بلدات التح وجرجناز والغدفة بريف إدلب الجنوبي بمختلف أنواع الأسلحة والطائرات ، مضيفا :” الهدنة التي طلبها الروس هي لصالح القوات الحكومية السورية، وليست لتثبيت وقف اطلاق نار وحماية المدنيين “.

وأعلن الجيش الروسي الجمعة وقفا لإطلاق النار من جانب واحد يلتزم به الجيش السوري على أن يدخل حيز التنفيذ صباح السبت في منطقة إدلب.

وجاء في بيان صادر عن المركز الروسي للمصالحة في سوريا أنه تم التوصل الى اتفاق “لوقف اطلاق النار أحادي الجانب من قبل القوات الحكومية السورية اعتبارا من الساعة 6,00 في 31 آب/اغسطس”.

وأضاف البيان أن “المركز الروسي للمصالحة يدعو قيادات المجموعات المسلحة إلى وقف الاستفزازات والانضمام إلى عملية التسوية في المناطق الخاضعة لسيطرتها”.

وبعد أشهر من القصف الكثيف من الطيران الروسي والسوري، بدأت قوات نظام الرئيس بشار الأسد في 8 اغسطس هجوما بريا في هذه المحافظة الخاضعة لسيطرة جهاديي هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقا).

وحققت قوات النظام السوري الخميس مزيداً من التقدم في محافظة إدلب بسيطرتها على عدة قرى وبلدات، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وتمكنت قبل عدة أيام من السيطرة على مدينة خان شيخون الواقعة على الطريق، وتحاول منذ ذلك الحين التقدم في محيطها أكثر.

ومحافظة إدلب ومحيطها مشمولة باتفاق روسي تركي تمّ التوصل إليه في سوتشي في سبتمبر 2018 ونص على إقامة منطقة منزوعة السلاح، من دون أن يُستكمل تنفيذه.

ودفع التصعيد المستمر منذ نحو أربعة أشهر أكثر من 400 ألف شخص إلى النزوح من المنطقة بحسب الأمم المتحدة، بينما قتل أكثر من 950 مدنياً في إدلب، وفق المرصد.

وكان النظام أوقف مطلع أغسطس العمل بهدنة مماثلة بعد ثلاثة أيام فقط من دخولها حيز التنفيذ، متهماً الجهاديين والفصائل المتمردة الأخرى في إدلب بانتهاكها.

وتشهد سوريا نزاعاً دامياً تسبّب منذ اندلاعه في 2011 بمقتل أكثر من 370 ألف شخص وأحدث دماراً هائلاً في البنى التحتية وأدى الى نزوح وتشريد أكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها.